انفلونزا الخنازير يخرج عن السيطرة وثلث البشرية مهدد
العرب اونلاين– طارق القيزاني: أطاح فيروس انفلونزا الخنازير المرعب بجهود حكومات الدول لتطويقه مبكرا فيما رفعت منظمة الصحة العالمية مستوى تحذيرها الى المرحلة الرابعة مما يشير الى وجود خطر متفاقم من تفشي وباء عالمي قاتل.
والى حدود الثلاثاء أودت السلالة الجديدة من الانفونزا بحياة 152 شخصا في المكسيك وأصابت أكثر من 50 شخصا في الولايات المتحدة وستة في كندا وثلاثة على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي في اسبانيا واسكتلندا.
وحسب خبراء منظمة الصحة العالمية فإنه نظرا الى تكاثر الإصابات المؤكدة او المحتملة، لم تعد من الآن فصاعدا اي منطقة في العالم في منأى عن فيروس انفلونزا الخنازير.
واوضح الدكتور كيجي فوكودا المسؤول الثاني في منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحافي هاتفي من مقر المنظمة في جنيف "في وقت يسافر فيه الناس بالطائرة بسرعة كبيرة عبر العالم لم تعد هناك اي منطقة بمنأى عن الفيروس".
وترى منظمة الصحة العالمية أنه لم يعد ينفع فرض قيود على السفر او اغلاق الحدود بهدف وقف انتشار الفيروس. في الوقت الذي بدأ فيه خبراء الأوبئة برسم سيناريوهات كارثية لما يمكن ان يؤول إليه تفشي وباء انفلونزا الخنازير.
وبدأ الفيروس بالانتشار في الوقت السيء فيما يتخبط العالم وسط أخطر أزمة اقتصادية منذ الكساد العظيم في ثلاثينات القرن الماضي. وهبطت الأسواق العالمية لليوم الثاني الثلاثاء بسبب الخوف من أن يقضي هذا التفشي على مؤشرات الانتعاش الاقتصادي الهشة.
وهبطت أسواق الاسهم الآسيوية والاوروبية مع تضرر اسهم شركات الطيران وارتفاع أسهم شركات صناعة الأدوية.
وهبطت أسعار النفط بنسبة اثنين في المئة متراجعة لأقل من 50 دولارا للبرميل.
ويمكن الشفاء من هذا الفيروس السريع الانتشار إذا عولج بسرعة بأدوية مضادة للفيروسات ولكن لا يوجد أحد لديه مناعة بشكل طبيعي منه. ويقول خبراء انه على الرغم من أنه يستحيل وقف انتشار المرض فإن جهود ابطاء تقدمه حول العالم قد تكسب الدول وقتا حاسما لشراء الأدوية الضرورية.
وقال يون كوك يونج اخصائي الأحياء المجهرية "المكروبيولوجيا" في جامعة هونج كونج ان الأمور الأساسية لإبطاء المرض هي"السيطرة على الحدود والنظافة."
وحتى الآن أوصت المنظمة باستخدام عقار "تاميفلو" التي تملك منه حوالي خمسة ملايين جرعة.
ويقول مسؤولون انه لا تتم الاصابة بالفيروس نتيجة تناول منتجات لحم الخنزير الا أن عدة دول حظرت استيراد لحوم الخنازير الأمريكية.
وقالت منظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" ومقرها في روما "ان الفاو عبأت فرق خبرائها للتحقق مما اذا كان هناك رابط مباشر بين النوع الجديد لفيروس اتش1 ان1 الذي فتك بعدد من الاشخاص في المكسيك، والخنازير".
وطلبت من طواقمها التقنية في سائر انحاء العالم ان تبقى "في حالة انذار قصوى والابلاغ فورا عن اي اصابة انفلونزا بين الخنازير وارسال عينات للتحليل" في مختبراتها.
واضاف المصدر نفسه "لا يتوافر اي دليل لوجود تهديد لسلسلة الغذائية، انها ازمة بشرية وليست حيوانية في هذه المرحلة لكن يجب علينا ان نكون يقظين ومستعدين".
و لم يشهد العالم انتشار وباء منذ أكثر من أربعة عقود، بعد تفشي أنفلونزا "هونغ كونغ" التي فتكت بقرابة مليون شخص حول العالم عام 1968، إلا أن "أنفلونزا الخنازير" يفرض تساؤلات حيال إمكانية انتشار المرض كوباء.
وتبدو منظمة الصحة العالمية أكثر حذراً في التكهن بإمكانية انتشار "أنفلونزا الخنازير" كوباء، إلا أن خبراء الأوبئة والصحة وضعوا تصوراتهم لما سيكون عليه الوضع، حال حدوث ذلك، واستناداً على تجارب سابقة، وهي كالتالي:
سيتفشى المرض من مدينة لأخرى في فترة زمنية تستغرق ما بين 18 شهراً إلى 24 شهراً، وسيصاب بعدوى الفيروس ثلث البشرية.
وتعتقد منظمة الصحة العالمية أن قرابة 1.5 مليار شخص حول العالم، سينشدون الرعاية الطبية، ونحو 30 مليون قد تستدعي إصابتهم دخول المستشفيات.
وبالاستناد إلى بيانات الوباء الأخير، وعدد سكان الأرض، في الوقت الراهن، ستفتك "أنفلونزا الخنازير" بسبعة ملايين شخص.
وقال أخصائي علم الأوبئة، د. لو وينغ-لوك"ستكتظ المستشفيات فوق طاقتها الاستيعابية، وستغلق المدارس والشرطات، وتبدو المطارات مهجورة."
ويرى الخبراء ان المؤسسات الطبية ستنهار جراء الضغط، ونقص أعداد الكوادر الطبية المؤهلة مع مطاولة المرض لتلك الفئة."
ويقول العلماء إن الصغار والطاعنين في السن، سيكونان أكبر ضحايا المرض.
وكان انتشار "الأنفلونزا الآسيوية" و"سارس" قد دقا ناقوس الخطر ومخاوف من انتشارهما كوباء عام 2003، إلا أن فيروسا المرضين لم يتخطيا حاجز انتقال عدواهما من الحيوان إلى الإنسان، كما لم يتحور بشكل كاف مما يمكن من انتقال المرض من شخص لآخر. "المصدر:العرب ووكالات"