[align=right]
المجاملة على حساب القناعات وخلاف الواقع جرم , ينعكس أثره السلبي على المجامِل والمجامَل " بفتح الميم وكسرها "
عندما نجامل أنصاف الكتاب ، ندفعهم سلباً لتسلق سلالم المبدعين . فيسيئون لأنفسهم قبل الإساءة للقراء 0
وعندما نجامل ذلك العامل المهمل ونثني على جهوده فأنه يتوهم النشاط والجد . ويتخذ من تلك المجاملة سبباً لزيادة الإهمال والتقصير 0
ومجاملة الموظف المتكاسل والمقصر مدعاة لتقصيره وتهاونه أكثر في أداء عمله ,
ومجاملة المتهور والطائش ، وهو يمتطي صهوة الحكمة والحلم ، فيتوهم السامع أنه قسّ بن ساعدة عصره 0 ذلك جرمٌ في حق المادحين المجاملين ليزداد سفاهةً وحمقاً 0
مجاملة المدراء الفاشلين تجعلهم يتشبثون بالإدارة والتمسك بها وهم ليسوا أهلاً لذلك . وبذلك نعزز من ثقتهم السلبية والضبابية
عندما نكيل المدح مجاملة للشاعر الذي يمطرنا بمفردات وجمل لا رابط بينها , لا من حيث المبنى ولا من حيث المعنى ولا تشتمل على أيّ صورة فنية أوبلاغية .. ثمّ نصفق تصفيقاً مدوياً وكأنه شاعر زمانه , بمجاملتنا هذه ندق مسماراً في نعش شاعريته 0
إن لم تكن هذه قناعاتنا فلا نهدمها بالمجاملات فـ " الصمت حكمة " لنحجب عمّن نجاملهم الصورة الحقيقية لهم فنساهم في غرقهم في بحر المجاملات والقناعات الغير مقنعة 0[/align]