المنتدى الإسلامي كل ما يتعلق بديننا الإسلامي حسب مذهب أهل السنة و الجماعة

إضافة رد
كاتب الموضوع الجوهرة مشاركات 117 المشاهدات 9308  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 12-18-2011, 11:36 PM   #21
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

ح ـ اتباع سنن الأمم الماضية

ومن الفتن العظيمة اتباع سنن اليهود والنصارى وتقليدهم
فقد قلد بعض المسلمين الكفار ، وتشبهوا بهم
وتخلقوا بأخلاقهم ، وأعجبوا بهم
وهذا مصداق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم .


ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبراً بشبر ، وذراعاً بذراع ) . فقيل : يا رسول الله ! كفارس والروم ؟ فقال : ( ومن الناس إلا أولئكـ ) رواه البخاري .

وفي رواية عن أبي سعيد : قلنا : يا رسول الله ! اليهود والنصارى ؟ قال : ( فمن ؟! ) رواه البخاري ومسلم .


قال ابن بطال : ( أعلم صلى الله عليه وسلم أن أمته ستتبع المُحدثات من الأمور والبدع والأهواء ، كما وقع للأمم قبلهم ، وقد أنذر في أحاديث كثيرة بأن الآخر شر ، والساعة لا تقوم إلا على شرار الناس ، وأن الدين إنما يبقى قائماً عند خاصةٍ من الناس )


وقال ابن حجر : [ وقد وقع معظم ما أنذر به صلى الله عليه وسلم ، وسيقع بقية ذلكـ ]
وفي هذا الزمن كثر في المسلمين من يتشبه بالكفار
من شرقيين وغربيين
فتشبه رجالنا برجالهم ، ونساؤنا بنسائهم ، وافتتنوا بهم
حتى أدى الأمر ببعض الناس أن خرجوا عن الإسلام
واعتقدوا أنه لا يتم لهم تقدم وحضارة إلا بنبذ كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
ومن عرف الإسلام الصحيح ، عرف ما وصل إليه المسلمون في القرون الأخيرة
من بُعد عن تعاليم الإسلام ، وانحراف عن عقيدته
فلم يبق عند بعضهم من الإسلام إلا اسمه
فقد حكّموا قوانين الكفار
وابتعدوا عن شريعة الله
وليس هناكـ أبلغ مما وصف به النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين في اتباعهم ومحاكاتهم للكفار

فقال : ( شبراً بشبر ، وذراعاً بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم )

قال النووي : [ والمراد بالشبر والذراع وجحر الضب التمثيل بشدة الموافقة لهم ، والمراد الموافقة في المعاصي والمخالفات لا في الكفر ، وفي هذا معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم ]

التوقيع : الجوهرة
أنـا
سيلـي
تـراه أكبـر
مـن إنـه
يحجـزه ســدك


αĺȷoɦʁαɦ
الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-18-2011, 11:36 PM   #22
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

هذا والفتن ليس لها حصر

ففتنة النساء ، وفتنة المال ، وحب الشهوات ، وحب السلطان والسيادة والزعامة

كلها فتن ربما تهلكـ الإنسان ، وتعصف به إلى مهاوي الردى

نسأل الله العافية والسلامة .

الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-18-2011, 11:37 PM   #23
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

ظهور مدعي النبوة

ومن العلامات التي ظهرت : خروج الكذابين الذين يدعون النبوة
وهم قريب من ثلاثين كذاباً
وقد خرج بعضهم في الزمن النبوي وفي عهد الصحابة
ولا يزالون يظهرون
وليس التحديد في الأحاديث مراداً به كل من ادعى النبوة مطلقاً
فإنهم كثير لا يُحصون ، وإنما المراد من قامت له شوكة ، وكثر أتباعه ، واشتهر بين الناس .

ففي الصحيحين
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى يُبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين ، كلهم يزعم أنه رسول الله ) رواه البخاري .

وعن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى يعبدوا الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون ، كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين ، لا نبي بعدي ) .رواه أبو داوود .


والأحاديث في ظهور هؤلاء الدجاجلة كثيرة
وفي بعضها وقع أنهم ثلاثون بالجزم ، كما في حديث ثوبان
وفي بعضها أنهم قريب من الثلاثين ، كما في حديث الصحيحين
ولعل رواية ثوبان على طريقة جبر الكسر .

وممن ظهر من هؤلاء الثلاثين :

مسيلمة الكذاب ، فادعى النبوة في آخر زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسماه مسيلمة الكذاب ، وقد كثر اأباعه ، وعظم شره على المسلمين ، حتى قضى عليه الصحابة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، في معركة اليمامة المشهورة .
وظهر كذلكـ الأسود العَنَسي في اليمن ، وادعى النبوة ، فقتله الصحابة قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم .
وظهرت سجاح ، وادعت النبوة ، وتزوجها مسيلمة ، ثم لما قُتل ، رجعت إلى الإسلام .
وتنبأ أيضاً طليحة بن خويلد الأسدي ، ثم تاب ورجع إلى الإسلام ، وحسن إسلامه .
ثم ظهر المختار بن أبي عُبيد الثقفي ، وأظهر محبة أهل البيت ، والمطالبة بدم الحسين ، وكثر أتباعه ، فتغلب على الكوفة في أول خلافة ابن الزبير ، ثم أغواه الشيطان ، فادعى النبوة ونزول جبريل عليه .
والذي يقوِّي أنه من الدجالين ما رواه أبو داوود بعد سياقه لحديث أبي هريرة الذي في الصحيحين في ذكر الكذابين : ( عن إبراهيم النخعي أنه قال لعُبيدة السلماني * : أترى هذا منهم ـ يعني المختار ـ ؟ قال : فقال عُبيدة : أما إنه من الرؤوس ) رواه أبو داوود .

ومنهم الحارث الكذاب ، خرج في خلافة عبد الملكـ بن مروان ، فقُتل .
وخرج في خلافة بني العباس جماعة .
وظهر في العصر الحديث ميرزا أحمد القادياني بالهند ، وادعى النبوة ، وأنه المسيح المنتظر ، وأن عيسى ليس بحي في السماء ... إلى غير ذلكـ من الادعاءات الباطلة ، وصار له أتباع وأنصار ، وانبرى له كثير من العلماء ، فردوا عليه ، وبينوا أنه أحد الدجالين .
ولا يزال خروج هؤلاء الكذابين واحداً بعد الآخر
حتى يظهر آخرهم الأعور الدجال

فقد روى الإمام أحمد عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم كسفت الشمس على عهده : ( وإنه ـ والله ـ لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً ، آخرهم الأعور الكذاب )

ومن هؤلاء الكذابين أربع نسوة

فقد روى الإمام أحمد عن حذيفة رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : ( في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون ، منهم أربع نسوة ، وإني خاتم النبيين ، لا نبي بعدي ) .

* * * *

* عُبيدة السلماني : عبيدة السلماني المرادي الكوفي الفقيه ، أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولقي علياً وابن مسعود . قال فيه الشعبي : ( كان يوازي شريحاً في القضاء ) .

الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-18-2011, 11:37 PM   #24
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

انتشار الأمن

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى يسير الراكب بين العراق ومكة ، لا يخاف إلا ضَلال الطريق ) رواه أحمد .

وهذا وقع في زمن الصحابة رضي الله عنهم ، وذلكـ حينما عم الإسلام والعدل البلاد التي فتحها المسلمون .

ويؤيده ما تقدم في حديث عدي رضي الله عنه حين قال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا عدي ! هل رأيت الحيرة ؟ ) . قلت : لم أرها ، وقد أُنبئت عنها . قال : ( فإن طالت بكـ حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة ، لا تخاف إلا الله ... )

وسيكون ذلكـ في زمن المهدي وعيسى عليه السلام حينما يعم العدل مكان الجور والظلم .

الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-18-2011, 11:38 PM   #25
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

ظهور نار الحجاز


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز ، تضيء أعناق الإبل ببصرى ) رواه البخاري .




[ بصرى ] : بضم الباء ، آخرها ألف مقصورة : مدينة معروفة بالشام ، ويُقال لها : حوران ، وبينها وبين دمشق ثلاث مراحل .



وقد ظهرت هذه النار في منتصف القرن السابع الهجري في عام أربع وخمسيين وست مئة



وكانت ناراً عظيمة



أفاض العلماء ممن عاصر ظهورها ومن بعدهم في وصفها .



قال النووي : [ خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وست مئة ، وكانت ناراً عظيمة جداً ، من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة ، وتواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان ، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة ]



ونقل ابن كثير أن غير واحدٍ من الأعراب ممن كان بحاضرة بصرى شاهدوا أعناق الإبل في ضوء هذه النار التي ظهرت من أرض الحجاز .

وذكر القرطبي ظهور هذه النار ، وأفاض في وصفها في كتابه ( التذكرة ) فذكر أنها رئُيت من مكة ومن جبال بصرى .



وقال ابن حجر : [ والذي ظهر لي أن النار المذكورة ... هي التي ظهرت بنواحي المدينة ، كما فهمه القرطبي وغيره ]

وهذه النار ليست هي النار التي تخرج في آخر الزمان
تحشر الناس إلى محشرهم .. كما سيأتي في الكلام عليها في الأشراط الكبرى بإذن الله .
الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-18-2011, 11:39 PM   #26
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

قتال التركـ

روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى يُقاتل المسلمون التركـ ، قوماً وجوههم كالمجان المطرقة ، يلبسون الشعر ، ويمشون في الشعر ) رواه مسلم .

[ التركـ ] :
للعلماء عدة أقوال في أصلهم ، منها :

أ ـ أنهم من نسل يافث بن نوح ، الذي من نسله يأجوج ومأجوج ، فهم بنو عمهم .

ب ـ أنهم من بني قنطوراء ، اسم جارية كانت لإبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه ، ولدت له أولاداً جاء من نسلهم التركـ والصين .

جـ ـ وقيل : إنهم من نسل تبع .

د ـ وقيل : من نسل أفريدون بن سام بن نوح .


وبلادهم يقال لها : تركستان ، وهي ما بين مشارق خراسان إلى مغارب الصين وشمال الهند إلى أقصى المعمور .

[ المَجان ] :
جمع مجن ، وهو الترس ، والميم زائدة ، لأنه من الجُنة ، وهي السترة .

[ المجان المطرقة ] :
هي التي عُليت بطارق ، وهي الجلد الذي يغشاه ، ومنه طارق النعل : إذا صيرها طاقاً فوق طاق ، وركب بعضها فوق بعض ، فشبه وجوههم في عرضها ونتوء وجناتها بالترس قد أُلبست الأطرقة .

وللبخاري
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر ، وحتى تقاتلوا التركـ صغار الأعين ، حمر الوجوه ، ذُلف الأنوف ، كأن وجوههم المجان المطرقة )

[ ذُلف الأنوف ] : الذلف بالتحريكـ : قصر الأنف وانبطاحه ، وقيل : ارتفاع طرفه مع صغر أرنبته . و [ الذلف ] :
بسكون اللام ، جمع أذلف ، كأحمر وحُمر .

وعن عمرو بن تغلب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوماً عراض الوجوه ، كأن وجوههم المجان المطرقة ) رواه أحمد .

وقد قاتل المسلمون التركـ من عصر الصحابة رضي الله عنهم

وذلكـ في أول خلافة بني أمية ، في عهد معاوية رضي الله عنه .

روى أبو يعلى عن معاوية بن خُديج قال : كنت عند معاوية بن أبي سفيان حين جاءه كتاب من عامله يخبره أنه وقع بالتركـ وهزمهم ، وكثرة من قتل منهم ، وكثرة من غنم ، فغضب معاوية من ذلكـ ، ثم أمر أن يكتب إليه : قد فهمت مما قلت ما قتلت وغنمت ، فلا أعلمن ما عدت لشيءٍ من ذلكـ ولا قاتلتهم حتى يأتيكـ أمري . قلت : لم يا أمير المؤمنين ؟
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لتظهرن التركـ على العرب حتى تُلحقها بمنابت الشيح والقيصوم )
فأنا أكره قتالهم لذلكـ .

[ الشيح ] : بالكسر ، ثم السكون ، وحاء مهملة : نبت له رائحة عطرة ، وهي التي تدعى الطرقية الوخشيركـ . و [ ذات شيح ] : بالحزن ، من ديار بني يربوع . و [ ذو الشيح ] :
موضع باليمامة ، وموضع بالجزيرة .

[ القيصوم ] :
نبات طيب الريح يكون بالبادية ، واحدته قيصومة ، وهي ماء تناوح الشيحة بينهما عقبة شرقي فيد ( بليدة في نصف الطريق بين مكة والكوفة ، عبر بها الحاج ، وهي قريبة من آجا وسلمى جبلي طيء .

وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه ، قال : ( كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن أمتي يسوقها قوم عراض الأوجه ، صغار الأعين ، كأن وجوههم الحجف ( ثلاث مرات ) ، حتى يُلحقوهم بجزيرة العرب ، أما السابقة الأولى ، فينجو من هرب منهم ، وأما الثانية ، فيهلكـ بعض وينجو بعض ، وأما الثالثة ، فيصطملون كلهم من بقي منهم ) . قالوا : يا نبي الله ! من هم ؟ قال : ( هم التركـ ) . قال : ( أما والذي نفسي بيده ، ليربطن خيولهم إلى سواري مساجد المسلمين )

قال : وكان بريده لا يفارقه بعيران أو ثلاثة ومتاع السفر والأسقية بعد ذلكـ للهرب مما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم من البلاء من أمراء التركـ . ) رواه أحمد .

[ الحجف ] : قال ابن الأثير : ( الحجفة :
الترس ) .

[ يصطلمون ] :
الاصطلام : افتعال من الصلم ، وهو القطع ، أي : يحصدون .

ورواية أبي داوود تختلف عن رواية الإمام أحمد ، فإن ظاهر رواية أبي داوود تدل على أن المسلمين هم الذين يسوقون التركـ ثلاث مرات حتى يلحقوهم بجزيرة العرب .ففيها : ( يقاتلكم قوم صغار الأعين ) يعني : التركـ ، قال : ( تسوقونهم ثلاث مرات حتى تُلحقوهم بجزيرة العرب ... الحديث ) .

قال صاحب عون المعبود :
[ وعندي أن الصواب هي رواية أحمد ، أما رواية أبي داوود ، فالظاهر أنه قد وقع الوهم فيه من بعض الرواة ] .

ويؤيده ما في رواية أحمد من أنه كان بريدة لا يفارقه بعيران أو ثلاثة ومتاع السفر والأسقية بعد ذلكـ ، للهرب مما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم من البلاء من أمراء التركـ .

ويؤيده أيضاً أنه وقع الشكـ لبعض رواة أبي داوود ، ولذا قال في آخر الحديث : ( أو كما قال )

ثم نقل عن القرطبي ما ذكره في خروج التركـ ، وأنهم خرجوا ثلاث مرات على المسلمين ، وكان خروجهم الأخير : تدمير بغداد ، وقتلهم للخليفة والعلماء والأمراء والفضلاء والعباد ، وأنهم أوغلوا في البلاد حتى ملكوا الشام مدة يسيرة ، ودخل رعبهم الديار المصرية ، إلى أن تصدى لهم الملكـ المظفر الملقب بـ
( قطز ) في معركة ( عين جالوت )
، فكان له النصر والظفر عليهم كما كان النصر لطالوت ، وتفرقت جموعهم ، وكفى الله المسلمين شرورهم .

قال ابن حجر :
[ كان ما بينهم وبين المسلمين مسدوداً إلى أن فُتح ذلكـ شيئاً بعد شيء ، وكثر السبي منهم ، وتنافس الملوكـ فيهم ، لما يتصفون به من الشدة والبأس ، حتى كان أكثر عسكر المعتصم منهم ، ثم غلب الأتراكـ على الملكـ ، فقتلوا ابنه المتوكل ، ثم أولاده واحداً بعد واحد ، إلى أن خالط المملكة الديلم ، ثم كان الملوكـ السامانية من التركـ أيضاً ، فملكوا بلاد العجم ، ثم غلب على تلكـ الممالكـ آل سبكتكين ، ثم آل سلجوق ، وامتدت مملكتهم إلى العراق والشام والروم ، ثم كان بقايا أتباعهم بالشام ـ وهم آل زنكي ـ وأتباع هؤلاء ـ وهم بيت أيوب ـ واستكثر هؤلاء أيضاً من التركـ ، فغلبوهم على المملكة بالديار المصرية والشامية والحجازية .

وخرج على آل سلجوق في المئة الخامسة الغز ، فخربوا البلاد ، وفتكوا في العباد .

ثم جاءت الطامة الكبرى بالططر ( التتار ) ، فكان خروج جنكز خان بعد الست مئة ، فأُسعرت بهم الدنيا ناراً ، خصوصاً المشرق بأسره ، حتى لم يبق بلد منه حتى دخله شرهم ، ثم كان خراب بغداد وقتل الخليفة المستعصم آخر خلفائهم على أيديهم في سنة ست وخمسين وست مئة ، ثم لم تزل بقاياهم يُخربون إلى أن كان آخرهم ( اللنكـ ) ، ومعناه : الأعرج ، واسمه ( تَمُر ) ، بفتح المثناة ، وضم الميم ، وربما أُشبعت ، فطرق الديار الشامية ، وعاش فيها ، وحرق دمشق حتى صارت على عروشها ، ودخل الروم والهند وما بين ذلكـ ، وطالت مدته إلى أن أخذه الله ، وتفرق بنوه في البلاد .

وظهر بجميع ما أوردته مصداق قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن بني قنطوراء أول من سلب أمتي ملكهم ) .. وكأنه يريد بقوله : (أمَّتي ) أمة النسب ، لا أمة الدعوة ، يعني : العرب ، والله أعلم ]

وعلى هذا يكون التتار الذين ظهروا في القرن السابع الهجري هم من التركـ

فإن الصفات التي جاءت في وصف التركـ تنطبق على التتار ( المغول ) ، وقد كان ظهورهم في زمن الإمام النووي رحمه الله ، فقال فيهم : ( قد وجد قتال هؤلاء التركـ بجميع صفاتهم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم : صغار الأعين ، حمر الوجوه ، ذُلف الأنف ، عراض الوجوه ، كأن وجوههم المجان المطرقة ، ينتعلون الشعر ، فوُجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا ، وقاتلهم المسلمون مرات ، وقتالهم الآن )


* كانت ولادة الإمام النووي سنة 631 هـ ، ووفاته سنة 676 هـ ، وهي الفترة التي ظهر فيها التتار ، وقضوا على الخلافة العباسية .

وقد دخل كثير من التركـ في الإسلام

ووقع على أيديهم خير كثير للإسلام والمسلمين

وكونوا دولة إسلامية قوية ، عزَّ بها الإسلام

وحصل في عهدهم كثير من الفتوحات العظيمة

ومنها : فتح القسطنينية عاصمة الروم ، وهو تهيئة للفتح العظيم آخر الزمان قبل ظهور الدجال ، كما سيأتي بإذن الله .

ودخل الإسلام إلى أوروبا وكثيرٍ من البلدان في الشرق والغرب .

وهذا مصداق لما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم كما جاء
في حديث أبي هريرة رضي الله عنه بعد ذكره صلى الله عليه وسلم لقتال التركـ ، قال : ( وتجدون من خير الناس أشدهم كراهيةً لهذا الأمر ، حتى يقع فيه ، والناس معادن ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام ) رواه البخاري .

.

.

هذه هي العلامات التي ظهرت وانقضت .

الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-18-2011, 11:40 PM   #27
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

قتال العجم

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى تُقاتلوا خوزا ً وكرمان من الأعاجم ، حمر الوجوه ، فًطس الأنوف ، صغار الأعين ، كأن وجوههم المجان المُطرقة ، نعالهم الشعر ) رواه البخاري .

مضى في الكلام على قتال الترك ذكر صفاتهم التي جاء ذكرها في أحاديث قتالهم ، وذكر هنا في هذا الحديث قتال خوز وكرمان ، وهما ليسا من بلاد الترك ، بل من بلاد العجم ، ومع هذا جاء وصفهم كوصف الترك .


قال ابن حجر : [ يمكن أن يُجاب بأن هذا الحديث غير حديث قتال الترك ، ويجتمع منهما الإنذار بخروج الطائفتين ]

قلت : ويؤيد هذا ما رواه سمرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يوشك أن يملأ الله عز وجل أيديكم من العجم ، ثم يكونون أسدا ً لا يفرون ، فيقتلون مقاتلتكم ، ويأكلون فيئكم ) رواه أحمد .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يوشك أن يكثر فيكم من العجم أسد لا يفرون ، فيقتلون مقاتِلَتَكم ، ويأكلون فيئكم ) رواه الطبراني .

وعلى هذا فقتال العجم من أشراط الساعة .

الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-18-2011, 11:40 PM   #28
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

ضياع الأمانة

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا ضُيعت الأمانة ، فانتظر الساعة ) قال : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : ( إذا أُسند الأمر إلى غير أهله ، فانتظر الساعة ) رواه البخاري .

وبين النبي صلى الله عليه وسلم كيف تُرفع الأمانة من القلوب
وأنه لا يبقى منها في القلب إلا أثرها .

روى حذيفة رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين ، رأيت إحداهما ، وأنا أنتظر الآخر ، حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ، ثم علموا من القرآن ، ثم علموا من السنة ، وحدثنا عن رفعها ، قال : ( ينام الرجل النومة ، فتُقبض الأمانة من قلبه ، فيظل أثرها مثل أثر الوكت ، ثم ينام النومة فتُقبض ، فيبقى أثرها مثل المجل ، كجمرٍ دحرجته على رجلكـ ، فنفط ، فتراه منتبراً ، وليس فيه شيء ، فيصبح الناس يتبايعون ، فلا يكاد أحدهم يؤدي الأمانة ، فيقال : إن في بني فلان رجلاً أميناً ، ويقال للرجل : ما أعقله ! وما أظرفه ! وما أجلده ! وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ، ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت ، لئن كان مسلماً ، رده الإسلام ، وإن كان نصرانياً ، رده علي ساعيه ، فأما اليوم ، فما كنت أُبايع إلا فلاناً وفلاناً ) رواه البخاري .

[ الوكت ] : جمع وكتة ، وهي الأثر في الشيء كالنقطة من غير لونه ، ومنه قيل للبسر إذا وقعت فيه نقطة من الأرطاب : قد وكت .

[ المجل ] : هو ما يكون في الكف من أثر العمل بالأشياء الصلبة الخشنة ، كهيئة البثر .

[ نفط ] : بفتح النون وكسر الفاء ، يقال : نفطت يده ، أي : قرحت من العمل ، والنفطة : بثرة تخرج في اليد من العمل ملأي ماء .

[ منتبراً ] : المنتبر كل مرتفع ، ومنه اشتق المنبر ، يقال : انتبر الجرح إذا ورم وامتلأ ماء .

ففي هذا الحديث بيان أن الأمانة سترفع من القلوب
حتى يصير الرجل خائناً بعد أن كان أميناً
وهذا إنما يقع لمن ذهبت خشيته لله ، وضعف إيمانه ، وخالط أهل الخيانة
فيصير خائناً ، لأن القرين يقتدي بقرينه .

ومن مظاهر تضييع الأمانة :
إسناد أمور الناس من إمارة وخلافة ، وقضاء ، ووظائف على اختلافها إلى غير أهلها القادرين على تسييرها والمحافظة عليها
لأن في ذلكـ تضييعاً لحقوق الناس ، واستخفافاً بمصالحهم
وإبغاراً لصدورهم ، وإثارة للفتن بينهم .
فإذا ضيع من يتولى أمر الناس الأمانة ـ والناس تبع لمن يتولى أمرهم ـ كانوا مثله في تضييع الأمانة
فصلاح حال الولاة صلاح لحال الرعية ، وفساده فساد لهم .
ثم إن إسناد الأمر إلى غير أهله دليل واضح على عدم اكتراث الناس بدينهم
حتى إنهم ليولون أمرهم من لا يهتم بدينه
وهذا إنما يكون عند غلبة الجهل ، ورفع العلم
ولهذا ذكر البخاري رحمه الله حديث أبي هريرة الماضي في كتاب العلم ، إشارة إلى هذا .

قال ابن حجر : [ ومناسبة هذا المتن لكتاب العلم أن إسناد الأمر إلى غير أهله إنما يكون عند غلبة الجهل ، ورفع العلم ، وذلكـ من جملة الأشراط ]

وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه ستكون هناكـ سنون خداعة ، تنعكس فيها الأمور
يُكذب فيها الصادق ، ويُصدق فيها الكاذب
ويُخوَّن الأمين ، ويؤتمن الخائن
كما سيأتي الحديث عنه في أن من أشراط الساعة ارتفاع الأسافل .

الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-18-2011, 11:41 PM   #29
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

قبض العلم وظهور الجهل



عن أنس بن مالكـ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ) رواه البخاري ومسلم


وروى البخاري عن شقيق قال : كنت مع عبد الله وأبي موسى ، فقالا : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن بين يدي الساعة لأياماً يُنزل فيها الجهل ، ويُرفع العلم ) .


وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يتقارب الزمان ، ويقبض العلم ، وتظهر الفتن ، ويُلقى الشُح ويكثر الهرج )


قال ابن بطال : [ وجميع ما تضمنه هذا الحديث من الأشراط قد رأيناها عياناً ، فقد نقص العلم ، وظهر الجهل ، وأُلقي الشح في القلوب ، وعمّت الفتن ، وكثر القتل ]


وعقب على ذلكـ الحافظ ابن حجر بقوله : [ الذي يظهر أن الذي شاهده كان منه الكثير ، مع وجود مقابله ، والمراد من الحديث استحكام ذلكـ ، حتى لا يبقى مما يقابله إلا النادر ، وإليه الإشارة بالتعبير بقبض العلم ، فلا يبقى إلا الجهل الصرف ، ولا يمنع من ذلكـ وجود طائفة من أهل العلم ، لأنهم يكونون حينئذٍ مغمورين في أولئكـ ]


وقبض العلم يكون بقبض العلماء


ففي الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جًهالاً ، فسُئلوا ؟ فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا ) رواه البخاري .


قال النووي رحمه الله : [ هذا الحديث يبين أن المراد بقبض العلم في الأحاديث السابقة المطلقة ليس هو محوه من صدور حفاظه ولكن معناه أن يموت حملته ويتخذ الناس جهالاً يحكمون بجهالتهم فيضلون ويضلون ] .


والمراد بالعلم هنا علم الكتاب والسنة
وهو العلم الموروث عن الأنبياء عليهم السلام
فإن العلماء ورثة الأنبياء
وبذهابهم يذهب العلم ، وتموت السنن
وتظهر البدع ، ويعم الجهل .
وأما علم الدنيا
فإنه في زيادة ، وليس هو المراد في الأحاديث


بدليل قوله صلى الله عليه وسلم : ( فسُئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا )


والضلال إنما يكون عند الجهل بالدين
والعلماء الحقيقيون هم الذين يعملون بعلمهم
ويوجهون الأمة ، ويدلونها على طريق الحق والهدى
فإن العلم بدون عمل لا فائدة فيه
بل يكون وبالاً على صاحبه


وقد جاء في رواية للبخاري : ( وينقص العمل ) .


وقال الذهبي بعد ذكره لطائفة من العلماء : [ وما أوتوا من العلم إلا قليلاً ، وأما اليوم فما بقي من العلوم القليلة إلا القليل ، في أناس قليل ، ما أقل من يعمل منهم بذلكـ القليل فحسبنا الله ونعم الوكيل ].


وإذا كان هذا في عصر الذهبي فما بالكـ بزماننا هذا ؟


فإنه كلما بعد الزمان من عهد النبوة
قل العلم ، وكثر الجهل
فإن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أعلم هذه الأمة
ثم التابعين ، ثم تابعيهم
وهم خير القرون


كما قال صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) رواه مسلم .


ولا يزال العلم ينقص ، والجهل يكثر
حتى لا يعرف الناس فرائض الإسلام


فقد روى حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يدرس الإسلام كما يدرس وشيُ الثوب ، حتى لا يُدرى ما صيام ، ولا صلاة ، ولا نُسكـ ، ولا صدقة ؟ ويُسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية ، وتبقى طوائف من الناس : الشيخ الكبير ، والعجوز ، يقولون : أدركنا آبائنا على هذه الكلمة ، يقولون : ( لا إله إلا الله ) وهم لا يدرون ما صلاة ، ولا صيام ، ولا نُسكـ ، ولا صدقة ؟ فأعرض عنه حذيفة ، ثم رددها عليه ثلاثاً ، كل ذلكـ يُعرض عنه حذيفة ، ثم أقبل عليه في الثالثة ، فقال : يا صلة ! تُنجيهم من النار ثلاثاً )


وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( ليُنزعن القرآن من بين أظهركم ، يُسرى عليه ليلاً ، فيذهب من أجواف الرجال ، فلا يبقى في الأرض منه شيء ) رواه الطبراني .


قال ابن تيمية : [ يُسرى به في آخر الزمان من المصاحف والصدور ، فلا يبقى في الصدور منه كلمة ، ولا في المصاحف منه حرف ]


وأعظم من هذا أن لا يُذكر اسم الله تعالى في الأرض


كما في الحديث عن أنس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى لا يُقال في الأرض الله الله ) . رواه مسلم


قال ابن كثير : [ في معنى هذا الحديث قولان :


أحدهما : أن معناه أن أحداً لا يُنكر منكراً ، ولا يزجر أحداً إذا رآه قد تعاطى منكراً ، وعبّر عن ذلكـ بقوله : ( حتى لا يقال : الله ، الله ) كما تقدم في حديث عبد الله بن عمر : ( فيبقى فيها عجاجة ، لا يعرفون معروفاً ، ولا يُنكرون منكراً ) رواه أحمد .


والقول الثاني : حتى لا يُذكر الله في الأرض ، ولا يُعرف اسمه فيها ، وذلكـ عند فساد الزمان ، ودمار نوع الإنسان ، وكثرة الكفر والفسوق والعصيان ]
الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-18-2011, 11:42 PM   #30
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

كثرة الشُرط وأعوان الظلمة

روى الإمام أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال ـ أو قال : يخرج رجال من هذه الأمة في آخر الزمان ـ معهم سياط ، كأنها أذناب البقر ، يغدون في سخط الله ، ويروحون في غضبه ) رواه أحمد .

وفي رواية للطبراني في الكبير : ( سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله ، ويروحون في سخط الله ، فإياكـ أن تكون من بطانتهم ) .

وقد جاء الوعيد بالنار لهذا الصنف من الناس الذين يتسلطون على المسلمين
ويعذبونهم بغير حق .

روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ... )

قال النووي رحمه الله : [ وهذا الحديث من معجزات النبوة ، فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم ، فأما أصحاب السياط ، فهم غلمان والي الشرطة ]

وقال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه : ( إن طالت بكـ مدة ، أوشكت أن ترى قوماً يغدون في سخط الله ، ويروحون في لعنته ، في أيديهم مثل أذناب البقر ) رواه مسلم .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يكون عليكم أمراء هم شر من المجوس ) رواه الطبراني .

الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها