[align=center]
عزيزتي الدعجانية ..
سلام عليك ورحمة الله وبركاته اما بعد :
فأسأل الله تعالى لك مزيدا من التوفيق ..
وأبرك لك هذا الطرح المناسب وكنت اتمنى لو كان في موضوع مستقلا بدلا من ان يكون تعليقا وتصويبا لطريقة العرض .
افيدك يا عزيزتي . بانني قد لا اختلف معك فيما كتبت في الجملة ..
لكن ما دمت كتبت هذه المداخلة فأود أن أوضح ان قصدي من التباحث والتناقش فيما طرحت من سئوال صدرته بلماذا ؟ هو لفت الانتباه ، وتحريك الفكر وإعمال الذهن في سبب ختم آية التأديب بالعلو والكبرياء .
لأن محاولة الإجابة ومراجعة كتب التفسير يكسب الإنسان علما جديدا، اضافة الى انه سيجر الذهن الى التفكير في ختم كثير من الآيات بختام يناسب مضمون الآية ، كختم آية السرقة ، بالعزة والحكمة ،ولم تختم بالمغفرة والرحمة مثلا .
فيعلق في الأذهان دقة النظم القرآني ، وبديع احكامة، وبهذا يزداد إيمان المتأمل ، وتتشوف النفوس إلى معرفة مزيد من اسرا نظم القرآن.
اختي الغالية : أكاد اجزم انك – أو حتى غيرك - بعد قراءه هذه الأحرف ، أو بعد قراءه الاجابة على التساؤل .. إذا مرت بك آية سيلتفت انتباهك إلى ختامها .. فيدور في ذهنك محاولة معرفة سبب ختم الآية بهذا الختام او ذاك ، سواء عرفتيه ام غاب عنك ، سواء ذكره ائمة التفسير او سكتوا عنه ، لكن يبقى محل تساؤل ، لأن القرآن كما هو متقرر لا يمكن ان يكون نظمه عبثا ، ولكن نظمه من لدن حكيم خبير. كما قال الباري جل وعلا ، ( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير )
أما بالنسبة لتوضيح الموضوع محل النقاش وذكر أركانه ، فيمكن أن أجيب في ثلاث :
أولها : هذا سئوال محدد واضح المعالم ، وليس ورقة عمل وطرح وبسط وتقرير، وانأ اكتب لمن اعتقد إن لديه القدرة على البحث ، والمطالعة والتأمل أو حتى المحاولة ، أما الآخرون فيكتفون بالنظر ، ويسألون عما أشكل عليهم.
وثانيها : لو طرحت التساؤل وذهبت ولم اعد فستضل التساؤلات قائمة عند بعض القراء لم يجدوا له جوابا كما تذكرين وهذا قبيح .
لكنني طرحت التساؤل وظللت متابعا لما يكتب كيف يكون الجواب ؟ واستفيد من الأطروحات كما استفدنا من اختنا جميله حينما أجابت ، .. وأصوب الخطأ على وفق ما اعلم ، وربما يأتي باحث غيري ويفيدنا فائدة لم نقف عليها أو يصوب ما كتبت على وفق ما يعلم بطريق البحث . وهكذا .
ولو صوبت على سبيل المثال احد المعلقين او المناقشين حال مداخلته لعرف الاعضاء الجواب وأغلق الموضوع وانتهى . لكن لنترك فلانا يكتب .. وفلانا يجيب .. والاخر يتساءل ، والذي بعده يتوقف. حتى إذا كان الوقت المناسب نقرر ما نعلمه جواب للسئوال . فنحن نتابع كل ما يكتب .
وثالثها : لي سلف في هذا الشأن . فنبينا عليه الصلاة والسلام وهو المعلم الاكبر والقدوة الحسنة المتبع . كان يطرح السئوال ، وينظر ما يجيب القوم . ثم يجيب بما يعلمه . فنجد انه سمع صوت وجبه ( شيء ساقط ) فقال أتدرون ما هذا ؟ .. فهل سكت القوم القوم ؟ أجابوا .. لكن أجابوا بقولهم الله ورسوله اعلم .. فقال هذا حجر أرسل به في نار جهنم منذ سبعين سنة الآن انتهى إلى قعرها . فهنا نجد انه طرح السئوال . توقف الناس عن الجواب ، اجاب . فقرره في الأذهان .
ونجد انه سأل مرة ثانية ، ( أتدرون من المفلس ) مع انه الألف واللام هنا للعهد الذهني ، والعهد الذهني ينصب على من لا مال له كما أجاب الصحابة ، لكن النبي ما أراد ذلك ، إنما أراد التنبيه على معنى لم يكن في الأذهان فإذا سمع إجابة القوم وأجاب هو استقر في الأذهان وثبت ، فنجد انه سأل فأجاب الناس خطأ ، ثم صحح الجواب لهم فاستقر في الأذهان .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها ، وإنها مثل المسلم ، حدثونى ما هي » .قال فوقع الناس فى شجر البوادى ، يعني ان الناس بدؤا يجيبون .. وربما أجابوا خطأ. قال عبد الله فوقع فى نفسى أنها النخلة ، ثم قالوا حدثنا ما هى يا رسول الله قال « هى النخلة » وهذه كسابقتها .
وقال لمعاذ اتدري ماحق الله على العباد وما حق العباد على الله ؟ اعادها عليه ثلاثا ! حتى يستقر الجواب في الذهن !
وغير هذه التساؤلات .. التي يقصد منها تحريك الفكر واعمال الذهن . ثم يأتي الجواب بعد ذلك ليستقر الفهم .
فأنا يا عزيزتي الكريمة إنما كتبت من هذه المنطلقات . وسأجيب على التساؤل بإذن الله تعالى لاحقا .
والحقيقة .. ان تعليقك المبارك ، يصلح ان يكون موضوعا مستقلا كما اسلفت .. لا أن يكون تعليقا على موضوعي . ، لأن طرحك المبارك انما هو نقد وليس فيه اجابة على التساؤل . والنقد بهذه الصورة يسهم في الذهاب بفائدة التساؤل . لكن لوكان موضوعا مستقلا يكون حسنه ظاهر .
والله اعلم .
دمتي بحفظ رب جبرائيل وميكال[/align]