بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
فإن مما يؤسف في زماننا هذا هو إعراض الخلف عن كتب السلف واشتغالهم بكتب المتأخرين
وأنا إذ أقول المتأخرين فلست أعني العلماء المعاصرين وحسب بل أعني العلماء منذ بداية سنة 400 هـ وإلى حتى هذه اللحظة التي ما زالت فيها المطابع لا تزال تطبع الكثير والكثير من الكتب وكأن ثمة شيء جديد لم يذكره السلف في ديننا الحنيف وكل يوم يكتشف أحدهم علماً جديدا لم يسبق عليه أحد يؤلف فيها كتابا يطبع في المطابع ويكتب عليه أسمه !!!
والأمر من هذا أن كتب السلف أصبحت مجهولة في خضم هذا المحيط المتلاطم من الكتب
كيف لا وكثير من المنتسبين إلى العلم يحذروننا كل لحظة من قراءة كتب السلف وأن كتب السلف كتب معقدة صعبة لا يفهمها إلا الراسخون في العلم فلما قرأناها وجدناها بخلاف ما يدعون بل هي سهلة واضحة بينة
يا أيه الإخوة لن نأتي بأفضل مما أتى به سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى ما تركوا لنا عليهم من حجة إن شاء الله
أيه الإخوة إن التحذير من قراءة كتب السلف له غايات لا يعلمها إلا من قرأ كتب السلف وسبر غورها وعرف حقيقتها ورزقه الله عقلا راجحا وفهما صائبا
وقد أوصانا سلفنا الصالح رضوان الله عليهم بلزوم الأمر الأول الأمر العتيق وأن ننهل من النبع الصافي والماء القراح
قال أبن مسعود رضي الله عنه في الأثر الصحيح : "اتَّبعُوا ولا تبْتَدِعُوا؛ فقدْ كُفِيتُمْ؛ عليكُمْ بالأَمْرِ العَتيق" اهـ
وقال ابن مسعود رضي الله عنه قال: « عليكم بالعلم قبل أن يُقبض، وقبضه ذهاب أهله، عليكم بالعلم فإن أحدكم لا يدري متى يُقبض، أو متى يُفتقر إلى ما عنده، وستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله، وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم، وإياكم والتبدع، والتنطع، والتعمق، وعليكم بالعتيق ». [الدارمي (144) ، البدع والنهي عنها لابن وضاح (163) ، السنَّة لمحمد بن نصر المروزي (80(]
وقال رضي الله عنه : "إنكم أصبحتم على الفطرة، وإنكم ستحدثون، ويحدث لكم، فإذا رأيتم محدثة، فعليكم بالهدي الأول ». [الدارمي (169) ، السنَّة للمروزي (80(]
وقول الإمام ابن مسعود "عليكم بالأمر الأول" "عليكم بالعتيق" "عليكم بالهدي الأول" في إشارة إلى الرجوع إلى تراث السلف وعلمهم والحث على قرائتها ودراستها وفق منهج السلف لا الرجوع إلى كتب المتأخرين وتقريراتهم وتقعيداتهم وتأصيلاتهم وأرائهم فما ضلّت الأمة الإسلامية إلا بعد أن أقحم المتأخرون أرائهم وأهوائهم في دين الله فأصبح المرء لا يعرف السنة وأقل أحواله أنه ضائع فعليكم بالأمر العتيق عليكم بالعتيق عليكم بالهدي الأول وذلك بالرجوع إلى كتب السلف وقرائتها وإدامة النظر فيها
وقبل كل شيء سؤال الله العلم النافع والفهم الصحيح ومجانبة التعصب وللأراء والأهواء وأقوال المشايخ فإن هذا كله ليس من الدين
فمن كتب السلف التي يجب على طالب العلم وطالب الحق قرائتها ما يلي:
- السنة للإمام الحافظ عبدالله بن أحمد بن حنبل رحمه الله
وأفضل تحقيقاته تحقيق الشيخ عادل آل حمدان
"سوف يصدر قريبا إن شاء الله بعد الحج , وتستطيع أخذ نسخة مصورة من دار الأمر الأول في الرياض "
- خلق أفعال العباد للإمام الحافظ أمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله
وأفضل طبعاته الموجودة اليوم في المكتبات طبعة دار عفان ودار ابن القيم , وخرجت طبعة بتحقيق فهد الفهيد والأخيرة سيئة جدا ولا ننصح بشرائها
- نقض أبي سعيد على المريسي الجهمي العنيد
وأفضل طبعاتها طبعة دار الميمان بتحقيق السماري
- السنة للإمام الحافظ أبي بكر بن الخلال
وأفضل طبعاتها طبعة دار الفاروق
- الشريعة للإمام الحافظ الآجري
وأفضل طبعاتها طبعة دار الصديق
- الحيدة للإمام عبدالعزيز الكناني
وأفضل طبعاتها طبعة دار صادر
# ومن كتب العلماء المتأخرين
- ذم الكلام وأهله للإمام الهروي
- الإحتجاج بالآثار السلفية على إثبات الصفات الإلهية والرد على المفوضة والمشبهة والجهمية
نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق وأن يلزمنا طريق أهل السنة والجماعة أهل القرون المفضلة الأولى
آمين