[align=center]غنـَّيتُ للقدس
الشاعر عيسى عدوي العامري
[poem=font="Simplified Arabic,6,white,normal,normal" bkcolor="darkblue" bkimage="" border="double,6,darkred" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
غنـَّيتُ للقدس أفراحي وأحزاني = فالشوقُ للقدس هذ العام أضناني
ما عدتُ صليتُ في الأقصى ولا شَرُفتْ = عند السجودِ بلمسِ التربِ أركاني
ولا نظرتُ الى أنوار صخرته = تعلو على الشمسِ في قلبي ووجداني
ولا جلستُ الى ركني وزاويتي = ولا تلوتُ مع القرَّاء قرآني
ولا أسندتُ ظهري عند ساريةٍ = مستشعرا لخشوعٍ قد تغشّاني
***=***
هذا المكانُ وعطرُ الجو أغراني = أن أُبدعَ اللحنَ من شوقي وأحزاني
غنيتُ للقدس من قلبي فمذ عَرَفتْ = نفسي الوجودَ فحب القدس عنواني
أرض الرباط وأهلي عندها سكنوا = والمصطفى بوفاء العهد وصَّاني
إن تتركوها فإني لستُ تاركَها = أو تهجروها فليتَ الموتُ يلقاني
عند المُصلى لعلّي تحت تربتها = تحيا عظامي ويغفو لحدُ أكفاني
غنوا قصائدكم للعشق واحتفلوا = ما العشقُ عندي سوى قدسي وأوطاني
***=***
تاهت يبوسُ* على الدنيا برمَّتها = بين الحسان, فهذا الحسنُ رَبّاني
دارَ السلام دعاها أهلُ ديرتِها = من صُلب جدٍ كريمِ الأصلِ كنعاني
خُـُطّابُها منذ أن خُلقت قياصرة ٌ= من الملوك ذوي عرشٍ وتيجان
مرّوا جميعا على أعتابِ دارتها = والكل منهم تجرَّع خيبة ََ الثاني
جاءت قبائلُ بدوٍ ليس تعرفهم = كي يَخطِفوها لأجل الشيخِ عبراني
عاثت فساداً وجالتْ في مرابعِها = واستتبَعَتها خيولُ الشيخ يوناني
ويعلمُ اللهُ ما حَلـَّت ذوائبَها = ولا استكانت لظلم الشيخ روماني
حتى أتتها خيولُ النصرِ مسرعة = من أرضِ يثربَ رَدّتها لِأحضاني
واستنقذتها من الباغين فانفرجت = منها ألأساريرُ وانعطفت لتلقاني
عرائسُ الشِعرِ تغفو في جدائلها = فتسرقَ الشعرَ من تَردادِ ألحاني
والحمد لله الذي أعطى فما فتئت = تلك العرائسُ تغشاها فتلقاني
أما الحسودُ فيكفي في مصيبته = أن الحريقَ إذا ما هبَّ جُوَّاني
عشنا على الدهر تحفظني وأحفظها = حتى ابتـُلينا بليلٍ قد تغشَّاني
في ظلمة الليل وحشٌ قد تقصَّدني = يسعى لقتلي وسلبي دفْءَ أوطاني
فارقتُها والقلبُ ملفوفٌ بشالَتِها = وتحت بُردتِها إسمي وعنواني
أما صغاري فقد ظلـَّوا بعُهدتِها = والآنَ شبُّوا على قيدٍ وسجَّان
لا يَعرِفون من الدنيا سوى أملٍ = في رجعةِ ألأهلِ واستردادِ تحناني
إنـِّي على العهدِ باقٍ يا أحبتنا = أسرجتُ خيلي وقلبي قد تخطاني
أسعى اليكم وخلفي ألف كوكبة = من خيل طه عليها خيرُ فرسان
شـُدّو العصائَِبَ خـُضراً في أعنتِها = والحقُ أبلج والميدانُ ميداني
فاستبشري بنشيد النصرِ ننشِده = لحنَ الحماسِ على أبواب "سِلوان**"[/poem]
[frame="6 70"]
* يبوس: أحد الأسماء القديمة للقدس؛ بناها اليبوسيون وهم بطن من بطون العرب الأوائل، نشأوا في قلب الجزيرة العربية، ثم نزحوا عنها مع من نزح من القبائل الكنعانية التي ينتمون إليها. وهم أول من استوطن فلسطين وأول من وضع لبنة في القدس, وكان ذلك حوالي سنة 3000 قبل الميلاد, وقد استوطنوا في أماكن مختلفة من تلك الديار التي عرفت بإسم (أرض كنعان)، وقد اعتصم بعضهم بالجبال، وسكن البعض الأخر السهول والوديان، وعاشوا في بداية الأمر متفرقين في أنحاء مختلفة، وبنو الكثير من المدن ومنها (يبوس، وشكيم، وبيت شان، ومجدو، وبيت إيل، وجيزر، واشقلون، وتعنك، وغزة)، وغيرها من المدن التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا. وبقيت كل مدينة تعيش مستقلة عن الأخرى- هكذا كان الكنعانيون في بداية الأمر- ولكن ما لبثوا أن اتحدوا بحكم الطبيعة وغريزة الدفاع عن النفس، فكونوا قوة كبيرة، واستطاعوا غزو البلاد المجاورة لهم، وأسسوا كيانا عظيما بقى فترة طويلة من الزمن.
** سِلوان: هي القرية الأكثر التصاقاً بأسوار القدس القديمة، تقع في الناحية الجنوبية الشرقية المحاذية للمسجد الأقصى وحائطه الخارجي. وهي من القرى الكبيرة بفلسطين ومن أكثرها سكاناً في التاريخ المعاصر. وفيها عين ماء مشهورة (عين سلوان) ومواقع تاريخية هامة. وكانت عبر التاريخ مصدر مياه البلدة القديمة في القدس، وعبر قنوات. بناها اليبوسيون (بناة القدس الاصليون) وما زالت آثارها قائمة حتى يومنا هذا.[/frame]
[/align]