المنتدى الإسلامي كل ما يتعلق بديننا الإسلامي حسب مذهب أهل السنة و الجماعة

إضافة رد
كاتب الموضوع الجوهرة مشاركات 117 المشاهدات 8938  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 01-12-2012, 06:39 PM   #101
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

صفة يأجوج ومأجوج

أما صفتهم التي جاءت بها الأحاديث ، فهي أنهم يُشبهون أبناء جنسهم من الترك الغتم المغول ، صغار العيون ، ذلف الأنوف ، صهب الشعور ، عراض الوجوه ، كأن وجوههم المجان المُطرقة ، على أشكال الترك وألوانهم .

روى الإمام أحمد عن ابن حرملة عن خالته ، قالت : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب أصبعه من لدغة عقرب ، فقال : ( إنكم تقولون : لا عدو ، وإنكم لا تزالون تقاتلون عدواً حتى يأتي يأجوج ومأجوج : عراض الوجوه ، صغار العيون ، شُهب الشعاف ، من كل حدب ينسلون ، كأن وجوههم المجان المُطرقة ) .

ومما جاء في هذه الآثار أنهم ثلاثة أصناف :

1 ـ صنف أجسادهم كالأرز ، وهو شجر كبار جداً .
2 ـ وصنف أربعة أذرع في أربعة أذرع .
3 ـ وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى .

وجاء أيضاً أن طولهم شبر وشبرين ، وأطولهم ثلاثة أشبار .

والذي تدل عليه الروايات الصحيحة أنهم رجال أقوياء ، لا طاقة لأحد بقتالهم ، ويبعد أن يكون طول أحدهم شبر وشبرين .

ففي حديث النواس بن سمعان أن الله تعالى يوحي إلى عيسى عليه السلام بخروج يأجوج ومأجوج ، وأنه لا يُدان لأحد بقتالهم ، ويأمره بإبعاد المؤمنين من طريقهم ، فيقول لهم : ( حرز عبادي إلى الطور ) .

كما سيأتي ذكر ذلك في الكلام على خروجهم بإذن الله تعالى ...

( الغتم ) : عجمة في المنطق . ورجل أغتم وغتمى : لا يفصح شيئاً .

التوقيع : الجوهرة
أنـا
سيلـي
تـراه أكبـر
مـن إنـه
يحجـزه ســدك


αĺȷoɦʁαɦ
الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2012, 06:39 PM   #102
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

الأدلة من القرآن الكريم

1 ـ قال الله تعالى : " حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظالمين " [ الأنبياء : 96 - 97 ]

2 ـ وقال تعالى في سياقه لقصة ذي القرنين : " ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سدا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا * قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا * وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا " [ الكهف : 92 - 99 ]


فهذه الآيات تدل على أن الله تعالى سخّر ذا القرنين ، الملك الصالح لبناء السد العظيم ، ليحجز بين يأجوج ومأجوج القوم المفسدين في الأرض وبين الناس ، فإذا جاء الوقت المعلوم ، واقتربت الساعة ، اندك هذا السد ، وخرج يأجوج ومأجوج بسرعة عظيمة ، وجمع ٍ كبير ٍ ، لا يقف أمامه أحد من البشر ، فماجوا في الناس ، وعاثوا في الأرض فساداً .

وهذا علامة على قرب النفخ في الصور ، وخراب الدنيا ، وقيام الساعة ، كما سيأتي ذلك في الأحاديث الثابتة ..

الأدلة من السنة المطهرة

الأحاديث الدالة على ظهور يأجوج ومأجوج كثيرة ، تبلغ حد التواتر المعنوي ، سبق ذكر بعض منها ، وسأذكر هنا طرفاً من هذه الأحاديث :





1 ـ فمنها ما ثبت في الصحيحين عن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب بنت جحش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوما فزعا يقول : لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ( وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها ) قالت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله أفنهلك وفينا الصالحون قال : ( نعم إذا كثر الخبث ) .

2 ـ ومنها ما جاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه وفيه ( إذا أوحى الله على عيسى أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم ، فحرز عبادي إلى الطور ، ويبعث الله يأجوج ومأجوج ، وهم من كل حدب ينسلون ، فيمر أولئك على بحيرة طبرية ، فيشربون ما فيها ، ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه مرة ماء ، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مئة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب إلى الله عيسى وأصحابه ، فيرسل الله عليهم النغف( دود يكون في أنوف الإبل والغنم ) في رقابهم فيصبحون فرسى ( أي قتلى ) كموت نفس واحدة ، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله ، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت ، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله )

[ الحدب ] : هو كل موضع غليظ مرتفع ، والجمع أحداب وحداب ، والمعنى يظهرون من غليظ الأرض ومرتفعها .


وزاد في رواية – بعد قوله ( لقد كان بهذه مرة ماء )( ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر ، وهو جبل بيت المقدس فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض ، هلم فلنقتل من في السماء ، فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما )

3 ـ وجاء في حديث حذيفة رضي الله عنه في ذكر أشراط الساعة فذكر منها ( يأجوج ومأجوج ) .

4 ـ وعن عبد الله بن مسعود قال : لما كان ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم لقي إبراهيم وموسى وعيسى فتذاكروا الساعة ... إلى أن قال : ( فردوا الحديث إلى عيسى ( فذكر قتل الدجال ، ثم قال : ) ثم يرجع الناس إلى بلادهم ، فيستقبلهم يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ، لا يمرون بماء إلا شربوه ؛ ولا بشيء إلا أفسدوه ، يجأرون إليّ فأدعو الله ، فيميتهم ، فتجوى الأرض من ريحهم ، فيجأرون إليّ ، فأدعوا الله فيرسل السماء بالماء فيحملهم ، فيقذف بأجسامهم في البحر ) .

5 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه: " ويخرجون على الناس فيستقون المياه ويفر الناس منهم، فيرمون سهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء. فيقولون: قهرنا أهل الأرض وغلبنا من في السماء قوة وعلوا ) قال : ( فيبعث الله عز وجل عليهم نغفا في أقفائهم ) . قال : ( فيهلكهم ، والذي نفس محمد بيده ، إن دواب الأرض لتسمن ، وتبطر ، وتشكر شكرا ، وتسكر سكراً من لحومهم )
الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2012, 06:40 PM   #103
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

سد يأجوج ومأجوج

بنى ذو القرنين سد يأجوج ومأجوج ، ليحجز بينهم وبين جيرانهم الذين استغاثوا به منهم .

كما ذكر الله تعالى ذلك في القرآن الكريم : " قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سداً * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا " [ الكهف : 94 - 95 ] .

هذا ما جاء في الكلام على بناء السد ، أما مكانه ، ففي جهة المشرق ، لقوله تعالى : " حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ " [ الكهف : 90 ]

ولا يُعرف مكان هذا السد بالتحديد ، وقد حاول بعض الملوك والمؤرخين أن يتعرفوا على مكانه ، ومن ذلك ( أن الخليفة الواثق بعث بعض أمرائه يتجه معه جيشاً سرية ، لينظروا إلى السد ، ويعاينوه ، وينعتوه له إذا رجعوا ، فوصلوا من بلاد إلى بلاد ، ومن ملك إلى ملك ، حتى وصلوا إليه ، ورأوا بناءه من الحديد ومن النحاس ، وذكروا أنهم رأوا فيه باباً عظيماً ، وعليه أقفال عظيمة ، ورأوا بقية اللبن والعسل في برج هناك ، وأن عنده حراساً من الملوك المتاخمة له ، وأنه منيف شاهق ، لا يُستطاع ولا ما حوله من الجبال ، ثم رجعوا إلى بلادهم ، وكانت غيبتهم أكثر من سنتين ، وشاهدوا أهوالاً وعجائب ) [ تفسير ابن كثير ] .

وهذه القصة ذكرها ابن كثير رحمه الله في التفسير ، ولم يذكر لها سنداً ، فالله أعلم بصحة ذلك .

والذي تدل عليه الآيات السابقة أن هذا السد بُني بين جبلين ، لقوله تعالى : " حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ " ، والسدان : هما جبلان متقابلان .

ثم قال : " حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ " أي : حاذى به رؤوس الجبلين ، وذلك بزبر الحديد ، ثم أفرغ عليه نحاساً مذاباً ، فكان سداً محكماً .

قال الإمام البخاري : ( قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : رأيت السد من البرد المحبر . قال : قد رأيته )

وقال سيد قطب : [ كُشف سد بمقربة من مدينة ترمذ ، عُرف ( باب الحديد ) ، قد مر به في أوائل القرن الخامس عشر الميلادي العالم الألماني ( سيلدبرجر ) وسجله في كتابه ، وكذلك ذكره المؤرخ الأسباني ( كلافيجو ) في رحلته سنة 1403 هـ ، وقال : سد مدينة باب الحديد على الطريق سمرقند والهند ... وقد يكون هو السد الذي بناه ذو القرنين ] .

قلت ـ والكلام للكاتب ـ : ولعل هذا السد هو السور المحيط بمدينة ترمذ ، الذي ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان ، وليس هو سد ذي القرنين .

وأيضاً ، فإنه لا يعنينا في هذا البحث تحديد مكان السد ، بل نقف عند ما أخبرنا الله تعالى به ، وما جاء في الأحاديث الصحيحة ، وهو أن سد يأجوج ومأجوج موجود إلى يأتي الوقت المحدد لدّك هذا السد ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وذلك عند دنو الساعة ، كما قال تعالى : " قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا * وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا " [ الكهف : 98 - 99 ]

والذي يدل على أن هذا السد موجود لم يندكّ ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في السد ، قال : ( يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه ، قال الذي عليهم : ارجعوا ، فستخرقونه غداً . قال : فيعيده الله عز وجل كأشد ما كان ، حتى إذا بلغوا مدَّتهم ، وأراد الله تعالى أن يبعثهم على الناس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غداً إن شاء الله تعالى ، واستثنى . قال : فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه ، فيخرقونه ، ويخرجون على الناس ، فيستقون المياه ، ويفر الناس منهم ) رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم .

والذي جاء في حديث الصحيحين كما سبق أنه فُتح منه جزء يسير ، ففزع من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم .

ويرى سيد قطب من باب الترجيح لا من باب اليقين أن وعد الله بدك السد قد وقع ، وأنه قد خرج يأجوج ومأجوج ، وهم التتار الذين ظهروا في القرن السابع الهجري ، ودمروا الممالك الإسلامية ، وعاثوا في الأرض فساداً .

وفي هؤلاء التتار يقول القرطبي : [ وقد خرج منهم ـ أي الترك ـ في هذا الوقت أمم لا يحصيهم إلا الله تعالى ، ولا يردهم عن المسلمين إلا الله تعالى ، حتى كأنهم يأجوج ومأجوج أو مقدمتهم ]

وكان ظهور هؤلاء التتار في زمن القرطبي ، وسمع عنهم ما سمع من الفساد والقتل ، فظنهم يأجوج ومأجوج أو مقدمتهم .

ولكن الذي هو من أشراط الساعة الكبرى ـ وهو خروج يأجوج ومأجوج في آخر الزمان ـ لم يقع بعد ، لأن الأحاديث الصحيحة تدل على أن خروجهم يكون بعد نزول عيسى عليه السلام ، وأنه هو الذي يدعو عليهم ، فيهلكهم الله ، ثم يرميهم في البحر ، ويريح البلاد والعباد من شرهم .

[ ترمذ ] : مدينة مشهورة من أمهات المدن ، راكبة على نهر جيجون ، من جانبه الشرقي ، يحيط بها سور وأسواقها مفروشة بالآجر ، وممن ينسب إليها الإمام أبو عيسى الترمذي .

الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2012, 06:41 PM   #104
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

الخسوفات الثلاثة

معنى الخسف :
يقال : خسف المكان يخسف خسوفاً إذا ذهب في الأرض ، وغاب فيها ، ومنه قوله تعالى : " فخسفنا به وبداره الأرض " [ القصص : 81 ] .

والخسوفات الثلاثة التي هي من أشراط الساعة جاء ذكرها في الأحاديث ضمن العلامات الكبرى .

الأدلة من السنة المطهرة على ظهور الخسوفات :

1 ـ عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الساعة لن تقوم حتى تروا عشر آيات ... ( فذكر منها : ) وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ) رواه مسلم .

2 ـ وعن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( سيكون بعدي خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف في جزيرة العرب ) .
قلت : يا رسول الله ! أيُخسف بالأرض وفيها الصالحون ؟ قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أكثر أهلها الخبث ) رواه الطبراني .

هل وقعت هذه الخسوفات ؟

وهذه الخسوفات الثلاثة لم تقع بعد ، كغيرها من الأشراط الكبرى التي لم يظهر شيء منها ، وإن كان بعض العلماء يرى أنها قد وقعت كما ذهب إلى ذلك الشريف البرزنجي ، ولكن الصحيح أنه لم يحدث شيء منها إلى الآن ، وإنما وقع بعض الخسوفات في أماكن متفرقة ، وفي أزمان متباعدة ، وذلك من أشراط الساعة الصغرى .

أما هذه الخسوفات الثلاثة ، فتكون عظيمة وعامة لأماكن كثيرة من الأرض ، في مشارقها ومغاربها وفي جزيرة العرب .

قال ابن حجر : [ وقد وجد الخسف في مواضع ، ولكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف الثلاثة قدراً زائداً على ما وجد ، كأن يكون أعظم منه مكاناً أو قدراً ] .

ويؤيد هذا ما جاء في الحديث أنها إنما تقع إذا كثُر الخبث في الناس ، وفشت فيهم المعاصي . والله أعلم .

الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2012, 06:43 PM   #105
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

الدُخان
ظهور الدخان في آخر الزمان من علامات الساعة الكبرى التي دل عليها الكتاب والسنة .


الأدلة من القرآن الكريم :


قال الله تعالى : " فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ " [ الدخان : 10 - 11 ]

والمعنى : انتظر يا محمد بهؤلاء الكفار يوم تأتي السماء بدخان مبين ٍ واضح ٍ يغشى الناس ويعمّهم ، وعند ذلك يُقال لهم : هذا عذاب أليم ، تقريعاً لهم وتوبيخاً ، أو يقول بعضهم لبعض ذلك . ( تفسير القرطبي ، تفسير ابن كثير )




وفي المراد بهذا الدخان ؟ وهل وقع ؟ أو هو من الآيات المرتقبة ؟
قولان للعلماء :


الأول : أن هذا الدخان هو ما أصاب قريشاً من الشدة والجوع عندما دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم حين لم يستجيبوا له ، فأصبحوا يرون في السماء كهيئة الدخان .


وإلى هذا القول ذهب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، وتبعه جماعة من السلف .


قال رضي الله عنه : ( خمسُ قد مضين : اللزام ، والروم ، والبطشة ، والقمر ، والدخان ) صحيح البخاري .


[ اللزام ] : هو ما جاء في قوله تعالى : " فقد كذبتم فسوف يكون لزاما " [ الفرقان : 77 ] .. أي يكون عذاباً لازماً يهلكهم نتيجة تكذيبهم ، وهو ما وقع لكفار قريش في بدر من القتل والأسر .


ولما حدث رجل من كندة عن الدخان ، وقال : إنه يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ، غضب ابن مسعود رضي الله عنه ، وقال : ( من علم فليقل ، ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم ، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم : لا أعلم ، فإن الله قال لنبيه : " قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين " [ ص : 86 ] ، وإن قريشاً أبطؤوا عن الإسلام ، فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف ) ، فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها ، وأكلوا الميتة والعظام ، ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان . صحيح البخاري


وهذا القول رجحه ابن جرير الطبري ، ثم قال : [ لأن الله جل ثناؤه توعد بالدخان مشركي قريش ، وأن قوله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : " فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين " [ الدخان : 10 ] في سياق خطاب الله كفار قريش وتقريعه إياهم بشركهم ، بقوله : " لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين * بل هم في شك يلعبون " [ الدخان : 8 - 9 ] ، ثم أتبع ذلك قوله لنبيه عليه الصلاة والسلام : " فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين " أمراً منه له بالصبر ... إلى أن يأتيهم بأسه ، وتهديداً للمشركين ، فهو بأن يكون إذ كان وعيداً لهم قد أحلّه بهم ، أشبه من أن يكون أخّره عنهم لغيرهم ] تفسير الطبري .


الثاني : أن هذا الدخان من الآيات المنتظرة ، التي لم تجيء بعد ، وسيقع قرب قيام الساعة .


وإلى هذا القول ذهب ابن عباس وبعض الصحابة والتابعين ، فقد روى ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم عن عبد الله بن أبي مُليكة قال : ( غدوت على ابن عباس رضي الله عنهما ذات يوم ، فقال : ما نمت الليلة حتى أصبحت . قلت : لمَ ؟ قال : لو طلع الكوكب ذو الذنب ، فخشيت أن يكون الدخان قد طرق ، فما نمت حتى أصبحت ) .


قال ابن كثير : [ وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس حبر الأمة ، وترجمان القرآن ، وهكذا قول من وافقه من الصحابة والتابعين أجمعين ، مع الأحاديث المرفوعة من الصحاح والحسان وغيرها .. مما فيه مقنع ودلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة ، مع أنه ظاهر القرآن ، قال الله تعالى : " فارتقب يوم تأتي السماء بدخانٍ مبين " ، أي : بين واضح يراه كل أحد ، على أن ما فسر به ابن مسعود رضي الله عنه إنما هو خيال رأوه في أعينهم من شدة الجوع والجهد .
وهكذا قوله : " يغشى الناس " ، أي : يتغشاهم ويعمهم ، ولو كان أمراً خيالياً يخص أهل مكة المشركين ، لما قيل فيه : " يغشى الناس " ]


وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن صياد : ( إني خبأت لك خبئاً ) . قال : هو الدخ . فقال له : ( اخسأ ، فلن تعدو قدرك ) . وخبأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فارتقب يوم تأتي السماء بدخانٍ مبين "


وفي هذا دليل على أن الدخان من المنتظر المرتقب ، فإن ابن صياد كان من يهود المدينة ، ولم تقع هذه القصة إلا بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة .


وأيضاً فإن الأحاديث الصحيحة ذكرت أن الدخان من أشراط الساعة الكبرى كما سيأتي ..


وأما ما فسر به ابن مسعود رضي الله عنه ، فإن ذلك من كلامه ، والمرفوع مقدم على كل موقوف .


ولا يمتنع إذا ظهرت هذه العلامة أن يقولوا : " ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون " ، فيكشف عنهم ، ثم يعودون ، وهذا قرب القيامة .


على أن بعض العلماء ذهب إلى الجمع بين هذه الآثار بأنهما دخانان ظهرت إحداهما وبقيت الأخرى ، وهي التي ستقع في آخر الزمان ، فأما التي ظهرت ، فهي ما كانت تراه قريش كهيئة الدخان ، وهذا الدخان غير الدخان الحقيقي ، الذي يكون عند ظهور الآيات التي هي من أشراط الساعة .


قال القرطبي : [ قال مجاهد : كان ابن مسعود يقول : هما دخانان قد مضى أحدهما ، والذي بقي يملأ ما بين السماء والأرض ، ولا يجد المؤمن منه إلا كالزكمة ، وأما الكافر ، فتثقب مسامعه ]


وقال ابن جرير : [ وبعد ، فإنه غير منكر أن يكون أحلَّ بالكفار الذين توعدهم بهذا الوعيد ما توعدهم ، ويكون محلاً فيما يُستأنف بعد بآخرين دخاناً على ما جاءت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا كذلك ، لأن الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تظاهرت بأن ذلك كائن ، فإنه قد كان ما روى عنه عبد الله بن مسعود ، فكلا الخبرين اللذين رُويا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح ] .


الأدلة من السنة


مضى ذكر بعض الأحاديث الدالة على ظهور الدخان في آخر الزمان ، وسأذكر هنا مزيداً من الأحاديث الدالة على ذلك :


1 - روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بادروا بالأعمال ستاً : الدجال ، والدخان ) .


2 - وجاء في حديث حذيفة في ذكر أشراط الساعة الكبرى : ( والدخان ) .


3 - وروى ابن جرير والطبراني عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن ربكم أنذركم ثلاثاً : الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة ، ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه ) .
الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2012, 06:44 PM   #106
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

طلوع الشمس من مغربـها


طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة الكبرى ، وهو ثابت بالكتاب والسنة .

الأدلة من القرآن الكريم :

قال الله تعالى : " يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا " [ الأنعام : 158 ]

فقد دلت الأحاديث الصحيحة أن المراد ببعض الآيات المذكورة في الآية هو طلوع الشمس من مغربها ، وهو قول أكثر المفسرين . [ تفسير ابن كثير / الطبري ]

قال الطبري - بعد ذكره لأقوال المفسرين في هذه الآية - : [ وأولى الأقوال بالصواب في ذلك ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ذلك حين تطلع الشمس من مغربها ] .

وقال الشوكاني : [ فإذا ثبت رفع هذا التفسير النبوي من وجه صحيح لا قادح فيه ، فهو واجب التقديم ، محتّم الأخذ به ] .

الأدلة من السنة المطهرة:

الأحاديث الدالة على طلوع الشمس من مغربها كثيرة ، وهذه جملة منها :

1 - روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت فرآها الناس ، آمنوا أجمعون ، فذاك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ) .

2 - وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان ... ( فذكر الحديث وفيه : ) وحتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت ، آمنوا أجمعون ، فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً )

3 - وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بادروا بالأعمال ستاً : طلوع الشمس من مغربها ) .

4 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوماً : ( أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ ) . قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : ( إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش ، فتخر ساجدة ، فلا تزال كذلك ، حتى يقال لها : ارتفعي ، ارجعي من حيث جئتِ ، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش ، فتخر ساجدة ، ولا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ارجعي من حيث جئتِ ، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ، ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئاً ، حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش ، فيقال لها : ارتفعي ، أصبحي طالعة من مغربك ، فتصبح طالعة من مغربها ) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتدرون متى ذاكم ؟ ذاك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ) . صحيح مسلم
الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2012, 06:45 PM   #107
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

عدم قبول الإيمان والتوبة بعد طلوع الشمس من مغربها


إذا طلعت الشمس من مغربها ، فإنه لا يقبل الإيمان ممن لم يكن قبل ذلك مؤمناً ، كما لا تُقبل توبة العاصي ، وذلك لأن طلوع الشمس من مغربها آية عظيمة ، يراها كل من كان في ذلك الزمان ، فتنكشف لهم الحقائق ، ويشاهدون من الأهوال ما يلوي أعناقهم إلى الإقرار والتصديق بالله وآياته ، وحكمهم في ذلك حكم من عاين بأس الله تعالى ، كما قال عز وجل : " فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ " [ غافر : 85 ]




قال القرطبي : [ قال العلماء : وإنما لا ينفع نفساً إيمانها عند طلوع الشمس من مغربها لأنه خلص إلى قلوبهم من الفزع ما تخمد معه كل شهوة من شهوات النفس ، وتفتر كل قوة من قوى البدن ، فيصير الناس كلهم - لإيقانهم بدنو القيامة - في حال من حضره الموت ، في انقطاع الدواعي إلى أنواع المعاصي عنهم ، وبطلانها من أبدانهم ، فمن تاب في مثل هذه الحال ، لم تقبل توبته ، كما لا تقبل توبة من حضره الموت ]


وقال ابن كثير : [ إذا أنشأ الكافر إيماناً يومئذٍ لا يقبل منه ، فأما من كان مؤمناً قبل ذلك ، فإن كان مصلحاً في عمله ، فهو بخير عظيم ، وإن كان مخلطاً فأحدث توبة ، حينئذٍ لم تقبل منه توبة ] .


وهذا هو الذي جاء به القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة ، فإن الله تعالى قال : " يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا " [ الأنعام : 158 ]


وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تنقطع الهجرة ما تُقُبِّلت التوبة ، ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب ، فإذا طلعت ، طُبّع على كل قلب بما فيه ، وكفي الناس العمل ) مسند الإمام أحمد .


وقال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله عز وجل جعل بالمغرب باباً عرضه مسيرة سبعين عاماً للتوبة ، لا يغلق حتى تطلع الشمس من قبله ، وذلك قول الله تبارك وتعالى : " يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ .. " الآية . رواه الترمذي



ويرى بعض العلماء أن الذين لا يُقبل إيمانهم هم الكفار الذين عاينوا طلوع الشمس من مغربها ، أما إذا امتدَّ الزمان ، ونسي الناس ذلك ، فإنه يُقبل إيمان الكفار وتوبة العصاة .

قال القرطبي : [ قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ) رواه الإمام أحمد ، أي : تبلغ روحه رأس حلقه ، وذلك وقت المعاينة الذي يرى فيه مقعده من الجنة ومقعده من النار ، فالمشاهد لطلوع الشمس من مغربها مثله ، وعلى هذا ينبغي أن تكون توبة كل من شاهد ذلك أو كان كالشاهد له مردودة ً ما عاش ، لأن علمه با الله تعالى وبنبيه صلى الله عليه وسلم وبوعده قد صار ضرورة ، فإن امتدت أيام الدنيا إلى أن ينسى الناس هذا الأمر العظيم ما كان ، ولا يتحدثون عنه إلا قليلا ، فيصير الخبر عنه خاصا ً ، وينقطع التواتر عنه ، فمن أسلم في ذلك الوقت أو تاب ، قُبل منه ، والله أعلم ) .

وأيَّد ذلك بما رُوي : ( إن الشمس والقمر يُكسيان بعد ذلك الضوء والنور ، ثم يطلعان على الناس ويغربان )

وبما روي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومئة سنة )

وروي عن عمران بن حصين أنه قال : ( إنما لم تُقبل وقت الطلوع حتى تكون صيحة ، فيهلك كثير من الناس ، فمن أسلم وتاب في ذلك الوقت ثم هلك ، لم تُقبل توبته ، ومن تاب بعد ذلك ، قُبلت توبته )

والجواب عن هذا كله : [ أن النصوص دلت على أن التوبة لا تُقبل بعد طلوع الشمس من مغربها ، وأن الكافر لا يُقبل منه الإسلام ، ولم تُفرق النصوص بين من شاهد هذه الآية وبين من لم يشاهدها ) .

والذي يؤيد ما رواه الطبراني عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( إذا خرج أول الآيات ، طُرحت الأقلام ، وحُبست الحفظة ، وشهِدت الأجسام الأعمال )

والمراد بأول الآيات هنا هو طلوع الشمس من مغربها ، أما ما كان قبل طلوعها من الآيات ، فإن الأحاديث تدل على قبول التوبة والإيمان في ذلك الوقت .

وروى ابن جرير الطبري أيضا ً عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( التوبة مبسوطة ما لم تطلع الشمس من مغربها ) .

وروى الإمام مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، حتى تطلع الشمس من مغربها ) صحيح مسلم .

فجعل صلى الله عليه وسلم غاية التوبة هو طلوع الشمس من مغربها .

وقد ذكر ابن حجر أحاديث وآثارا ً كثيرة تدل على استمرار قفل باب التوبة إلى يوم القيامة ، ثم قال : [ فهذه آثار يشد بعضها بعضا ً متفقة على أن الشمس إذا طلعت من المغرب ، أُغلق باب التوبة ، ولم يُفتح بعد ذلك ، وأن ذلك لا يختص بيوم الطلوع ، بل يمتد إلى يوم القيامة ] .

وأما ما استدل به القرطبي ، فالجواب عنه : أن حديث عبد الله بن عمرو قال فيه الحافظ بن حجر : [ رَفْع هذا لا يثبت ]

وحديث عمران بن حصين : [ لا أصل له ] .

وأما حديث : ( إن الشمس والقمر يُكسيان الضوء والنور ... ) إلخ ، فلم يذكر له القرطبي سندا ً ، وعلى فرض ثبوته ، فإن عودتهما إلى ما كانا عليه ليس فيه دليل على أن باب التوبة قد فُتح مرة أخرى .


وذكر الحافظ أنه وقف على نص فاصل في هذا النزاع ، وهو حديث عبد الله بن عمرو الذي ذكر فيه طلوع الشمس من المغرب وفيه : ( فمن يومئذ إلى يوم القيامة " يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ .. الآية .
الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2012, 06:45 PM   #108
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

الدابة

ظهور دابة الأرض في آخر الزمان علامة على قرب الساعة ثابت بالكتاب والسنة :

أدلة ظهورها :


أ - الأدلة من القرآن الكريم :

قال الله تعالى : " وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ " [ النمل : 82 ]

فهذه الآية الكريمة جاء فيها ذكر خروج الدابة ، وأن ذلك يكون عند فساد الناس ، وتركهم أوامر الله ، وتبديلهم الدين الحق ، يُخرج الله لهم دابة من الأرض ، فتكلم الناس على ذلك .

قال العلماء في معنى قوله تعالى : " وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ " ، أي : وجب الوعد عليهم ، لتماديهم في العصيان والفسوق والطغيان ، وإعراضهم عن آيات الله ، وتركهم تدبرها ، والنزول على حكمها ، وانتهائهم في المعاصي إلى ما لا ينجح معه فيهم موعظة ، ولا يصرفهم عن غيهم تذكرة ، يقول عز من قائل : فإذا صاروا كذلك ، أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ، أي : دابة تعقل وتنطق ، والدواب في العادة لا كلام لها ولا عقل ، ليعلم الناس أن ذلك آية من عند الله تعالى .

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( وقع القول يكون بموت العلماء ، وذهاب العلم ، ورفع القرآن ) .

ثم قال : ( أكثروا تلاوة القرآن قبل أن يرفع ) . قالوا : هذه المصاحف ترفع ، فكيف بما في صدور الرجال ؟! قال : ( يُسرى عليه ليلاً ، فيصبحون منه قفراً ، وينسون ( لا إله إلا الله ) ، ويقعون في قول الجاهلية وأشعارهم ، وذلك حين يقع القول عليهم )
الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2012, 06:47 PM   #109
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

الأدلة من السنة المطهرة على خروج الدابة


1- روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا ً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ً : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، ودابة الأرض ) .




2- وله عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا ً لم أنسه بعد ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن أول الآيات خروجا ً طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة على الناس ضحى ً ، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها ، فالأخرى على أثرها قريبا ً ) .


3- ومضى حديث حذيفة بن أسيد في ذكر أشراط الساعة الكبرى ، فذكر منها الدابة ، وفي رواية : ( دابة الأرض ) .


4- وروى الإمام أحمد عن أبي أُمامة رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تخرج الدابة ، فتسم الناس على خراطيمهم ، ثم يغمرون فيكم حتى يشتري الرجل البعير ، فيقول : ممن اشتريته ؟ فيقول من أحد المخطيين ) .


5- وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بادروا بالأعمال ستا ً ... ( وذكر منها : ) دابة الأرض )


6- وروى الإمام أحمد والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تخرج الدابة ومعها عصا موسى عليه السلام ، وخاتم سليمان عليه السلام ، فتخطم الكافر - قال عفان أحد رواة الحديث : أنف الكافر - بالخاتم ، وتجلو وجه المؤمن بالعصا ، حتى إن أهل الخوان ليجتمعون على خوانهم ، فيقول هذا : يا مؤمن ! ويقول هذا : يا كافر ) .




الخرطوم : الأنف ، وقيل مقدم الأنف .
يغمرون : يكثرون والغمرة الزحمة من الناس والماء .
تخطم الكافر : أي تسمه ، من : خطمت البعير إذا كويته خطما ً من الأنف إلى أحد خديه ، وتسمى تلك السمة الخطام ، ومعناه : أن تؤثر في أنفه سمة يُعرف بها .
تجلو وجه المؤمن : الجلى : انحسار مقدمة الشعر ، والمعنى تصقله وتبيضه .
الخوان : هو ما يوضع عليه الطعام عند الأكل .
الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2012, 06:49 PM   #110
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 54
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

من أي الدواب دابة الأرض ؟

اختلفت الأقوال في تعيين دابة الأرض ، وإليك بعض ما قاله العلماء في ذلك :

الأول : قال القرطبي : ( أول الأقوال أنها فصيل ناقة صالح ، وهو أصحها ، والله أعلم ) .

واستشهد لهذا القول بما رواه أبوداود الطيالسي عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة ... - فذكر الحديث وفيه : - ( لم يرعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام ) .

وموضع الشاهد قوله : ( ترغو ) ، والرغاء إنما هو للإبل ،وذلك ( أن الفصيل لما قُتِلت الناقة هرب ، فانفتح له حجر ، فدخل في جوفه ، ثم انطبق عليه ، فهو فيه حتى يخرج بإذن الله عز وجل ) .

ثم قال : ( لقد أحسن من قال :
واذكر خروج فَصِيلِ ناقة صالح ٍ * يَسِم الورى بالكفر والإيمان )

وترجيح القرطبي لهذا القول فيه نظر ، فإن الحديث الذي استند إليه في سنده رجل متروك .

وأيضا ً ، فإنه جاء في بعض كتب الحديث لفظ : ( تدنو ) و ( تربو ) ، بدل : ( ترغو ) ، كما في المستدرك للحاكم .

الثاني : أنها الجساسة المذكورة في حديث تميم الداري رضي الله عنه في قصة الدجال .

وهذا القول منسوب إلى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما

وليس في حديث تميم ما يدل على أن الجساسة هي الدابة التي تخرج آخر الزمان ، وإنما الذي جاء فيه أنه لقي دابة أهلب كثيرة الشعر ، فسألها : ما أنتِ ؟ قالت : أنا الجساسة .

وسُميت بالجساسة لأنها تجسُّ الأخبار للدجال .

وأيضا ً ، فما جاء في شأن الدابة التي نتحدث عنها من تعنيف الناس وتوبيخهم على كفرهم بآيات الله تعالى يُبين أنها غير الجساسة التي تنقل الأخبار للدجال ، والله أعلم .

الثالث : أنها الثعبان المشرف على جدار الكعبة التي اقتلعتها العقاب حين أرادت قريش بناء الكعبة .

وهذا القول نسبه القرطبي إلى ابن عباس رضي الله عنهما ، منقولا ً من كتاب النقاش ، ولم يذكر له مستندا ً في ذلك ، وذكره الشوكاني في تفسيره .

الرابع : أن الدابة إنسان متكلم يناظر أهل البدع والكفر ، ويجادلهم لينقطعوا ، فيهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حيّ عن بينة .

وهذا القول ذكره القرطبي ، ورده بأن الدابة لوكانت إنسانا ً يناظر المبتدعة ، لم تكن الدابة آية خارقة وعلامة من علامات الساعة العشر .

وأيضا ً فيه العدول عن تسمية هذا الإنسان المناظر الفاضل العالم الذي على أهل الأرض أن يسموه باسم الإنسان أو العالم أو الإمام إلى أن يسمى بالدابة ، وهذا خروج عن عادة الفصحاء ، وعن تعظيم العلماء .

الخامس : أن الدابة اسم جنس لكل ما يدب ، وليست حيوانا ً مشخّصا ً معينا ً يحوي العجائب والغرائب ، ولعل المراد بها تلك الجراثيم الخطيرة التي تفتك بالإنسان وجسمه وصحته ، فهي تجرح وتقتل ، ومن تجريحها وأذاها كلمات واعظة للناس لو كانت لهم قلوب تعقل ، فترجع بهم إلى الله ، وإلى دينه ، وتلزمهم الحجة ، ولسان الحال أبلغ من لسان المقال ، فإن من معاني التكليم التجريح .

وهذا القول هو ما ذهب إليه أبو عبية في تعليقه على ( النهاية / الفتن والملاحم ) لابن كثير ، وهو رأي بعيد عن الصواب ، وذلك لأمور :

أ - أن الجراثيم موجودة من قديم الزمان ، وكذلك الأمراض التي تفتك بالناس في أجسامهم ، وزروعهم ودوابهم ، والدابة التي هي من أشراط الساعة لم تظهر بعد .

ب - أن الجراثيم غالبا ً لا تُرى بالعين المجردة ، وأما الدابة ، فلم يقل أحد : إنها لا ترى ، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر من أحوالها ما يدل على رؤية الناس لها ، فذكر أن معها عصا موسى وخاتم سليمان عليهما السلام .. إلى غير ذلك مما سبق ذكره .

جـ - أن هذه الدابة تَسِم الناس على وجوههم بالكفر والإيمان ، فتجلو وجه المؤمن ، وتخطم أنف الكافر ، وأما الجراثيم فلا تفعل شيئا ً من ذلك .

د ـ الذي يظهر أن الذي دفعه لهذا القول هو ما ذُكر في صفة الدابة من الأقوال الكثيرة المختلفة ، ولكن قدرة الله أعظم ، وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب التسليم به .

وكذلك ن فأي مانع من حمل اللفظ على المعنى المتبادر ، ولا نلجأ إلى التجوُّز إلا إذا تعذرت الحقيقة ، لا سيما أن قوله هذا مخالف لأقوال المفسرين ، فإنهم ذكروا أن هذه الدابة مخالفة لما يعتاده البشر ، فهي من خوارق العادات ، كما أن طلوع الشمس من مغربها أمر خارق للعادة .

وقد جاء في الحديث أنهما يخرجان في وقت متقارب ، قال صلى الله عليه وسلم : ( أول الآيات خروجا ً طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة على الناس ضحى ، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا ً )

والذي يجب الإيمان به هو أن الله تعالى سيخرج للناس في آخر الزمان دابة من الأرض تكلمهم ، فيكون تكليمها آية لهم دالة على أنهم مستحقون للوعيد بتكذيبهم آيات الله ، فإذا خرجت الدابة ، فهم الناس ، وعلموا أنها الخارقة المنبئة باقتراب الساعة ، وقد كانوا قبل ذلك لا يؤمنون بآيات الله ، ولا يصدقون باليوم الموعود .

والذي يؤيد أن هذه الدابة تنطق وتخاطب الناس بكلام يسمعونه ويفهمونه هو أن جاء ذكرها في سورة النمل ، وهذه السورة فيها مشاهد وأحاديث بين طائفة من الحشرات والطير والجن وسليمان عليه السلام ، فجاء ذكر الدابة وتكليمها الناس متناسقا ً مع مشاهد السورة وجوها العام .

قال أحمد شاكر رحمه الله : [ والآية صريحة بالقول العربي أنها ( دابة ) ، ومعنى ( الدابة ) في لغة العرب معروف واضح ، لا يحتاج إلى تأويل ... ووردت أحاديث كثيرة في الصحاح وغيرها بخروج هذه ( الدابة ) الآية ، وأنها تخرج آخر الزمان ، ووردت آثار أخرى في صفتها لم تنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المبلِّغ عن ربه ، والمبين آيات كتابه ، فلا علينا أن ندعها ..

ولكن بعض أهل عصرنا ، من المنتسبين للإسلام ، الذين فشا فيهم المنكر من القول والباطل من الرأي ، الذين لا يريدون أن يؤمنوا بالغيب ، ولا يريدون إلا أن يقفوا عند حدود المادة التي رسمها لهم معلِّموهم وقدوتهم ، ملحدوا أوروبا الوثنيون الإباحيون ، المتحللون من كل خلق ودين ، هؤلاء لا يستطيعون أن يؤمنوا بما نؤمن به ، ولا يستطيعون أن ينكروا إنكارا ً صريحا ً ، فيجمجمون ، ويحاورون ، ويداورون ، ثم يتأولون ، فيخرجون بالكلام عن معناه الوضعي الصحيح للألفاظ في لغة الغرب ، يجعلونه أشبه بالرموز ، لما وقر في أنفسهم من الإنكار الذي يبطنون ] .

الجمجمة : هو أن لا يبين كلامه .

الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها