*
.. نفثة الثعبان..
*
قرر أحد الثعابين يوما أن يتوب ويكف عن إيذاء الناس
وترويعهم ، فذهب إلى راهب يستفتيه فيما يفعل ،
فقال له الراهب : إنتحي من الأرض مكانا معزولا ،
واكتفي من الطعام النزر اليسير .
ففعل الثعبان ما أُمر به ، لكن قض مضجعه
أن بعض الصبية كانوا يذهبون إليه ويرمونه بالحجارة ،
وعندما يجدون منه عدم مقاومة كانو يزيدون في إيذائه ،
فذهب إلى أحد الحكمآء يشكو إليه حاله ، فقال له :
انفث في الهواء نفثة كل اسبوع ليعلم هؤلاء
الصبية أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت ..
فعمل بالنصيحة وابتعد عنه الصبية ..
وعاش بعدها مستريحا ..
*
كثير من الناس يغرنهم الحلم ،
ويغريهم الرفق والطيبة بالعدوان والإيذاء ،
وكلما زاد المرء في حلمه زاد المعتدي في عدوانه ،
وقد يخيل إليه أن عدم رد العدوان هو ضعف واستكانة وقلة حيلة .
هنا يأتي دور الثعبان ونفثته التي تخبر من غره حلم الحليم ،
أن اليد التي لا تبطش قد ألجمها الأدب لا الضعف ،
واللسان العف استمد عفته من حسن الخلق
لا من ضعف المنطق وقلة الحيلة .
وأن مهانة المسيء هي التي منعتنا من مجاراته
لا الرهبة منه أو خشيته .
إن لنفثة الثعبان في زماننا هذا قيمة ..
وإظهار العصا بين الحين والآخر كفيل بإعلام الجهلاء
أن أصحاب الضمائر الحية ، أقويا ، أشداء ،
قادرين على الحفاظ على حقوقهم وخصوصياتهم .
نعم قد نعفو عمن أخطأ فينا مرة أو أكثر ،
وقد نتغاضى عن الإساءة فترة ، لكن أن يكون
هذا مطية لتضييع كرامتنا ومهابتنا ,,
فهذا ما لا يرضاه عقل أو منطق .. أو دين .
في أدب العرب أن من (أمن العقوبة أساء الأدب )..
لذلك (الحر تكفيه إشارة) ..
*
دمتم }
مما رآآآق لي