أمام ذلك الجدار المهمل والممتد عشرات الأمتار0
وقف صبي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره إن لم يصل لها أصلا ً 0
يرسم عبارة [ الحب عذاب ] على الجدار !!
دنوتُ منه متسائلاً .. أنتَ من كتب هذه العبارة ؟
قال : ببراءة الأطفال وعفويتهم نعم !!
توقع ذلك الطفل أن أُعنفه , أو أوبخه , أو ألومه .
لكنني أثنيت على جمال وحسن خطّه وإن كنت أثنيتُ على جمال عبارته لكن في نفسي 0
وكدتُ أجزمُ بصدقها 0 قلت ولم هذه العبارة بالذات ؟
قال: تسذا أشوفها مكتوبة كثيراً على جدران الحيّ, فكتبتها هُنا 0
قلت : لكن بدري عليك عذابات الحب , وحرقة الفراق !! 0
وأنتَ أيّ شيء تشوفه تعيد نسخه على لوحة قصدي جدار أخر ؟
لمَ لا تكتب العبارات الجميلة التي يعلمكم إياها أستاذكم في الفصل
مثل : العلم نور , في العجلة الندامة ؟ 0
نظر إليّ وأبتسم , وقال : بس احنا ما احنا في الفصل0
قلتُ لهُ أُخيّ نحن في هذه الحياة في فصل كبير نتعلم فيه
ونستفيد من خبرات من هم أكبر منا 0 قال أيّ خدمة ؟
ثم أنصرف ..عرفتُ أنّ كلامي لم يروق له كثيراً ...
ترى من المسؤول عن هذا الفراغ التربوي الذي يعيشه مثل أولئك الصبية 0
البيت أم المدرسة أم المجتمع ؟ أم ذلك الجدار المهمل 0
أم تلك العبارات التي تُصَافحُ عيوننَا وقد نخجل من قراءتها 0
همسة
ويَنْشأُ نَاشئ الفتْيَانِ فيْنَا .......... عَلى مَا كاَنَ عَوّدهُ أبوهُ
.