وزير الدفاع الأمريكي يحذر من تداعيات
خطيرة علي المنطقة في حالة ضرب إيران
عواصم عالمية وكالات الأنباء ـ فيينا ـ
في تراجع للحرب الكلامية التي شنها الغرب وإسرائيل ضد إيران والتي اشتعلت منذ أيام, حذر وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أمس من أن العمل العسكري ضد إيران قد يترتب عليه آثار خطيرة في المنطقة, وذلك بعد ساعات من تحذير طهران من أن أي هجوم علي مواقعها النووية سيواجه بقبضات حديدية.
وقال بانيتا في مؤتمر صحفي من مقر وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون عندما سئل عن مخاوف من ضربة عسكرية إلي إيران يجب توخي الحذر من عواقب غير مقصودة, مشيرا إلي أن العمل العسكري ربما يفشل في ردع إيران عن تحقيق ما تريده.
وأضاف أن الشيء الأكثر أهمية هنا أنه قد يكون لهذه الضربة آثار خطيرة في المنطقة, وقد يكون له آثار خطيرة علي القوات الأمريكية في المنطقة.. وأعتقد بأن كل تلك الأشياء تحتاج إلي دراسة متأنية.
وقال بانتيا إنه يتفق مع سلفه روبرت جيتس فيما ذهب إليه من أن توجيه ضربة عسكرية إلي إيران ستؤدي فقط إلي إبطاء برنامجها النووي الذي يعتقد الغرب أنه يهدف إلي صنع قنبلة ذرية.
وكان جيتس قد حذر من أن مثل هذه الضربة قد توحد إيران وتزيدها إصرارا علي السعي لامتلاك أسلحة نووية.
وأشار وزير الدفاع الأمريكي إلي أن العمل العسكري يبقي ملاذا أخيرا من وجهة النظر الأمريكية والإسرائيلية, وأكد أن الولايات المتحدة تكثف حاليا من جهودها من أجل تشديد العقوبات علي طهران.
وأضاف: من المهم لنا أن نتأكد من تطبيق أشد العقوبات وفرض ضغوط اقتصادية ودبلوماسية علي إيران لتغيير سلوكها.
وتابع: نحن في مناقشات مع حلفائنا فيما يتعلق بالعقوبات الإضافية التي ينبغي فرضها علي طهران.
وردا علي سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تقبل امتلاك إيران لسلاح نووي, قال بانيتا إن واشنطن أوضحت بجلاء أنه من غير المقبول أن تطور إيران قدرات نووية, وأضاف فيما يتعلق بما سيحدث مستقبلا.. أعتقد أننا نأمل ألا نصل إلي ذلك الحد, وأن تقرر إيران أنها ينبغي لها أن تنضم إلي الأسرة الدولية.
وعلي الجانب الآخر, وفي تواصل للتصعيد الايراني ضد تقرير الوكالة الذرية, صرح مصدر مسئول إيراني بأن الوثائق التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملفقة, وأن الخبراء الدوليين خلطوا بين المنشآت النووية ودورات المياه العمومية.
وقال المسئول الإيراني إن تقرير الوكالة لا يعمل إلا ضد شرعية هذه المنظمة, والوثائق لم تتناول إلا قضايا قديمة, وأن موظفي الوكالة يؤكدون توافر صور بالأقمار الصناعية تظهر وجود غرف حديدية حيث تجري التجارب الهيدرودينامية, وفي الحقيقة أن ما شاهدوه ليست منشآت نووية وإنما دورات مياه عمومية.
ومن ناحية أخري, أكد علي باقري نائب أمين المجلس الاعلي للامن الوطني الايراني خلال زيارته الحالية لموسكو أن بلاده لن تنسحب من مفاوضاتها مع مجموعة(5+1) حول برنامج طهران النووي الذي وصفه بالشفاف والسلمي.
وفي غضون ذلك, كشف مسئولون أمريكيون أمس أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون دعت أمس الأول الخميس- الصين إلي استغلال نفوذها لتصعيد الضغط علي إيران بعد إدانة تقرير الوكالة الذرية لطهران.
وقال مسئول أمريكي رفيع المستوي إن كلينتون تحدثت بتوسع عن إيران مع نظيرها الصيني يانج جيتش خلال لقائهما في هواي قبيل قمة آسيا المحيط الهاديء, وأضاف المسئول أن هيلاري أبلغت نظيرها الصيني بأنه من الضروري للصين أن تتصل سرا و علانية بإيران وتحذرها من أنها في مرحلة خطرة.
وعلي الصعيد نفسه, كشف دبلوماسيون أوروبيون أن الاتحاد الأوروبي ربما يفرض عقوبات جديدة علي إيران خلال أسابيع بعد أن كشف تقرير الوكالة الذرية أن إيران عملت علي تصميم قنبلة نووية.
وقال الدبلوماسيون في تصريحات من بروكسل إن دول الاتحاد اتفقت مبدئيا علي اتخاذ اجراءات عقابية جديدة, إلا أن الخطط التي سيتم بموجبها تبني تلك الاجراءات فسيتم الكشف عنها وإقرارها في الأول من ديسمبر المقبل.
وفي الإطار نفسه, كشف يوري روزنتال وزير خارجية هولندا عن رغبة بلاده في قيام مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات إضافية علي إيران.
ونقل راديو هولندا الدولي عن روزنتال قوله إن أي خطوات أخري ضد إيران سوف تكون أكثر فعالية عندما تحظي بمساندة من المجتمع الدولي, مشيرا إلي أن العقوبات الإضافية هي نتيجة التطورات الأخيرة التي تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
ومن جانبه, أعلن مارتن نسيركي المتحدث باسم بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أن بان أعرب عن قلقه البالغ تجاه الأبعاد العسكرية للبرنامج النووي الإيراني, وعلي الحكومة الإيرانية أن تثبت سلمية برنامجها النووي.
وأضاف نسيركي في تصريحات صحفية أن بان لايزال يفضل الحل التفاوضي لحل الأزمة. وفي الوقت الذي يحشد فيه الغرب قوته لتكثيف الضغوط علي طهران, أعلنت روسيا أمس أنها تبحث مساعدة الجمهورية الاسلامية في إنشاء مزيد من المحطات النووية.
ويذكر أن روسيا ساعدت إيران في بناء أول محطة نووية إيرانية وهي محطة بوشهر. جاء ذلك علي لسان رئيس مؤسسة الطاقة النووية الروسية سيرجي كيريينكو الذي أبلغ رئيس الوزراء فلاديمير بوتين في اجتماع لمجلس الوزراء الروسي المصغر ان المؤسسة تعكف علي دراسة هذا الموضوع.
وفي بكين, أكدت وزارة الخارجية الصينية أن العلاقات التجارية بين إيران والصين يجب ألا تكون هدفا لأي عقوبات جديدة ضد برنامج طهران النووي, مجددة قولها إن العقوبات ليست بأي حال من الأحوال وسيلة مناسبة لإنهاء للأزمة.