أزلف إلي فكرها تلك الهوة
لترى هل أنا ممن يمشي مكبا على وجهه
أم على بينة التمس طريقي
همست بقولها : هل تعلم لي من حكاية ؟
قلت : أنت أصلها وفصلها
قالت : اسمعني ؟
قلت : أنت حكاية لا أستطيع أن أرويها فضلا عن كتابتها
فأنت الغموض في منزلة الغموض
امتعض وجهها غيضا إذ لم ترنِ حيث كانت تتمنى !
قائلة : استطرد أم أن لسانك ألجم ؟
قلت : لسنا في ميدان منافسه
إنما هو سؤال يقتضي إجابة ؟
ولكني لم أعتد أن أوصف بما ليس في
فأنت حكاية في البدء كانت مكروره
حيث خرجت من ظلمات ثلاث
وللتف حولك المهد
كأي طفل
ولكن الله شاء أن يجعلك
فتنة ً للقلب الشقي
فأعطيتي منزلة بدر السماء
بين النجوم
وأعطيت أنا منزلة
مدار ذلك الكوكب
فمدار القمر
قريب منه ويراقبه
ولكن يستحيل أن يلتقي به
فهذا من فرط جماله
أصبح محسوسا
وذك من فرط شقائه
لا يعدو أن يكون خط وهمي
فكيف لي أن أدرك حكايتك
وأن أجمع بين ما هو موجود
وما هو مجرد وهم
قالت : حسبك لم أسألك إلا لحاجة في نفسي ؟