في رأيي أن الظلم لم يكن محصور فقط في العلاقات الأسرية بل هو أشمل من ذلك نظرا لنظرة المجتمع الذكورية
وأستأذنكـ(ن)ـم في استطراد خارج قليلا عن حدود الموضوع
الكل يقول أن المرأة فرد فعال في المجتمع ..لها حقوقها المكفولة .. لكن أين التطبيق
أضرب مثال بأصحاب الفكر والرأي في المجتمع .. فهم صناع القرار كما تعلمون
عندما أغلقت مكتبة الملك فهد الوطنية ،وكذا مركز الملك فيصل في الرياض لأجل التوسعة
أين ذهبن الطالبات؟! فلدينا شريحة ليست هينة ليغفلها المسؤولين
طالبات لديهن أبحاث تخرج وأخريات ملتحقات ببرامج الماجستير والدكتورة ..
قاسين أمور لا يعلم بها إلا الله
ماذا كان دور جامعة الملك سعود .. لم تترك لطالباتها إلا نصف يوم في الأسبوع للانتفاع بالمكتبة العامة وهو يوم الخميس من الساعة 8أو 9 وحتى أذان العصر
مع ملاحظة عدم توفير موظفات تصوير ..
وجامعة الإمام لم تعترف بعد بطالباتها .. فأوقعهن ذلك في حرج كبير مع دكاترتهن والمجالس العلمية التي سجلن فيها ..
وقولوا الأمر ذاته في معرض الكتاب الدولي .. لم يراعي المسؤولين خصوصية المرأة ولم يخصص لها ولو نصف يوم لزيارته بل على العكس خصص لرجال أيام ليست بالقليلة - وشر البلية ما يضحك -
شكوت وما الشكوى لمثلي عادة ... ولكن تفيض الكأس عند امتلائها
ألا ترون أن هذا ظلم في حق المرأة تشارك فيه جميع شرائح المجتمع .. ألا ترون أن التربية هي الأساس في حل كثير من قضايانا بما فيها النظرة القاصرة للمرأة
لا يعني من هذا أني أطالب بما يطالب به سفهاء الاحلام من أبناء جلدتنا من فتح جميع المجالات لها .. فهذا بلا مبالغة أعظم ظلم شهدته المرأة والبشرية في العصر الحالي
ولا أطالب أيضا باختلاطها مع الرجال ومزاحمتها لهم لتثبت كفاءتها .. فهذا لا يقول به عاقل
بل أعتقد أن الأيمان بها فعليا لا صوريا هو المنطلق الذي سيخرج مجتمعا محصنا يصعب زعزعة أركانه ..
يقول الشاعر العراقي جميل الزهاوي
إنما المرأة والمرء سواء في الجدارة ... علموا المرأة فالمرأة عنوان الحضارة
وردا للموضوع إلى نصابة ظلم المرأة يبتدأ من الأسرة .. وتعليم بعض البيوتات لاحترام العلاقات الأسرية وبخاصة العلاقة مع المرأة كأخت أو زوجة أو ما شابة .. تعليم مشوه حقا ( أضربها وأنت الرجال ) ( لا تردين على العيال ) ( الولد بالمدح والبنت مدري بأيش) أشياء عجيبة
إن كان من ظلم فإني أنسبه للبيوتات التي خرجت الرجال كما خرجت النساء .. وإن كان من ذنب فإن الجميع يتشارك فيه وحتى المرأة - ولتعذرنني - بحق أكره ضعف النساء كثيرا .. واستماتتهن في أرضاء أزواجهن والرضوخ لجميع مطالبهم وإن كانت ضدها
أتمنى أن تمتلك المظلومة يوما ما الشجاعة لتقول لا في وجه الأقارب قبل الأباعد وأن تعتق نفسها من نظرة المجتمع والرجل على حد سواء
فليس عليها أن تتحمل جرم أحد أو عذابه إن استثنينا الأب .. لجلالة شأنه ومكانته التي أنزله الله أياها .. وليس ذلك أيضا على إطلاقه
حشرة في النفس ليس إلا وجدت متنفسا في متصفحك...
ودمتـــ(ن)ــم ...