[align=center]
مايو قبل الرحيل ..
أمتص الحرمان ماتبقى من الحروف .. وأبقى القلم في دهشة .. !
كيف يكتب حروفاً ليس لها أبجدية ؟
رحل مايو ومعه القمر .. قرر الغياب .. حيث لا أدري ؟
كيف يطيب له السطوع دون أن يطرق شرفتي ؟ ..
كيف يرحل وقد سألته البقاء ؟ و قد كانت النجوم صامتة في مكانها
خوفا ً من أن تكسر حاجز الصمت وفوضى الجنون ..
لِمَ لم أرى ملامح لسنينا التائهة في قلب أيام لا تاريخ لها ؟
لِمَ لم يغريني الإبتسام .. أو الأغتراق في الأحلام ؟
بت متناثرة .. خوفاً من سهم جرح هارب .. وذكرى تعبت من الرقاد ..
أرى السواد كالكحل .. وأرى البياض كـالكفن ..
لم أعد أبالي لليل مادامه قد غاب قمره .. وقد أتفق مع عتمة صباح لن يأتي !
غاب القمر .. و أعرف تماماً أنه لا يعلم أين سيذهب ؟
وقد قالت لي عصفورتي أن أمامه سكة سفر فيها حقائب مثقلة بالوجع ..
ولن يرى الشمس ... وسيظلّ الطريق .. وسينعزل بمملكتة مغاضباً ..
سيتخبط في جراحه .. وسيبكيني عمراً بأكملة .. لأني سأغلق كل نوافذي عنه ..
و لن ألتفت لنعش أمنياتي التي كانت يوماً نابضة على قيد الحياة ! وتحت ضوئه ..
لن ألتفت لأوجاعي .. ولكل مايسبب لي الألم والسهاد ؟
سأمضي في صمتي .. و سأخبر النجوم قصتي وعشقي الأخرس له .. سأحكي للشمس
حتى وإن أشاحت بوجهها عني ..
سأحكي للحب و للأطفال وللأمل الذي أشعلْت شموعه قبل أن يغيب ..
توقفت مدادي في آخر ساعة من مايو ..
ولكن !
قد أكتب فيه يوماً عندما تطرق نافذتي الذكرى .. أو جروح غائرة ..
أو حين تزورني المرار وتصل إلى أعلى حنجرتي ..
أو حين يدغدغني طفل في داخلي قد كان يوماً موطنة القمر ..
لكنه لم يعلم ماشكله الآخر ؟؟ لم يعلم أنه كان غربة و وطن .. !!
رحل مايو ورحل القمر وتركني على مرافئ الأحلام ..
مازلت أدافع عنه حتى لو غدرت بي الأحزان ..
ومازلت أكره زمن لم يعد يؤمن بالأحاسيس ولايعترف بها ولا به .. ؟
آخر ساعة من مايو
31 / مايو / 2009
[/align]