هل يجوز له العمل مندوباً لشركة "آرلا" الدنماركية؟
سؤال:
أعمل مندوب مبيعات بشركة "آرلا" الدانمركية للأغذية في دولة خليجية ، وقد بدأتُ العمل مع الشركة بعد قيام أمانة "المؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم" بالتوصية باستثناء منتجات شركة "آرلا" للأغذية من المقاطعة ، تثميناً لموقف الشركة التي أعلنت استنكار وإدانة الرسوم ، ورفضت أي مبرر لتسويغها ، فهل راتبي حلال ، أو يقع عليَّ أي خطأ بسبب العمل في الشركة ؟
الجواب:
الحمد لله
في 30 / 9 / 2005 م قامت صحيفة دانمركية بنشر رسومات يدوية تسيء لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد قام المسلمون في أنحاء العالَم قيام رجل واحد في الذب عن عرض نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وقاموا من تلقاء أنفسهم بالدعوة لمقاطعة البضائع التي تأتي من الدولة التي سكتت عن تلك الرسومات بدعوى "حرية الرأي والتعبير" ، وقد أيَّد عامة العلماء تلك المقاطعة ؛ لما رأوه من تأثيرها على الشركات في تلك الدولة ، ولعلها أن تحرِّك تلك الشركات باتجاه الضغط على الدولة للاستنكار ، والأخذ على يد المسيء لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم .
وبعد مرور عدة أشهر أخرجت شركة "آرلا" بياناً من عدة لغات تُعلن فيه استنكارها للعمل المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم ، وتعلن براءتها من ذلك الفعل ، وقد تعرَّضت تلك الشركة لإساءة بالغة من بعض فئات مجتمعها ، بل إن الدولة نفسها التي ادعت أنها تقف مع حرية الرأي والتعبير قامت باستنكار فعل تلك الشركة ، ووصفت فعلها بأنه ركوع مخزٍ للمسلمين ! وقد انقسم أهل العلم بعد بيان الشركة ذاك إلى قسمين : منهم من قال بوجوب استمرار المقاطعة ؛ لأنها آتت أُكلها ، وقد تظهر نتائج أفضل من هذا ، ومنهم من قال بأنه من الظلم الإبقاء على مقاطعة من وقف بجانب الحق ، وأيَّدت المسلمين في غضبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأننا يجب علينا تشجيع مثل هذه المواقف بنصرتهم ، وتأييدهم ، لا بخذلانهم ، وتعريضهم للإهانة من مجتمعهم وحكومتهم .
وسواء رجحنا الموقف الأول أم الثاني ، فما دمت قد اتبعت أهل العلم في ذلك ، وكان التحاقك بهذه الشركة بعد استنكار الشركة لتلك الرسوم ، فعملك بها مباح ، وراتبك حلال إن شاء الله .
ونسأل الله أن يرزقك رزقاً حسناً ، وأن يبارك لك فيه .
الإسلام سؤال وجواب