مقالة للشيخ حامد العلي من موقعه الشخصي
:
حصاد الإفــك !
حامد بن عبدالله العلي
لم يأت شاتم النبوّة ، زنديق لندن ، بجديد عندما تطاول على شرف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، فقد كرر قصة عبدالله بن أبي بن أبي سلول نفسها ، وأعاد تولي كبـْر الإفك المتجدِّد ، وكان أهلا لهذا المقام اللعين ، وأحـقّ به ، فالله تعالى يستعمل في مراضيه أحباب الرسل ، وأحـباب صحابتهم ، ويستعمل في مساخطه أعداءهم في كلِّ عصر .
كما أنـَّه لم يأت بجديد عندما صرح بما يخفيه أهل مذهبه في كتبهم ، وأبان ما يتكتّمون عليه في مؤلفاتـهم ، وأوضح ما سطرته أيديهم المأفونة في مصنفاتهم استمرارا للعقيدة السلولية نفسها عبـر القـرون .
( ولتستبين سبيل المجرمين ) ، ولنضع أمامكم البرهان الواضح ، إليكم هذه الوثيقة المشهورة التي تمتلىء بهـا كتبهم ، ويتم تداولها بكثرة في مواقعهم الإلكترونية ، أعني ما يُسمـَّى دعاء ( صنمي قريش ، وابنتيهما ) ، ويقصدون : الصديق ، والفاروق ، وعائشة ، وحفصة ، رضي الله عنهم أجمعين ،
إليكم هذه الوثيقة ، مع بيان كيف أنَّ مراجعهم العظام توثّقهـا ، بل تجعلها من أفضل الأدعيـة في مذهبهـم :
( اللهم العن صنمي قريش ، وجبتيهما ، وطاغوتيهما ، وإفكيهما ، وابنتيهما ، الذين خالفا أمرك ، وأنكرا وحيك ، وعصيا رسولك ، وقلبا دينك ، وحرفا كتابك .. اللهمّ ألعنهـما وأنصارهما .. إلى آخـره .. فهو دعاء طويل ، وفي آخره تقول أربع مرات : اللهم عذّبهما ـ يقصدون أبابكر وعمر ـ عذاباً يستغيث منه أهـلُ النار ) !
ثم قالوا في إفكهـم : روى هذا الدعـاء ، الشيخ تقي الدين إبراهيم بن عليبن الحسن بن محمد بن صالح العاملي، المعروف بالكفعمي في كتاب المصباح ص 552 _ 553 الطبعة الثانية من منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت لبنان،
وفي بحارالأنوار للعلامة المجلسي 85/240 عن المصباح للكفعمي : إنَّ دعاء (صنمي قريش ) عظيم الشأن ، رفيع المنزلة ، وهو من غوامض الأسرار ، وكرائم الأذكار ، عن أمير المؤمنين ، أنه كان يقنت بـه ، ويواظب عليه في ليله ، ونهاره ، وأوقات أسحاره ، وقد ذكر بعض العلماء أن قراءة هذا الدعاء مجرب لقضاء الحوائج ! وتحقق الآمال ! وقد روي أنّ الداعي بهذا الدعاء ، هو كالرامي مع النبيَّ صلى الله عليه وسلم في بدر ! وأحد ! وحنين بألف ألف سهم !
وذكره القاضي السيد نور الله الحسيني المرعشي التستري الملقَّب بمتكلِّم الشيعة في إحقاق الحق 1/337 ، منشورات مكتبة آية الله المرعشي قم إيران
وقد ذكر صاحب الذريعة إلى تصانيف الشيعة 8/192 أنّ هذا الدعاء محل عناية علمائنا، حتى إنّ أغا بزرك الطهراني ، ذكر أنّ شروحه بلغت العشرة !
وورد هذا الدعاء في كتاب مفاتيح الجنان ص 114 ، للمحدث الشيخ عباس القمِّي
( ولايكاد يحج أحد منهم إلى كربلاء والنجف ـ وهو عندهم أفضل من سبعين حجة للكعبة !! ـ إلاّ وفي يده مفاتيح الجنان هذا !! )
وذُكر هذا الدعاء في كتاب إكسير الدعوات ص60 لعبدالله بن محمد بن عباس الزاهد ، طبعة مكتبة الفقيه _ الكويت _السالمية .
وقد ورد هذا الدعاء في كتاب تحفة العوام لمنظور حسين ص422 وما بعدها ، وذكر أنه مطابق لفتاوى ستة من كبار المراجع وهم : السيد محسن الحكيـم ، السيد أبو القاسم الخوئـي ، والسيد روح الله الخميني، الحاج السيد محمود الحسيني الشاهرودي ، الحاج سيد محمد كاظم شريعتمداري ، العلامة سيد علي نقي النقوي.
وقال آية الله العظمى السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي في حاشيته على إحقاق الحق لنور الله الحسيني المرعشي 1/337 هامش : ( إعلم أنَّ لأصحابنا شروحا على هذا الدعـاء ، منها الشروح المذكورة ، منها كتاب ضياء الخافقين لبعض العلماء من تلاميذ الفاضل القزويني ، صاحب لسان الخواص ، ومنها شرح مشحون بالفوائد للمولى عيسى بن علي الأردبيلي ، وكان من علماء زمان الصفوية ، وكلها مخطوطة وبالجملة صدور هذا الدعـاء ، مما يطمئن به لنقل الأعاظم إيـّاها في كتبهـم ، واعتمادهم عليها ) إنتهت الوثيقة
ولاريب أنَّ كلَّ هؤلاء النتنى يجب أن يُقدَّموا لحكم الشريعة ، وليس شاتم النبوة زنديق لندن لوحـده ، فهذا الجرذ المبلَّل بالنجاسة ، خرج من مجاري تلك الحشوش الكبيرة ، وتغذَّى من فضلاتها حتى إذا امتدت خاصرتاه ، إندلع لسانه فقاء خبثَه ، قبل أن يتداركوه فيمنعوه من إخراج خبيئتهم النتنة ، لئلا يفضحهم ، لكنه فعل .
هذا وإنَّ فيما جرى عـبر ، وفوائد عظيمة ، نحصدها فيما يلي :
1ـ فيه أنَّ الله تعالى لما أظهر الإسلام ، وصار لهذا الدين صيت في الأرض ، وأقبل الناس عليه أفواجا ، أراد أن يُذكر أصحابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لما لهم من فضل نشره الأول ، وحمله إلى العالم ،
فتسلَّط هؤلاء الكلاب النابحة ، على سيرتهم العطرة ، فأقبل الناس يقرؤون عنهم ، ويعرفون فضلَهم ، وذلك كما قال الله تعالى في قصّة الإفك لما تكلم أهل النفاق في عائشة رضي الله عنها ، ( لاتحسبوه شراً لكم بل هو خيرُ لكم ) وهذه الآية الكريمة ، تشملها أيضا رضي الله عنها ، فقد نالت من الخير ما لم يكن يخطر على بالها كما قالت هي ، إذ تولـّى الله تعالى إنزال صـكِّ براءتها بذاتـه ، بكلامه المقدس ، ونزل به جبريل بنفسه ، وأوحاه إلى خير البشر صلى الله عليه وسلم ، وجعله قرآنا يتلى في المحاريب في الأرض كلِّها ، عبـر الأزمنة كلِّها ، فما أعظمه من خير نالتهُ حبيبةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولاجرم فإنَّ كلَّ مقارنٍ تصيبُه من بركة مصاحبِهِ ، على قدر عظمة مَنْ صاحبه ، وهذه الزوجة الطاهرة المطهرة ، نالت بإقترانها بسيد الخلق ، وإمام المرسلين ، هذه الكرامة العظيمـة ، والنعمـة الجسيمـة .
وتأملوا كيف انتشر الترضِّي عليها رضي الله عنها ، وتذاكـر فضائلهـا ، مع إنزال اللعائن على شاتمهـا ، وذلك في العشر الأواخر من رمضان ، فسبحان المتفضّل على من يشاء من عباده بفضله العظيـم .
ولنتأمـَّل أيضـا ما في قوله تعالى : ( ولولا إذ سمعتوه قلتم ما يكون لنا أن نتكلَّم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ) ،
فقد أمرنا الله تعالى أن نسبحّه هو سبحانـه ، ونقدسه ، وننزهه جـلَّ في عُلاه ، عندما يتكلـَّم أحـدٌ في عائشة رضي الله عنه ،
ننـزِّهُـهُ عـن أن يختـار لنبيّه المصطفى ، ورسوله المجتبى ، وخليله المحتفى ، زوجـة إلاَّ أطهر الزوجات ، وأشرف القرينات ، و أكمل النسـاء .
وبهذا النص القرآني ، فإنَّ من يتنقص عائشة رضي الله عنها ، إنما يشتم ربَّنـا ، ويسبُّ نبيَّنا ، ويكفر بقرآننـا ، وليس بعد هذا كفر ، بل من لم يكفّر هذا المتنقِّص ، فهو كافـر مثله .
2ـ هذا الإفك الذي نفثه زنديق لندن ، فتح أعين كثـير من المسلمين على حقيقة ما يريدُهُ هؤلاء المنافقون من ديننا ، وبلادنا لو مُكّنـوا فيها ، فقـد فتح أعينا عميا ، وآذانا صما ، وقلوبا غُلـفا ، ذلك أنَّ من الناس من لايستفيق إلاَّ بالصدمة ، وهذا من فوائدهـا .
ومعلوم أنَّ الطعن في عائشة رضي الله عنه هدفه الطعن في النبوة بتلطيخ شرفها ،
وأيضا الطعن في نقل عائشة الجانب الشخصي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، لتبطل الأحاديث فتذهب فائدة الرسالة ، لأنها مكثرة جداً في هذه الروايـة ،
وقـد كـان من حكمة تزويجها صغيرة من النبي صلى الله عليه وسلم ، لكي تحفظ حياته الخاصة ، وتطلع على أحواله التي لايطلع عليها صحابته وهو في بيـته ، وذلك في سن ينطبع في قلبها كلُّ شيء ،
ثم تعيش بعده عمرا لترويه ، ولتنشره في الناس ، ولهذا لم ترزق الأولاد لئلاّ تشغلها تربية الأولاد عن هذه المهمّة التي هيئها الله تعالى لها ، وهي رواية الجانب المخفي وراء جدار بيت النبوة الشريـف .
ولهذا تطعن الرافضة في أبي هريرة المكثر في روايـته سيرته _ صلى الله عليه وسلم _ خارج بيته ، وعائشة المكثرة في رواية سيرته داخـل بيته ، وذلك لإبطال السنة برمتها ، كما حاولوا إبطال القرآن بدعوى تحريفـه .
3ـ لايخفى على من يعرف حقيقة هذا المخطـَّط الصفوي الذي يشتعل أوارُه ، وتضطـرم نارُه هذه الأيام ، أنَّ إنكار من أنكر منهم على زنديق لندن ، ليس لأنه قال ما لايعتقدون ،
كــــلا ...
بل لأنـَّه قاله قبل أوانـه .
ومعلوم أنَّ كراهيتهم لعائشة رضي الله عنها ، ولأبيها ، ولحفصة رضي الله عنها ولأبيها ، وإعتقادَهم البراءة منهم ، أنـَّه من أشهـر عقائدهـم ، التي يعرفها العامة قبل الخاصة ، وسبب ذلك أن تحريمهـم التسمية بهذه الأسماء بينهم ، أعظـم عندهـم من تحريم المحرمات القطعيـّة ، كشرب الخمر ، وعمل قول لـوط ، والزنا ، والربـا ،
ولهذا يعرف عامة الناس عقيدتهم في أخصِّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وزوجاته ، وأنها البراءة منهم ، وبغضهم ، ولعنهـم ، كما تعـلـم العامـّة أنَّ كلَّ ما يقولونه خلاف ذلك فهو من التقية .
وكلّ من خالطهم يعرف أنهم يتسامحون في تلك الموبقات العظيـمة ، وأنها تُغفـر بحبِّ علي ـ رضي الله عنه ـ ما لايتسامحون بالتسمية بإسم عائشة ، أو حفصه ، أو عمر ، أو أبو بكر ، أو عثمان ، رضي الله عنـه أجمعـين ، فهـذه عندهم لاتغفـر أبدا حتى يغيـّر الإسـم !!
ويستحيل أن تجد في إيران كلّها _ إلاّ مدن السنة _ ولا في جنوب العراق _ إلاّ عشائر السنة _ ولا مناطقهم في بلاد الخليج ، ولاغيرها ، إسم عائشة قـط ، وإن هذا الإسم من أبغض الأسماء إليهم ، قاتلهم الله ، وقبحهـم .
وكلُّ هؤلاء الذين يستعملون التقية في التبرؤ من كلام شاتم الرسول زنديق لندن ، لايُسمِّي زنديـقٌ منهم ابنته عائشة حتى يلـج الجمل في سمِّ الخياط ، بل يرى ذلك من أعظـم المنكرات ، وأشدّ المحرّمات ، وهذا أعـظم دليل على كذبهم ، ونفاقهـم ، وأنهم يبطنون عقيدة هذا الخبيث ، زنديق لندن شاتم النبوة .
ولهذا السبب أيضـا لم يحرّك مراجعهـم ساكنـاً للرد على شاتم الرسول زنديق لندن ، كما فعلوا ضد الشيخ العريفي ، عندمـا قال كلمتين فقط عن السستاني : ( زنديق فاجر ) ، فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها ، بينما كانَّ الأمر لايعنيهـم إذا شتمت أم المؤمنين رضي الله عنهـا .
ولولا إثارة أهل الإسلام الضجّة على هذه الجريمة ، وخوف مبغضي عائشة _ غير المراجع _ من أن يتسبَّب سكوتهـم بفقدان مكاسب تحصَّلوا عليها بالتقية السياسية تحت شعاراتهم الكاذبة عن ( نبذ الطائفية ) و( الحوار الوطني ) لما نطلقوا ببنت شفـة
4ـ ولهذا فالواجب أن نتجاوز الوقوف على ( حادثة الإفك اللندني ) إلى فضح المشروع برمته ، والمخطـط الأكبـر ،
فنشير بإلإصبع إلى صورة هذا الخبيث شاتم الرسول ، ثـم نحركها فننقلها لنضعها في موضعها الصغير من الصورة الكبيـرة للمشروع الصفـوى ،
وإنـه من الخطـأ الجسيم الوقوف عليها ، وعندهـا فحسـب.
5 ـ هذا .. ومن يقرأ إعترافات شاتم الرسول زنديق لندن ، التي أوضح فيها كيف خرج من المعتقل في الكويت ، ووجد من سهـَّل له كلَّ شيء ، وأمـدّه بما يحتاج ، حتى جواز السفر العراقي ، وما استُقبل به من حفاوة ، في تنقلـّه ، حتى استقر في لندن ، وأُمـدَّ بالأموال ليقيم له مركزا ، ويقوم بأنشطته في محاربة الإسلام ، والنيل من ثوابـته ، غير عابىء بمصادر التمويل له ، ولمركـزه
من يقرأ إعترافاته ، يتبين له أنه عملُ مؤسسةٍ بدعـم مالي ، ومعنوي ، تقف وراءه دول !
وليس الحـدث كما يحـاول أن يستغفلنا المستغفلـون أنـّه صوت نشاز لايمثل إلاّ نفسه !!
6ـ هدف هؤلاء المنافقين في إثارة الكلام القبيح في شتم النبوّة ، هو تعويد الناس على سماعه ، وكسر المحرمات في باب الصحابة الكرام ، ولايفوِّت عليهم هذا الهدف إلاّ جعلهـم يندمون أشدّ الندم على إطلاق ما أطلقـوه من القبائـح ، وذلك بجعله يُعـقب من الآثار المدمّرة عليهم مالـم يخطـر على بالهم ، ولا قدَّرته عقولهم المريضة ، ومن أعظـم الوسائل إشتداد صيحات النكير التي تؤدي إلى الحصار التـام لهذه الجريمة ، ثم بتـرها.
7ـ يجب أن نركز على العبرة بالخواتـيم في التحرُّك ضد هذا الحدث وما وراءه ، وأنَّ هذا الحدث الجزئي إذا خُتم بإلحاق الهزيمة بالفكرة التي يحملها ، وبجعله عبـرة ، فإنـَّه يسجل هزيمة أخرى بمشروعهم برمّته ، ويؤخّـره ، ولهذا يجب أن لاتتوقف الحملة عليه إلاّ بتحقيق هذه النهاية .
8ـ وليُعلـم أنَّ هذه الجريمة _ كما أنها الردَّة بعينها _ فيها أيضـا حقُّ للأمـّة بأسرِها ، لأنها في حقِّ أمِّ جميـع المسلمين ، وهم جميع الأمـّة الممتدة حضارتهـا عبـر القـرون ، والآن عبر الكرة الأرضية كلَّها ، من اليابان والصين إلى سواحل أمريكا الغربية ، فكلِّ مسلم مخاطب بالتحرك ضد هذه الجريمـة ، فالإسلام لايعترف إلاّ برابط الإيمان وحده ، فهـو فوق الجنسيات ، والتبعيـّات للدول ، وفوق القوانين المحلية ، والدولية ..إلخ
بل العلاقـة هنـا بين الله تعالى منزّل القرآن ، ومرسل الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم ، وبين أمّتـه التي اختارها الله في الأرض ، واختار لهـم أمهاتٍ بنفسه المقدسـة ، فقـال ( وأزواجـه أمهاتهم ) ، ولهذا فـ ( ملفّ) هذه الجريمة النكـراء ، يبقـى مفتـوحا في شريعة الله تعالى ، وعند أمّة محمد ـ صلى الله عليه وسلـم ـ حتى يتمّ إنفاذ حكم الله الشرعي الإلهي.
9ـ يجب أن لاننسى هنا الدور البريطاني الخبيث الذي يؤوي سلمان رشدي ثم تمنحه الملكة لقب فارس ! وتسليمة نسرين ، وشاتم الرسول الكويتي هذا ، وغيره من أعداء الإسـلام ، وما رواء هذا الدور من أهداف خبيثة تستهدف الإسلام ، وكذلك الدول الغربية التي تتلقف كل زنديق مارد ، فتؤويه ، وتكـرمه ، وتشجعه على نشر كفره ، وضلاله ،
ومن المهـم أن لاننسى أن نقرن بين كلِّ هؤلاء في نطـاق واحـد .
10 ـ من الواضح أنَّ هؤلاء المنافقين الصفويـين الحاقدين ، أعداء الإسلام ، يتحرَّكون حراكاً ممنهجا ، يقوم على الإنفـاق المالي الكبير على المنابر الإعلامية ، لاسيما الفضائيات ، لتحقيـق أوسع انتشـار في فضـاء العالـم الإسلامي ، بهدف تهيئة العالم الإسلامي لإستقبال التشكيك في الثوابت مع كثرة الترديد ، وطرقه الأسـماع ، وإنتشاره في وسائل الإعـلام .
كما أنـَّه من البيـّن جدا ، أنَّ الهجمة الغربية الشرسـة على الجمعيات الخيرية الإسلامية ، والمنابر الدعوية الإسلامية ، ورموز الدعـوة ، وملاحقـتهـم تحت تهمة ( الإرهـاب ) ، منذ عقـد من الزمـان ،
تزامن مع غض الغـرب طرفـه عن كلِّ مخططات التمدد الصفوي الإيرانـي ، رغم المعرفة التامة من قبل الدوائر الغربية بسيـر الأموال التي تخدم هذا المخطط ، وأنّ منها ما يذهـب إلى تدريب الكوادر على التفجير، والتخريب ، في بلاد حليفة للغرب منذ عقـود ، ومع ذلك لم توضع هذه كلُّها في دائرة ملاحقة ( الإرهاب ) !! ،
ومن آخر ذلك ، تجاهل بريطانيا طلب حلفائها في دول الخليج طرد قادة المخطط الإنقلابي في البحرين ، رغم أنهم المسؤولـون عن العمليات ( الإرهابية ) الوحشـية التي تجـري في البحرين !
وكذلك ما يجري في الكويت من حركة أموال هائلة تحت إشراف الحرس الثوري وتوابعـه ، مع حراك محمـوم واضح لكوادر حزبية تابعة لإيران ، كويتية ، وغير كويتية ، عبر مربع ( الكويت ، إيران ، العراق ، سوريا ولبنان ) وكأنهـا تمهـّد لولادة تغيير إقليمي وشيك !!
ومن العجـب أنَّ هذه الحقيـقة المثيرة للدهشة ، لايكـاد أحـدُّ يتحدث عنها ، وكأنها السـرُّ المكنـون المحـرَّم !
وليس لهذا تفسير _ كما ذكرت مرارا في مقالات خلـت _ إلاَّ الفرح الصهيوغربي بمصـاب الإسلام بهذه الفئة الضالة المفتونة ، وأنهم لم يجدوا من أهل النفاق مثلهم من ينقـب حصـن الإسلام من داخله .
غير أنَّ الله تعالى وعَـدَ هذه الأمـّة ، ووعدُه الحـقّ ، أن يجعلَ كيدَ أعدائِها في نحرهم يعـود ، ويريهـم آياته فيمن يمكـر السوء بهذا الدين ، وهـم شهـود .
ونسأل الله تعالى أن يستعملنا في هذا الوعد الحـقّ ، وأن يوفّقنا للجهاد للدفاع عن ثوابت الدين ، وأن يشرفنا بالذود عن مقام النبوّة ، وأمّهاتنا أمّهاتنا المؤمنين ، وأصحاب النبيِّ الكرام عليهم من الله تعالى الرضوان إلى يوم الدين ثم أبد الآبـدين آمين.