أكد أن المسلسل سيجد القبول من أبناء السنة والشيعة على السواء
منتج مسلسل «الحسن والحسين»:
الإيرانيون اعترضوا علينا.. وهم أول من صوّر الأنبياء!
رشيد عساف من سوريا في دور معاوية رضي الله عنه
الرياض - عبدالرحمن الناصر
رغم الاعتراضات الكبيرة التي طالت مسلسل (الحسن والحسين) قبل عرضه؛ إلا أن عدداً من الفضائيات العربية بدأت بث حلقاته مع إطلالة الشهر الكريم معتمدة على الفتاوى التي أجازت عرضه والصادرة عن علماء سنة وشيعة لهم اعتبارهم في العالم الإسلامي, وعن ذلك قال منتج العمل محمد العنزي للرياض بأن الفضائيات لم تكن لتجرؤ على البث لولا ثقتها بأن ما يحتويه المسلسل لن يسبب فتنة بين المسلمين وذلك لأن «كبار المشائخ حفظهم الله كانوا مرافقين لنا في جميع مراحل صناعة المسلسل في كتابة النص والتصوير والمونتاج ومشرفين حتى على اللباس وعلى تفاصيل الرواية التاريخية, لذا لا يهمنا المعترضين الذين يريدون تأجيج الناس علينا دون بيّنة يستندون إليها».
وعزا العنزي هذه الاعتراضات إلى كون هذه الرواية التاريخية ستظهر في «عمل فني» من قبل جهة فنية «وهذا بعث الخوف في نفوس الكثيرين لما يحملونه من تصورات عن الفنون» ولكن «نحن سنقدم ما يليق بالمجتمع وسنعرض القصة بكثير من الاعتدال والمصداقية وتحرّي التاريخ الحقيقي». أما عن الرافضين لتصوير الصحابة رضوان الله عليهم في الأعمال التلفزيونية؛ قال العنزي إنه يحترم هذا الرأي لكنه في المقابل يتبع الرأي الآخر الذي يقول به عدد من العلماء الثقات عن جواز هذا الفعل مادام سيظهر بشكل لائق ومعتدل.
وأبدى العنزي استغرابه من الحملة التي شنها الإعلام الإيراني ضد المسلسل قبل عرضه, حيث رفضوا الفكرة تماماً من منطلق أن من سينفذها سُنّة, رغم أن إيران هي نفسها التي أطلقت موجة المسلسلات التاريخية عن الأنبياء والصالحين «فكيف يرفضون منا شيئاً هم فعلوه من قبل.. خاصة وأننا أخذنا الإجازة من مراجع شيعية معتبرة».
اعتمدنا على فتوى من مراجع سنية وشيعية مُعتبرة
ويضيف العنزي «نحن اليوم في عصر الإعلام والناس أصبحت لا تقرأ الكتب للأسف, بل تتابع التلفاز, ولذلك كانت فكرتنا أن نقدم مسلسلاً أردنا منه تصحيح وجهات النظر حول تلك الحقبة الحرجة وكشف حقيقة الدور اليهودي الذي شق صف المسلمين وأشعل جذوة الفتنة».. ويضيف «إن نظرتنا لتلك الفترة تتلخص في أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا على وفاق دائم, لكن أيادي خفية هي التي حركت الفتنة؛ من المنافقين والخوارج وعبدالله بن سبأ، وسيجد المشاهد أننا قدمنا الصورة الحقيقية لطرفي النزاع».
وعن تغيير اسم المسلسل من (الحسن والحسين ومعاوية) إلى (الحسن والحسين) من قبل روتانا خليجية, قال العنزي: «نحن من غيّر الاسم, وقد اخترناه من بين عدة أسماء منها (الفتنة الكبرى) و(الحسن والحسين ومعاوية) وغيرها, وفي أثناء عملية التسويق واستشارة الفضائيات التي اشترت العمل, وجدنا أن أفضل اسم هو (الحسن والحسين)».
لسنا دعاة فتنة.. ولابد من كشف الدور اليهودي!
وعن إمكانية إيقاف المسلسل أثناء عرضه في الشهر الكريم؛ استبعد العنزي ذلك لأن المشاهد سيكتشف أن المسلسل «مُنصِف» في قراءته لتلك الفترة وأنه يُصحح المفاهيم الخاطئة عنها, إضافة إلى أنه سيُعرض على أكثر من فضائية لا يمكن السيطرة عليها.
يذكر أن سيناريو العمل قد أجازه عدد من علماء الشريعة المعروفين من بينهم الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ الدكتور سلمان العودة, ومع ذلك لم يسلم من حملة الاعتراضات التي جاءته من علماء الأزهر الشريف ومن المرجعية الشيعية العليا في العراق التي أعلنت الجمعة الماضية على لسان الشيخ عبد المهدي الكربلائي عن رفضها للمسلسل «كونه يتعرض إلى أحداث تاريخية حساسة وحرجة جداً في تاريخ المسلمين وهي موضع اختلاف كبير وجدل شديد بين الطوائف الاسلامية وإنّ عرض مثل هذا المسلسل سيؤدي إلى مزيد من الاختلاف بين المسلمين».
هذا ويلعب بطولة المسلسل نخبة من الممثلين, منهم؛ رشيد عساف في دور معاوية رضي الله عنه, وطلحت حمدي, وتاج حيدر, وزيناتي قدسية ومحمد آل رشي. وهو يُلقي الضوء على حياة الإمامين «الحسن والحسين» والفتنة الكبرى التي هزّت الأمة الإسلامية بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ودورهما في الدفاع عن أمير المؤمنين الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه, ومساندة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. كما يعرض المسلسل تنازل الحسن عن الخلافة لإحلال السلام بين المسلمين وتوحيد الأمة الإسلامية.
الفنان محمد المجالي الذي يجسد دور الحسين رضي الله عنه
مشهد من المسلسل