][`~*¤!||!¤*~`][الحسد || والحقد][`~*¤!||!¤*~`][
صفتان ابتلى فيها فئات من الناس في هذا الزمان
الحقد هو الغيظ
المكظوم في نفس شخص ضد شخص آخر وعلامته دوام بغض ذلك
الشخص والنفور منه فالحقد ثمرة الغضب ومن لدية حقد لا يمكن ان
يكون في قلبه مكان للتسامح او العفو وفقدان التسامح من حياة
الناس معناه فقدان ركيزة أساسية من ركائز الأخلاق الحميدة
والمعاشرة الطيبة في حياة الناس والمجتمعات والتسامح صفة
إيجابية بناءة بينما الحقد صفة هدامة وبغيضة والحسد أحد نتائج
الحقد وعن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم (( دب اليكم داء الامم قبلكم الحسد والبغضاء )) وفي
الصحيحين عن النبي صلى الله علية وسلم انه قال (( لا تباغضوا ولا
تقاطعوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا كونوا عباد الله اخوانا )) وفي
حديث اخر عنه صلى الله علية وسلم انه قال (( ان الحسد يأكل
الحسنات كما تأكل النار الحطب )) وفي حديث اخر عنه صلى الله
علية وسلم قال (( يطلع عليكم من هذا الفج رجل من اهل الجنة فطلع
رجل فسئل عن عمله فقال اني لاجد من المسلمين في نفسي قشاً ولا
حسداً على خير اعطاه الله اياه )) وقال ابن سيرين ماحسدت على
احداً على شىء من الدنيا لانه انه ان كان من اهل الجنة فكيف احسده
على شىء من امر الدنيا وهو يصير الى الجنة وان كان من اهل
النار فكيف احسده على شىء من امر الدنيا وهو يصير الى النار .
وقال ابليس لنوح علية السلام (( اياك والحسد فأنه صيرني الى
هذه الحال )) .
واعلم ان الله تعالى اذا نعم على اخيك نعمة فلك فيها حالتان :
احداهما ان تكره تلك النعمة وتحب زوالها فهذا هو الحسد والحالة
الثانية ان لاتكرة وجودها ولا تحب زوالها ولكنك تشتهي لنفسك
مثلها فهذا يسمى غبطه .
وعلاج الحسد تارة بالرضى بالقضاء وتارة بالزهد في الدنيا وتاره
بالنظر فيما يتعلق بتلك النعم من هموم الدنيا وحساب الاخرة فيتسلى
بذلك ولا يعمل بمقتضى ما في النفس اصلاً ولا تنظر لمن فضل عليك
في الرزق او في نعمة من نعم الدنيا او الدين ولكن انظر لمن حرم
منها ومن هم دونك وهم كثر حتى لا تزدري نعمة الله عليك ولا تقع
في افة الحسد او الحقد .
والحسد من امراض القلوب ودواء هذا المرض هو في العلم
والعمل والعلم النافع لمرض الحسد هو ان تعرف حقيقة ان الحسد
ضرر عليك في الدين والدنيا والنعمة لاتزول على المحسود بحسدك
بل تكون انت المتضرر بالدنيا بالهم والغم وبالاخرة في نقصان الاجر
لاسيما اذا خرج الحسد من طور الصمت الى القول والفعل .
اللهم انا نعوذ بك من الحسد والحقد .
يتبع
.