[align=right]
أخي الفاضل مفيد ...
لقد قرأت ماسطره قلمك في هذا المنتدى الطيب أهله وكنت أظن أن الإجابة ستكون محددة ولكن الأمر اختلف بارك الله في علمك.. فلدي ملاحظات سوف أضعها في نقاط و لعلك تتقبلها بصدر رحب فنحن نجتمع لنفيد ونستفيد يامفيد
1- تسميتك للآية الكريمة بأنها آية '' تأديب النساء'' تسمية خاطئة و آمل الإنتباه لهذا خاصة وانك لم تورد مرجعا واحد يبين وجهت نظرك عن التسمية علما ان التسميات لأي الذكر الحكيم ليست مشاعة لمن اراد ان يسمي بل هي محكومة بقول الله وقول رسوله ( فآية الكرسي لا يمكن تسميتها بسورة النوم مثلاً لمجرد ذكر النوم فيها) لأن هذه التسميات هي تسميات تأصيلية و ليست معزولة قط عن السياق القرآني والسياق التفسيري ولاشك ان من يعرف اسماء الايات في القرآن يدرك ان الاية التي اوردتها هي اية"القوامة"وليست "اية تأديب النساء" كما زعمت وان سبب نزول هذه الآية جاءت بعد أن أراد الرسول صلى الله علية وسلم.. القصاص لامرأة لطمها زوجها فنزلت الآية تفيد القوامة و يرى المفسرون أن الضرب برغم النهي عنه فإن القصاص فيه قد يولد نوعاً من الفراق أو الطلاق و يعقد المشكلة و بالتالي فالقوامة تنفي القصاص ...فقال الله '' سبحانه : ''الرجال قوامون على النساء'' و إذا عدنا للمعاجم اللغوية لوجدنا الآتي : قام الرجل على المرأة أي "مانها" بمعنى احتمل مؤونتها ( كما جاء في تهذيب لسان العرب لابن منظور) و قولنا: "قوّام أهل بيته" أي الذي يقيم شأنهم ( أنظر مختار الصحاح). "القيم سائس الأمر" (المعجم الوسيط). قوامون جمع قوام أي المتكفل بالأمر، والقوي على القيام بالأمر ...(المنجد في اللغة والإعلام 1997م). و بالتالي أخي الكريم لا مجال لتحوير الآيات عن مسارها و تفسيرها بحسن الأهواء...
-2- أتفهم حماسك و اهتمامك أخي الكريم و حبك للإفادة في هذا المنتدى و هو ما يفسر وضعك للسؤال بعد أسلوب تساؤلي بغية محاكاة الرسول صلى الله عليه وسلم في أسلوبه ...و نحن هنا لسنا في مكان الصحابة و لست أنت في مكان الرسول ....أعلم أن هذه الطريقة ستشد انتباه قرائك و قد تجعلهم يقتنعون بأن كلامك ينبع من معرفة و علم شرعي تأصيلي و لكن المنتدى كما تعلم ينعم بأعضاء يقرأون و يطلعون و كذلك بعدد كبير من القراء الذين هم أعلم مني و منك و يدركون أن الأخطاء في تسمية الآيات أو تحوير مسار السياق لن يشفع له سواء أوضع المرء نفسه في مقام النبي أم مقام سواه....( على طريقة أتدرون ما كذا ....؟ أتعلمون ما كذا...الخ..مع إننا لسنا الصحابة رضي الله عنهم و أنت لست بالنبي عليه السلام ) فعلينا أيها الحبيب أن نراعي أمانة الكلمة و مكانة العلم و أهميته و أن نضع من التواضع ديدناً بدلا من الإستعلاء و فرض الرأي من علٍ دون قراءة كافية...
-3-بقيت قضية مهمة و هي في قولك إن الله فضل الرجال على النساء ...بسبب كذا و كذا....أريد أن أتحدث عن هذا التفضيل و بشيء من الإيجاز ..فمن ناحية عبارة ' بما فضل بعضهم على بعض' جاءت من الفضل ( بمعناه المادي أي الزيادة في القوة و المال) و إذا شئت فعد للآية سابقتها حيث قال الله "ولا تتمنوا
ما فضل الله" بمعنى لا تتمنوا تلك الزيادة المادية .... و ليس من باب ' و لا تتمنوا الفضيلة'...فالفضل بمعناه الفضائلي لا يمكن أن يكون بغير التقوى...و التقوى محلها القلب و ليست مرتبطة بجنس أو عرق....و لذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى...
ختاماً :
أرجو و أتمنى عليك و أنت تأتي لهذا المنتدى أن تأتي مناقشاً و محاوراً لا مقرراً فالمجيء بإسم مستعار و مطالبة الجماهير من القراء أو الأعضاء بمجرد الإنصات لتقريرك ( بصرف النظر عن الأخطاء الفادحة التي فيه) هو نوع من التعالي البغيض الذي لا يوجد في طالب العلم الصغير ناهيك عن المعلم و الفقيه...
هدانا الله و إياكم لما يحب و يرضى آمين..ودمت بحفظ رب العالمين[/align]