إلى بيروت
------
بيروت يا بهجةً في ثغرها الأنسُ
والعمرُ في قطرةٍ ينمو بها الغرسُ
مـن ذا يبلغكِ بالشـوق يا قمري
حتى تري بالحشا ما يفعلُ اليأسُ
يا نبضةً في وريد القلبِ جاريةٌ
من دفقها العيشُ والآمالُ والحـسُّ
جودي بوصلكِ كي تضوي دياجرنا
فإنه الوصل في دنيا الهوى شمسُ
أهواكِ في الحـب حباً لم أشيدهُ
إلا عـلــى أسسٍ في شأنها البأسُ
الحبُّ يا حلوتي فيكِ تمثلهُ
والشعـــرُ في وصفكِم يحلو بهِ الهمسُ
يا شمعةً في بلاد العرب شامخةً
أنتِ العطـوفُ بنا والعطفُ لا يقسو
إن المشاعــر لا ترضىِ لكِ ألمٌ
أو أن تزوركِ آهاتٌ ولا نحـسُ
حسبُ النساء مراسٍ في مشاعرها
وزورق الروح في مينـائكم يرسو
ما أطيب الحبَّ لما صرتِ عاشقتي
كم زارني فرحٌ رفَّـت بهِ النفسُ
يا أخت بشار ما أحلاكِ من وطنٍٍ
دارٌ كمـا روضةٍ زاهٍ بهـا الطقسُ
ما خلتُ يوما جمال الأرض قاطبةً
إلا تخفى بكِ إنَّ الحـــلا لِبْسُ
يا كفُّ إن كئتِ في يومٍ مسافرةً
عنها عليـكِ بما يُسلو بهِ الحبسُ
ضـمي لها الوردَ أو أرضٌ لتربتها
يبـقى لديَّ كتــذكارٍ بهِ الأنسُ
ضميهِ ذا أثر الأحبــابِ ما أحدٌ
يـهـوى الأحبة لا يهوى لهم لَمسُ
بيروتُ كم طربتْ إذني إذا ذكـروا
اسماً يشابهكِم بالاسم لو لَبْسُ
هذا الغرام ليهوى ذكر عاشقهِ
ذكر الأحبةِ يُستمـــحى بهِ الرجسُ
لا تحسبي البعد ينسيني محبتكِم
أنـتِ الجديدُ وأنتِ اليومُ والأمسُ
صغت الحروف ودمعيٍ كان كاتبها
من صدقها كتبتْ عند الوفا قدسُ
بيروت إني أضم المجد أعظمهُ
لأنني بكِ أنــتِ السهمُ والقوسُ
*_*