[poem=font="traditional arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
العشقُ نارٌ مِنْ لظاها نصطَلِي=وعذابُ قلبٍ نالَ سوءَ المنهَلِ
ودلفتُ بابَ العشقِ دونَ تبصُّرٍ=متسرِّعًا من دونِ أيِّ تمَهُّلِ
لو أنَّني فكرتُ قبلَ تندُّمِي =يا ليتَني مع بابِهِ لمْ أدخُلِ
قبلَ الغرامِ أعيشُ عيشًا هادئًا =أحيا بقلبٍ في الحياةِ مُؤَمِّلِ
أقضي الحياةَ معانِقًا بسَمَاتِهَا = وأعيشُ يومي دونَ زيفِ تخيُّلِ
بسذاجةِ الأطفالِ أقضِي لحظتي= وأظلُّ عنْ كَبَدِ الحياةِ بمعْزَلِ
لكنَّني منْ بعدِ ومضةِ وجهِهَا = عانيْتُ في دنيا الصبابةِ ما يلي
أقضِي الليالِي هائمًا ومعذبًا = والحزنُ كلُّ الحزنِ باتَ بمعقلي
بلظى القصائدِ والصبابة أكتوي = كمَدًا وبالآهاتِ تمَّ تحوّلي
أمسيتُ إنسانًا من النسيَانِ لا = أرضٌ ولا أفقٌ يقِلُّ تمَلمُلِي
أمسيتُ أفتَرِشُ العذابَ وأدمُعِي = متساقِطَاتٍ والسماءُ تَوَلْوُلِي
ورشفتُ منْ قدحِ الشَّقَاءِ مرارَةً=وعرفتُ بعدَ الشَّهْدِ طعْمَ الحنْظَلِ
ولبِسْتُ ثوْبَ تعَاسَتِي مُتسرْبلاً=ويطولُ بالشَّجنِ العظيمِ تَسربُلِي
وأجولُ في جُنْحِ الظلامِ لعلّني=أسلو ولكنَّ العذاب تجَوُّلِي
فيطولُ ليلُ الصبِّ دونَ نهايةٍ=يا أيّها الليلُ الطويلُ ألا انجلِ
يا رجفةَ الأعماقِ فلتتفرعني=يا لوعةَ الأشواقِ فلتتوغّلي
وأسيرُ أقتلعُ الخُطى بمواجعي=وأظلُّ أبكي حولَ ذاكَ المنزلِ
وأظلُّ حولَ فنائِهِ متأمِّلا=ويطولُ عندَ البابِ ليلُ تأمُّلي
وأطوفُ حولَ السُّورِ في جنْحِ الدُّجى=وأقَبِّلُ الأبوابَ دونَ تعَقُّلِ
يا منزلَ الأحبابِ هل من ومضةٍ=سحريّةٍ تُنهي الشتاءَ بمفصلِي
إنِّي أنا المحرومُ منْ نفحاتِهَا = تلكَ التي أنفاسُهَا كقُرُنفلِ
وإذا سمعتُ السّحرَ يسكنُ صوتَهَا = فكأنَّنِي أصْغي لصوتِ البلبلِ
هو صوتُهَا أم أغنياتُ صبابةٍ = من لحنِ إسحاقَ الحزينِ الموصلي(1)
وإذا لمحتُ عيونَها فعيُونُهَا = تُنبي المشاعرَ عنْ عذابٍ مُقبلِ
هذي عيونٌ أمْ جيوشُ خليفةٍ = سارتْ لأرضِ الرُّومِ يأمرُهَا الولي
كمُلتْ بهاءً كيْ تُعَذّبَ مقْلَتِي = حتّى أصافِحَ في الصبابةِ مقتلي
فكفرتُ بالقولِ الذي مضمُونُه = أنّ الغرامَ لذا الحبيبِ الأولِّ
ليسَ الغرامُ سوى لبدرٍ واحدٍ = لحبيبيَ البدرِ البهيِّ الأجملِ
لكنَّ هذا الحبَّ عذّب مُقْلتي = يا ليتَني مع بابِهِ لمْ أدخُلِ[/poem]
ياسر السليس
الدوادمي / مايو 2009
1)إسحاق بن إبراهيم بن ماهان (أو ميمون) بن بهمن الموصلي
تعلّم الضّرب على العود وتعلّم الغناء من عاتكة بنت شذا و تعلم التاريخ و الأدب ، فاشتهر بالغناء والموسيقى حتى أصبح من أشهر وأمهر المُغنّين والموسيقييّن في العصر العباسي و بلغ أعظم منزلة عند ستة من الخلفاء حتى المتوكل.
تفرّد بالغناء وصناعته، وكان عالمًا باللّغة والموسيقى والتّاريخ وعلوم الدّين وعلم الكلام؛ راويًا للشّعر، حافظًا للأخبار و قد قام بتلحين أبيات شعر لا يجرؤ أحد من معاصريه على تلحينها مرة أخرى مع أن هذا كان مألوفا في ذلك العصر و قد كان إسحق على معرفة بأصول الموسيقى و أسرارها و دقائقها و يستطيع أن يختار ألوان الألحان و الإيقاعات التي يصوغها لتتناسب مع الشعر