هاذا الخبر منقول من صحيفة السياسة الكويتية :
تفيض روح المواطن عبيد العتيبي بالحزن والأسى وتفتت كلماته الحجر وينفطر قلبه وهو يرى أطفاله الصغار يتوسدون الثرى بعد ان استنشقوا غازات خنقت نفس الأب المكلوم قبل ان تنهي حياة صغار يرتدون ملابس البراءة.
ضاحية عبدالله المبارك (غرب الجليب) استيقظت فجر أمس على حادثة مفجعة حيث لقي طفلان في عمر الزهور مصرعهما مع خادمتين فيما أصيب أربعة آخرون في حادثة هي الاولى من نوعها في الكويت عندما التهمت غازات سامة تشبه المواد الكيماوية القاتلة عائلة كويتية مكونة من تسعة افراد: ولدان وثلاث بنات والزوج والزوجة وخادمتين.
المواد الكيمياوية القاتلة انبعثت ظهر اول من امس من السرداب الذي يحتوي على مخزن مؤجر لاحدى الشركات الغذائية الكبيرة والمعروفة والذين جعلوه مقرا لمخزوناتهم الغذائية حتى وصلت تلك المواد لطفلة فاستنشقتها وأصيبت بآلام حادة فذهب بها والدها الى مستشفى الفروانية وهناك وصف الاطباء حالتها بأنها طبيعية وانها تعاني البرد.
الأب وابنته عادا الى المنزل بعد ان طمأنه الاطباء بأن ابنته ليس عليها اي خطر ورجع الاب الى المنزل مطمئنا وأثناء الليل والناس نيام استنشق الاب المواد الكيماوية الخطرة فقام مسرعا يتفقد أبناءه واذا به يجدهم يحتضرون, وبعد اتصاله بغرفة عمليات الداخلية لقيت طفلة تدعى ديما تبلغ من العمر ثلاث سنوات مصرعها بينما يشاهد الاب طفله الآخر »علي« البالغ من العمر سبعة اعوام يلفظ أنفاسه الاخيرة, الى جانب تساقط باقي افراد عائلته بالمنزل أمام عينيه.
الأب عبيد العتيبي لا يعرف أين يسير وينقل من ويترك من سوى اسعاف زوجته وابنه وطفلتين تاركا خلفه الضحايا محاولا جاهدا انقاذهم الا ان زوجته وطفلته أدخلا الى العناية المركزة بمستشفى الفروانية فيما استقرت حالة الطفل والطفلة الاخريين.
وتتلخص الواقعة انه ورد بلاغ الى غرفة العمليات فجر أمس يفيد فيه بتصاعد مواد كيماوية بداخل منزل بمنطقة ضاحية عبدالله المبارك وانتقل على الفور الى موقع البلاغ رجال الأمن والإطفاء والاسعاف وتبين لهم ان المنزل بداخله سرداب يحتوي على مخزن تابع لاحدى الشركات الغذائية مؤجر من صاحب المنزل ليكون مخزناً لموادهم الغذائية حيث أن اصحاب الشركة قاموا بوضع مبيدات حشرية حول مخزوناتهم الغذائية حتى لا تتلف من الحشرات إلا أن تلك المواد »المبيدات« تفاعلت مع المواد الغذائية وشكلت مادة كيميائية قاتلة.
أدت الى استنشاق طفلة هذا الغاز ودخولها الى المستشفى ظهر أمس وأخرجت منه بعدما وصفها الأطباء بالمستشفى بأنه أمر طبيعي بسبب برودة الجو, وفي هذه الأثناء عاد الأب وطفلته الى المنزل من دون ان يستنشقا المادة القاتلة وبعد نومهما استنشق الأب تلك المادة وعندما وجد طفله وطفلته وخادمتيه يلفظون أنفاسهم الأخيرة قام بابلاغ رجال الأمن وقاموا باسعاف المصابين الأربعة المتبقين الى عناية مستشفى الفروانية.
واوضح مصدر أمني ان الطفل والطفلة والخادمتين نقلوا الى الطب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة مشيراً الى انه تم اخلاء خمسة منازل مجاورة للمنزل الذي انبعثت منه المواد الكيماوية.
وأشار المصدر الى انه تم تشكيل لجان خاصة لمتابعة هذه القضية المؤلمة والتي راح ضحيتها طفلان وخادمتان بسبب عدم الالتزام بقواعد الأمن والسلامة التي تمنع تأجير المنازل لشركات غير مرخص بها من الجهات المعنية.
من جانبه أكد محافظ الفروانية عبد الحميد الحجي انه تم تشكيل لجنةخاصة لمتابعة هذه القضية ومعاقبة كل من تسبب في وقوع هذه الجريمة مشيراً الى ان رجال الاطفاء بقيادة نائب مدير عام الاطفاء العميد يوسف الانصاري ورجال الدفاع المدني فضلا عن رجال الأمن الذين كان لهم الدور البارز والكبير في عملية التفاعل مع الحدث.
وأوضح الحجي ان محافظة الفروانية كبيرة بطبيعتها الأمر الذي يجعلها تكثر فيها الجرائم مؤكدا ان رجال الأمن يتصدون للمتسببين فيها ويعملون على الحد منها.
وقال الحجي ان هناك تقريراً كاملاً ومفصلاً سيرفع الى الجهات المسؤولة بالدولة لاتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بهذا الشأن.
ولفت الحجي ان العناية الالهية ودور رجال الاطفاء الكبير تمكنوا من التعامل مع الحدث لاسيما وان الغاز لو تسرب لاصبحت الكارثة اكثر على المنازل المجاورة.
من جانبه اكد نائب مدير عام الادارة العامة للاطفاء ورئيس مكافحة المواد الخطرة العميد يوسف الانصاري ان المعلومات الاولية تشير الى ان الحادث وقع اثر تفاعل كيميائي لمبيدات القوارض في سرداب مؤجر غير مرخص استخدم مخزناً للمواد الغذائية التابع لاحدى شركات المواد الغذائية الكبيرة في الكويت.
واوضح العميد الانصاري ان هذا التفاعل نتج عن تصاعد غازات الى الطوابق العلوية نتج عن وفاة طفل كويتي وطفلة وخادمة اندونيسية وهندية واصابة اربعة اخريين من الاسرة نفسها.
واوضح العميد الانصاري ان رجال الاطفاء اكتشفوا السموم والمواد الكيماوية بداخل المنزل بعدما توفي الاطفال والخادمات, مشيراً الى ان رجال الاطفاء قاموا باخلاء خمسة منازل مجاورة لمنزل الضحايا تحسباً لتصاعد المواد الكيماوية اليهم وحفاظاً على ارواحهم.
من جهته قال مدير اطفاء الفروانية بالانابة العقيد يوسف عبدالملك ان رجال الاطفاء قاموا بالدخول الى السرداب ووجدوا المواد الغذائية المخزنة متفاعلة مع مواد المبيدات الحشرية حيث قاموا بتنظيف تلك المواد وفتح نوافذ المنزل لخروج تلك الغازات.
واضاف عبدالملك ان ثمة فرقة متخصصة من رجال الاطفاء تعاملوا مع الحدث وقاموا بالتخلص من المواد الكيماوية بعد مرور ساعتين من التنظيف, لافتاً الى ان المواد الكيماوية الموجودة بلغت نحو 2 كيلو ونصف وتم التعامل معها بعد وضع الاتربة عليها حتى ينتهي مفعولها.