استشارات
طفلك ليس غيبا.. ولا جبانا.. لكنه يظن نفسه كذلك..
طفلك يتلكأ في الحديث عندما يتحدث مع أي شخص من الأقارب.. وطفلتك قد تهرب من دون أن ترد التحية.. وهناك طفل يشعرك أنه قليل الذكاء، أو شديد الخوف..
هذه بعض المشاعر السلبية التي تعتري الكثير من الأطفال، فكيف تساعدين طفلك أو طفلتك لتجاوزها؟.
هنا تجارب أمهات ونصائح خبراء ودليل مفيد.
تقول "منيرة. س"، إن طفلها البالغ من العمر 12 سنة، يظن نفسه غبياً، وغالباً ما تشعر بذلك من خلال تلميحاته لا تصريحاته، فهو يخجل أن يقول ما يفكر فيه عن نفسه، وهي تظن أن السبب هو علاماته المنخفضة في المدرسة، فمثلاً قال لها في إحدى المرات عندما طلبت منه أن يدرس لامتحان ما "ولماذا أتعب نفسي، فلن استطيع أن أكون متفوقاً ولو حاولت!".. وطبعاً هي تريد أن تساعده في الثقة بنفسه.
تقول الدكتورة تيري ابتر، اختصاصية نمو الطفل: "إن اهتمام الأم بالمشاعر السلبية التي يشعر بها طفلها حيال نفسه، أمر يساعده على أن يشعر بطريقة أفضل". وتنصح الأم في مثل هذه الحالة أن تطلب من الطفل أن يذكر لها بعض الأمور التي يحبها في نفسه، ليس مرة واحدة فقط، بل باستمرار، فبهذه الطريقة يشعر الطفل أن هناك الكثير من الأمور الإيجابية التي يجب أن يقدّرها في ذاته.
ومن الأمور التي تساعد على حل المشكلة أيضاً، أن تحاول الأم كشف السبب الذي يولّد في طفلها مثل هذه المشاعر السلبية، مثلاً أن تلعب معه لعبة تبادل الأدوار، بأن تكون هي "هُو" وهو "هي"، أي: دعيه يتكلم عن نفسه (بتوجيه الكلام لك)، ليقول لك بالضبط ماذا يشعر ولماذا؟، ولتكن أسئلتك غير مباشرة. وتؤكد الدكتورة ابتر أن هذه المشاعر السلبية قد تكون ناتجة عن شعوره بالغضب من شخص ما، حيث لا يستطيع التعبير عن ذلك الغضب، فيشعر أنه مستاء من نفسه. وفي أي حال من الأحوال، فإشعاره أنك مهتمة به وبمشاعره، أمر يساعده كثيراً على تجاوز المحنة.
طفلتي تشعر أنها معزولة
تقول "أم سماح"، إن طفلتها البالغة من العمر 7 سنوات، تشعر بأنها معزولة، وبأن الجميع يكرهها، ولا تدري ماذا تفعل لتقنعها بالعكس.
تؤكد اختصاصية تربية الطفل، لورا ديفيس، أن من بين الأسباب التي قد تجعل مثل هذه الطفلة تشعر بالعزلة، هو حساسيتها المفرطة أو سعيها وراء الكمال، فهي تنتقد ذاتها بقسوة، لذا غالباً ما تعتقد أن العالم المحيط بها ينتقدها بقسوة أيضاً، إلا أنه أحياناً قد يكون هذا أمراً طبيعياً، ضمن مراحل النمو التي يمر بها الطفل، حيث يكون أكثر قابلية للشعور بمشاعر الآخرين تجاهه، فعندما يبدأ بالنمو أحياناً، تهتز ثقته بنفسه نتيجة لمحاولة الوصول لأهداف قد تكون أكبر من سنه، فقد يشعر حينها أنه مكروه أو فاشل. وقد يتأثر أيضاً بتجارب معينة في المدرسة تهز ثقته بنفسه، خاصة مع اصدقائه، لذا من الضروري معرفة السبب الحقيقي لشعور الطفل بالعزلة ومن المهم معرفة محيطه الخارجي (خارج البيت)، لمحاولة تحديد السبب.
وتنصح الاختصاصية الأم قائلة: "حاولي الاصغاء لما تحاول أن تقوله، فأحياناً تكون ردة فعلنا تجاه ما يقوله الطفل قوية لدرجة أننا ننسى ما يقوله فعلاً، فعلى الأهل أن يدركوا أن الطفل لا يعرف بعد الطريقة الصحيحة للتعبير عن مشاعره. فمثلا عندما تحاول طفلتك أن تقول لك شيئاً، اسأليها أسئلة للحصول على معلومات أكثر.
ومن الأسئلة الذكية التي يمكن أن توجهيها، سؤالها عن حلول ممكنة لحالتها، فهذا السؤال يلقي الضوء كثيراً على أسباب المشكلة وطرق حلها".
طفلي يشعر بالحزن!
"أم عبد الله"، تقول إن طفلها البالغ من العمر 10 سنوات، حزين في أغلب الأوقات، وهي تتساءل عن السبب المحتمل وراء ذلك؟، فكيف يمكن لطفل ـ كما تقول ـ في مثل عمره، أن يشعر بالحزن؟.
أحد الأسباب التي قد تدفع الطفل بالشعور الدائم (وليس المؤقت)، بالحزن، وفقاً للدكتورة سينثيا فير، دكتورة طب الأطفال، هو الاكتئاب، وهي تؤكد أن هناك عدداً كبيراً من الأطفال والمراهقين مصابون بالاكتئاب، مع أن المجتمع عادة ما يرفض الاعتراف بذلك بحجة ألا سبب يدعو الطفل للإصابة بالاكتئاب. ويؤكد الخبراء أن هذه المشكلة بحاجة في أغلب الأحيان إلى مساعدة الاختصاصيين، ومؤكدين في الوقت ذاته أن هناك الكثير من الأسباب التي قد تدفع بالطفل إلى الإصابة بهذه الحالة مثل الخلافات المستمرة بين الوالدين، انشغال الأهل الدائم عن الطفل، فقدان شخص عزيز، طلاق الوالدين، وغير ذلك.
ومن بين إشارات الخطر التحذيرية التي قد تنبئك بوجود مثل هذه الحالة لدى الطفل: الحزن المستمر، فقدان الأمل والرغبة بأي شيء، التهيج، عزل النفس، الشعور بالذنب أو عدم الثقة بالنفس، النسيان وفقدان التركيز، انخفاض العلامات المدرسية، تغير في نمط النوم، أو تناول الطعام.. إلخ.
وأفضل طريقة لحل مشكلة الطفل، هي باستشارة اختصاصي في علم نفس الطفل، وتثقيف النفس والعمل مع الاختصاصي لتقليص المشكلة إلى أقصى حد.
شجّعيه على البوح بسرّه ولا تتركيه يعاني بصمت! الإضطهاد: مشكلة قد تودي بمستقبل طفلك
ربما تكون وراء شرود وقلق طفلك العائد من المدرسة حكاية حزينة يخجل من إخبارك بها، أو يخشى غضبك حين تعرفين أنه يتعرّض للتحرّش والإضطهاد من الآخرين... وأنه ضحية لبعض السلوكيات العدائية التي قد يمارسها الآخرون ضده، مسبّبين له أذى جسدياً أو نفسياً بشكل يؤثّر على حياته اليومية وتحصيله الدراسي، ويتسبّب في فتور حماسه وفقدانه الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، وربما أيضاً شعوره بالخوف من افتضاح أمره أمام أهله وخشيته من لومهم وتقريعهم أوسخريتهم منه! والإضطهاد بكل أنواعه هو تجربة قاسية تجعل الطفل يتألم ويعاني ويتعذّب بصمت.
وللحديث عن هذه الظاهرة المنتشرة في بلداننا العربية وفي كل أنحاء العالم، «سيدتي» حاورت الإختصاصية الإجتماعية البريطانية الدكتورة سوزن فارمر التي تعمل في جمعية (أنت لست وحدك) You are not alone التي ترعى شؤون الصغار ممن يتعرّضون للإضطهاد وتبحث عن الحلول لمشكلاتهم:
.
n هل يمكن أن نتعرّف على أنواع الإضطهاد التي قد يتعرّض إليها الصغير في المدرسة؟
ـ يأخذ الإضطهاد أوجهاً عديدةً، أحلاها مرّ وأبسطها يمكن أن يشعر الطفل بالتعاسة واليأس والشعور بالذنب، وأكثرها تعقيداً يمكن أن يقلب حياة الطفل إلى جحيم قد يدفعه إلى التفكير بالإنتحار للتخلّص من العذاب الذي يعيشه! ويمكن أن نجمل الإضطهاد بالممارسات التالية: السخرية من الطفل ووصفه بأسماء ونعوت غير مستحبّة، أو توريطه في مواقف صعبة ومشكلات لا علاقة له بها، أو إيذاؤه جسدياً سواء بالضرب والركل والعضّ والدفع وشدّ الشعر أو أخذ أشيائه الخاصّة بالقوة ومصادرتها أو إتلافها وتحطيمها، وسرقة نقوده والإستيلاء على مصروفه اليومي، أو إخافة أصدقائه وإجبارهم على الابتعاد عنه أو كتابة رسائل الإهانة والإستهزاء أو اتباع أساليب التهديد والتخويف.
معاناة بصمت!
n وكيف يعرف الأهل أن ابنهم يتعرّض للإضطهاد؟
ـ يكتم معظم الأطفال هذه الأمور عن أهلهم ويعانون بصمت، خوفاً من لوم الأهل أو خجلاً من الموقف الذي هم فيه والذي قد يفهم على أنه جبن أو تخاذل. ولكن، رغم هذا الكتمان الذي يلجأ إليه الطفل، إلا أن ثمة إشارات يمكن الإستدلال بها على تعرّضه للإضطهاد، وأولها رفضه الذهاب إلى المدرسة وتذرّعه بالمرض رغم أن جدول الدروس مثلاً يضمّ بعض الحصص التي يحبها مثل الرياضة أو الفن أو الموسيقى... أمّا الإشارات الأخرى فيمكن تلخيصها، بما يلي:
< ملاحظة بعض الجروح والكدمات على وجهه أو جسده أو التنبّه إلى ملابسه المجعّدة أو الممزّقة عند عودته من المدرسة إلى البيت.
< يطلب من الأهل شراء بعض الأشياء التي يبدو أنها قد سرقت منه أو اختفاء بعض النقود التي يأخذها يومياً كمصروف جيب.
< توقف الإتصالات الهاتفية من بعض الأصدقاء الذين كانوا يتصلون به بشكل مستمر وملاحظة عزلته عن الآخرين.
< إظهاره لبعض مشاعر العداء تجاه اخوته في البيت.
< تحوّله إلى إنسان مزاجي سريع الهيجان والغضب أو إلى إنسان
منعزل ومتقوقع.
< الشكوى من الأرق واضطراب النوم والقلق الليلي.
لماذا ابني دون غيره؟
n قد تسأل الأم عن سبب اضطهاد صغيرها دون غيره، وهل ثمة خلل في سلوكه أو شخصيته يدفع الآخرين للتحرّش به؟
ـ لا يعني الإضطهاد أن ثمة خللاً في شكل أو سلوك الطفل بالضرورة، وربما يكون العكس أحياناً، حيث يكون الشعور بالغيرة والحسد هما الدافع وراء اعتداء الآخرين على الصغير، لأنه جميل الشكل أو محبوب أو مجتهد أو موهوب أو يتحدّر من عائلة ميسورة، أو أن حظّه العاثر قد أوقعه في طريق أطفال سيئين وعدوانيين. ولكن، قد يكون الخلل أو الإختلاف في شكل وسلوك الطفل هو الدافع لاضطهاده في أحيان أخرى. ومن هذا الإختلاف:
< وزن الطفل، سواء كان بديناً أو شديد النحافة أو مفرطاً في الطول أو القصر أو مختلفاً في لون البشرة، أو مصاباً بالإعاقة أو التأتأة في الكلام أو يعاني من التخلّف أو بطء الفهم.
< المستوى المادي المتدنّي لعائلته وحرمانه من الملبس أو المأكل المقبول.
< إذا كان يلبس نظّارةً طبيةً أو سمّاعة أذن أو يستعمل عكازات المشي.
< إذا انقطع عن المدرسة لفترة طويلة بسبب المرض أو السفر، ولم يستطع التواصل مع طلاب صفّه.
n وما هو التأثير السلبي الذي تتركه هذه الممارسات على نفسية الطفل؟
ـ للإضطهاد تأثير سلبي آني ومستقبلي على نفسية الطفل وعلى صحته بشكل عام، وقد يمتنع الطفل البدين عن الأكل ويعزف عن الطعام ما يوقعه فريسة لأمراض فقر الدم وسوء التغذية في محاولة لإنقاص وزنه وإسكات من يسخرون منه! وقد يشعر الطفل بالمرارة والتعاسة والإكتئاب أو بالوحدة والعزلة، حين يبتعد عنه الأصدقاء خوفاً من تعرضهم للإضطهاد أيضاً أو بسبب التهديدات التي تجبرهم على ترك صديقهم. وقد يتحوّل ما يلاقيه الطفل في النهار الى كوابيس تقضّ مضجعه في الليل أو إلى هواجس ومخاوف وعدم ثقة بالنفس واحتقار للذات وشعور بالمهانة قد يلازمه حتى بعد أن يكبر وينضج، وهذا ما يكون له تأثير كبير على مستقبله وعلى رؤيته للعالم الذي يحيطه وعلى طريقة تعامله مع الآخرين. إن الإضطهاد هو عذاب يتحمّله كثير من الأطفال بصمت، وهذا ما يزيد من معاناتهم!
تشجيع على البوح
وما هو الحل لهذه المشكلات التي تواجه الصغار؟
ـ قبل إيجاد الحلول، على الأهل أن يشجّعوا الطفل أولاً على البوح بما يعاني منه، وإذا كان غير راغب في التحدّث مع الأم أو الأب خوفاً من لومهما أو تقريعهما، يمكن أن يفتح قلبه لصديق أو لأحد الأقارب. وإذا خجل من الكلام، يمكن أن يستعيض عنه بالكتابة. بعدها، تبدأ العائلة بوضع استراتيجية مناسبة وآلية للتحرّك لحل هذه المشكلة، بعد أن تجد الإجابة على بعض الأسئلة المتعلّقة بنوع الاضطهاد والتحرّش ومكان حدوثه وكم مرّ عليه من الوقت ومن هو المتحرّش. وأول التعليمات التي ننصح بها الطفل هو عدم اللجوء إلى الإنتقام أو أخذ حقّه بيده ،لأن هذا سيوقعه في مشكلات أكثر تعقيداً وأن لا ندفعه لذلك بوصفنا له بـ «الجبان» و«المتخاذل»، بل ندخل الطمأنينة إلى قلبه ونؤكّد له أن من يضطهده ليس شجاعاً وبطلاً، وإنما فاشل وسيئ الأخلاق! ويكون من المناسب أن نلحق الطفل بدورات لتعلّم رياضة «الجودو» وفنون القتال، كي نعيد له الثقة بقوته ونشجعه على حماية نفسه. بعدها، نطلب من الطفل أن يكون مع الجماعة دائماً كي لا يستفرد به أحد، خصوصاً في ساحة اللعب في المدرسة أو في طريق العودة إلى البيت، وكي يكون هؤلاء شهوداً، إذا ما احتاج الأمر. وعلى الطفل أن يختلي بالمعلّم إذا كان يريد أن يخبره عمّن يضطهده وأن لا يفعل هذا أمام الآخرين، لأن هذا قد يعرّضه إلى الإنتقام وإلى مزيد من المتاعب. والأهم أن نعلّم الطفل كيف يضبط انفعالاته وأن لا يظهر أي ردّ فعل غاضب على من يطلق عليه الصفات غير المستحبّة وأن يظهر عدم الإكتراث، وهذه هي الوصفة السحرية لإيقافهم عند حدّهم، لأن المتحرّش يعمل على آلية الضغط على الزر الذي يؤذي ويؤلم، وإذا لم يجد ضالته فإنه يتوقف. وعلينا أن نعالج أيضاً الوحدة والعزلة التي قد يجد فيها الطفل نفسه، بسبب تفرّق الأصدقاء وخوفهـم مـن مصـاحـبـته، لئلا يطالهم الإضطهاد أيضاً! وهنا، نشجع الطفل على مواجهة الأصدقاء والإستفسار عن سبب ابتعادهم عنه وتذكيرهم بأن الصديق وقت الضيق، وأنه بحاجة إليهم وإلى مساندتهم. وعلى الطفل هنا، أن يتعرّف على أكبر عدد من الأصدقاء وأن يبادر إلى مصاحبتهم كي يضمن بقاء بعضهم إلى جانبه. وأخيراً، إذا وجدت العائلة أن هذه الحلول غير فعّالة لمعالجة المشكلة وأن الطفل لا يزال يعاني من الإضطهاد، يأتي هنا دور المدرسة كي تتخذ الإجراءات اللازمة.
رد الفعل السريع
n وكيف تتعامل المدرسة مع أطراف المشكلة؟
ـ إن اسوأ ما يمكن أن يفعله الأهل هو الغضب والهيجان وردّ الفعل السريع والذهاب الى المدرسة طالبين من الإدارة أن تفعل شيئاً بدون إبطاء، وهذا ما يوقعهم بمشكلات إضافية، عندما ترفض المدرسة مثل هذا السلوك. وربما يصل الأمر إلى مدى غير محمود! وعلى الأهل أن يكونوا واقعيين، ويتذكّروا بأنهم لم يعرفوا ما كان يحصل لطفلهم إلا منذ ساعات، وأن المدرسة غير ملامة اذا كانت لا تعرف بالأمر أيضاً، وأن المعلّم لا يقرأ أفكار الطفل كي يعرف أنه يعاني... لذا، على الأهل أن يعطوا المدرسة الوقت الكافي كي تدرس المشكلة من كل جوانبها، وتتعامل معها بهدوء وروية. وفي بعض الأحيان، ينظر الأهل للأمر بمنظار غير واقعي، وينتظرون من المدرسة أن تطرد الطفل الذي آذى صغيرهم بدون تردّد، ناسين أن لهذا الطفل والدين وله حقوق أيضاً، وعلى المدرسة أن تسمع منه وتستقصي الحقائق كي تلمّ بالأمر من كل جوانبه. وعموماً، لا يختلف اثنان على أن اضطهاد الطفل هو أمر محزن وشديد الوطأة على الأهل، لكن المدرسة هي التي تحدّد العقوبة على الطفل الذي أساء السلوك، بعد أن تستمع إلى الشهود وإلى مراقبي الساحة والعاملين في المطعم ومراقبي باص المدرسة والمعلمين. وإذا ثبت الأمر، فإن المدرسة تأخذ تعهداً من الطفل المذنب، وبحضور أهله، بعدم تكرار الأمر. ويمكن أن تحرمه من الرحلات المدرسية أو النشاطات اللاصفية أو تمنعه من الخروج من الصف أثناء الفرص ما بين الدروس. واذا كرّر العدوان والسخرية والإضطهاد، فإن المدرسة ربما تعمد الى طرده بشكل مؤقت أو دائم.
n ماذا لو كان المعلم هو الذي يضطهد الطفل؟
ـ لا شك أن المعلم يؤدّي دوراً تربوياً وتعليمياً لا يستهان به، ويعيش تحت ضغوط العمل والاجهاد الجسدي والنفسي، ويحاول أن يتعامل مع الأطفال بطريقة عادلة ومحايدة.لذا، على الأهل أن لا يصدّقوا كل ما يقوله الطفل حول اضطهاد المعلّم له، وعليهم أن ينظروا الى ما وراء هذه الشكوى: هل أحسن الطفل التصرّف داخل الصف؟ وهل هو أمين في نقل ما قام به المعلّم؟ وهل هو المعلّم الوحيد الذي يشكو منه الطفل؟ وهل ما قاله للطفل كان على سبيل المزاح أو الجد؟ وعلى الأهل أن يحصلوا على إجابات مقنعة لهذه التساؤلات... وإذا كان المعلّم قد وبّخ الطفل لأنه لم يقم بواجبه المدرسي مثلاً، وان الطفل يشكو من صعوبة الدرس، يمكن للأهل أن يتّصلوا بالمعلّم ويشرحوا له الأمر ويحلّوا المشكلة. وعموماً، إن أي لقاء ودّي مع المعلّم يمكن أن يكون فاتحة خير لحل أي ملابسات وإشكالات. ومن الأفضل عدم القفز الى غرفة المدير قبل المرور بالمعلّم، لأن هذا يعقّد المشكلة ويوتّر العلاقة بين الطفل والمعلّم، خصوصاً أن الطفل سيقضي سنوات طويلة في المدرسة والأفضل إيجاد أفضل السبل للتعاون ما بين المعلّم والأهل.
كيف تصلين إلى الحقيقة؟
يمكن أن تستدرجي طفلك للحديث عن الإضطهاد الذي يعاني منه عن طريق هذه الأسئلة، التي توصلك إلى ما تريدين بشكل غير مباشر وتعينك على قطع الشك باليقين: ماذا فعلت في المدرسة هذا اليوم؟ هل قمت بأشياء تحبّها؟ هل قمت بأشياء لا تحبّها؟ مع من لعبت؟ هل تحب الذهاب إلى المدرسة غداً؟ ماذا لعبت أثناء الفرصة؟
هل كانت الألعاب مسلية؟ هل تفضّل أن تلعب مع أصدقاء آخرين؟ كيف هم أصدقاؤك؟ ولعل السؤال الأخير هو المفتاح الذي يوصلك إلى ما تريدين، خصوصاً أن من يضطهد الطفل قد يكون من أصدقائه القدامى الذين انقلبوا عليه!
استشارات
مضادات الليكوترينز
@ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... ابني عمره الآن 10سنوات وهو مصاب بالربو منذ ان كان عمره سنتين وتتكرر عليه ازمات الربو كثيرا خاصة في فصل الشتاء مما يجعله يحتاج إلى جرعات من الكورتيزون وقد لاحظت ان علاج الكورتيزون قد اثر على نموه حيث يبدو اقصر من اخوانه الاصغر منه كما ان وزنه قد ازداد بشكل كبير.. هل الاثار الجانبية التي ظهرت معه نتيجة العلاج ممكن ان تختفي وماهي اسباب مرض الربو عموما.. وما رأيكم الحل لعلاج ازمات الربو المتكررة دون استخدام هذا العلاج أو أي أدوية لها اثار جانبية سيئة؟
- الربو عند الأطفال أصبح أكثر انتشارا وهو أشيع مرض مزمن في الأطفال، وتترواح اعراضه بين الطفيفة إلى الشديدة والتي قد قد يحتاج فيها الطفل إلى دخوله غرفة العناية المركزة احيانا ويتسبب هذا المرض اضافة إلى مضاعفاته المرضية في اعاقة المريض عن ممارسة حياته بشكل طبيعي وكثرة غيابه عن المدرسة في حالة عدم الاهتمام بعلاجه بشكل صحيح والمتابعة المستمرة لحالة الطفل... ولحسن الحظ فان علاج الربو باقل الاعراض متوفر ويمكن السيطرة على المرض بشكل كامل. الأطفال الذين يعانون من الربو لديهم حساسية مفرطة في الجهاز المناعي يجعل الطرق التنفسية ملتهبة عندما تتعرض للمواد الحساسة مثل الادخنة، بعض انواع العطور، نزلات البرد، الهواء البارد أو أي التهاب للجهاز التنفسي كما ان هناك بعض العوامل التي تساعد على ظهور الربو عند بعض الأطفال مثل السمنة، وجود قصة مرضية للربو في العائلة، وعند الأطفال الذين ولدو خدج.. اما من ناحية العلاج فهو ينقسم إلى قسمين الأدوية التي تعالج الحالة الحادة للربو ومن اهمها الأدوية الموسعة للشعب الهوائية مثل علاج الفنتولين حيث يفضل تناوله عن طريق البخار ويمكن ان يؤخذ على فترات متقاربة أو على جرعات متتالية حتى تحسن حالة المريض...
أما فيما يتعلق بالأدوية التي تخفف من حجم التفاعل الذي احدثته مناعة الطفل ضد الشعب الهوائية والحد من التفاعلات الالتهابية فان الكورتيزون من اهم الأدوية المستخدمة في ذلك المجال ويمكن استعمال ذلك العلاج على هيئة حقن أو حبوب أو بخار أو بخاخ.. لاشك ان علاج الكورتيزون المزمن عن طريق الحقن أو عن طريق الفم يحمل بعض الاضرار الجانبية لذلك العلاج ولكن تخف تلك الاعراض الجانبية إلى درجة كبيرة جدا عند استعماله عن طريق البخاخ أو البخار.. اضافة إلى ذلك فانه يوجد بعض البخاخات والتي تحوي موسعات للشعب الهوائية طويلة الامد حيث يمكن للطفل تلقي الجرعة مرة أو مرتين يوميا فقط مضافا اليها بعض مركبات الكورتيزون والتي تعطي وقاية من الازمات التالية.
ويتوفر مركبات مضادات الليكوترينز وهي عبارة عن اقراض قابلة للمضغ تعطي مرة واحدة يوميا وقد تساعد عمل الكورتيزون في تخفيض عدد مرات ازمات الربو لدى الطفل حيث يتم الاستغناء عن الكورتيزون أو على الاقل تخفيض الجرعات التي يتلقاها الطفل. كما يلزم الاهل التحقق من العوامل التي تثير حالة الربو عند الطفل وتجنيبه كل ماهو من شأنه ان يثير الازمة لديه. ولا شك ان زوال المؤثر يؤدي إلى تلاشي الاعراض الجانبية التي سببها العلاج بالكورتيزون.
فتق اربي
@ طفلي عمره سنة وتسعة أشهر قد لاحظت عليه انتفاخا بالخصية اليمنى منذ أكثر من شهر علما بان ذلك التورم يختفي عندما يكون الطفل مستلقيا والتبول عنده والاخراج يتم بشكل طبيعي..؟
- التورم بالخصية له أسباب عديدة ولكن من خلال وصفك لحالة الطفل يبدو أنه يعاني من فتق اربي حيث ينزل جزء من محتوى البطن من الامعاء إلى كيس الصفن المغلف للخصية وكون الانتفاخ يختفي عند استلقاء الطفل على ظهره فهذا يطمئن إلى أن الامعاء لم يحصل لها اختناق ويدعم ذلك عدم وجود اعراض للامساك أو الترجيع وظهور الانتفاخ عند وقوف الطفل أو عند البكاء هو بسبب ازدياد الضغط داخل تجويف البطن مما يدفع بجزء من محتواه إلى الكيس المحيط بالخصية وننصحك بمراجعة طبيب جراحة الأطفال لتقييم الحالة وعلاجها.
التهابات مسالك بولية
@ ابنتي عمرها 5سنوات تشتكي من ألم بالبطن عند التبول مع ارتفاع في درجة الحرارة وعند مراجعة الطبيب افاد أنها تعاني من التهاب بالكلى وصرف لها العلاج لمدة عشرة ايام وعند استكماله تحسنت نوعا ما ولكن عاودتها الاعراض مرض أخرى ومنذ سنتين والى الآن وهي تشتكي من تلك الأعراض من وقت لآخر بماذا تنصحوننا؟
- التهاب المسالك البولية من الأمراض الشائعة واعراضها واضحة ولكن عمل زراعة لعينة البول مهمة قبل البدء في العلاج لتحديد الميكروب المسبب وعمل الاشعة الصوتية للبطن وقد تحتاج عمل فحوصات اضافية لاستبعاد ارتجاع البول، فارتجاع البول للكلية من الحالب هو من اهم الأسباب لحدوث التهابات المسالك البولية المتكررة كما ان عمل بعض الاشعات الخاصة والتي تبين تركيب الكلية واستبعاد الندبات التي قد تكون تكونت على الكلية يسبب الالتهابات المتكررة وايضا تقييم وظيفة الكلية هي من الفحوصات الضرورية واثناء ذلك يعطى المريض العلاج المناسب كعلاج وقائي كما ان المتابعة مع الطبيب المعالج واعادة فحوصات زراعة البول هي من أهم الارشادات التي يجب على المريض اتباعها.
.................................................. ..................
نجد في كثير من بيوتنا العربية حرص الأمهات والآباء على رؤية أنفسهم في أطفالهم سواء من الناحية الشكلية أو من الناحية السلوكية، كما أن كثيرين منهم يجدون صعوبة شديدة في تربية أطفالهم إذا كانت شخصياتهم مختلفة عنهم.
وقد يحاول أحد الأبوين دفع طفله المختلف عنه لأن يتبع نفس طريقته فالطبيب يسعى لأن يكون ابنه طبيباً والمهندس يتمنى من ابنه أن يصبح مهندسا بل وقد يجبره على ذلك، لكن هذا ليس حلا، فمن الضروري تقبل أطفالنا بشخصياتهم كما هي، لأننا لو لم نفعل ذلك سيعانون، حيث يؤكد الخبراء على أننا نولد بصفات سلوكية معينة مثلما نولد بصفات عضوية وشكلية معينة.
عزيزي المربي.. هل سألت نفسك يوما ما هو طموح ابنك؟
أو ما هي ميوله ورغباته؟ هل حاولت يوما أن تمسك بيده وتساعده على الصعود إلى أول درجة ليصبح ناجحاً ومبدعاً في حياته؟
فإليك هذا اللقاء الذي قامت به مجلة ولدي مع أم لطفلة مبدعة من نادي عالمي الممتع حيث قامت هذه الطفلة الصغيرة بتأليف العديد من القصص وأضافت لقصصها الرسومات التي ميزتها حتى عن المؤلفات الصغيرات.
من هي؟
فاطمة الزيادي وتبلغ من العمر تسع سنوات وهي فتاة هادئة، جميلة ومبدعة، حيث إنها تحب كتابة وقراءة القصص المتنوعة بشكل يفوق تفكير فتاة بعمرها، فشجعتها أمها ووفرت لها السبل لتنمية هذه الموهبة، فهي ترى فيها المؤلفة الصغيرة، لذا أمسكت بيدها لتساعدها على الصعود إلى أول درجة لتكون قائدة ناجحة في حياتها.
حب مبكر للقراءة
تبدأ أم فاطمة قائلة: لقد بدأت ابنتي القراءة في سن مبكرة من عمرها وكانت كثيرة التمعن في الصور التي ترافق القصص وعندما طلبت منها كتابة قصة من نسج خيالها تفاجأت بأنها كانت ترفق الكلام بالرسومات وتستعين بالصور التي تمتلكها عندما يصعب عليها رسم أي شخصية.
نادي عالمي الممتع
وعندما سألناها: هل حاولت أن تساعدي فاطمة على متابعة هذه المسيرة؟ فأجابت: نعم فأنا دائماً أشجعها وألقبها بالمؤلفة الصغيرة مما يرفع من معنوياتها ويقويها، وقد ألحقت ابنتي في الصيف بنادي عالمي الممتع حيث تقضي فيه معظم وقتها مع رفاقها ومعلماتها، وتواظب على القراءة والكتابة، حيث يحتوي على مكتبة كبيرة فيها مختلف الموضوعات مما شجعها على قراءة الكتب وتطوير أفكارها، بالإضافة إلى قسم اللغة العربية الذي يزيد من مهاراتها في النحو والتعبير.
فأنا لن أجبر ابنتي على الدخول في أي مجال يعجبني، لأنها إن لم تحبه فسيؤدي إلى فشلها.
نتائج النادي
استفادت ابنتي من النادي كثيراً حيث شجعتها مدرستها على قراءة القصص لصديقاتها مما أدى إلى زيادة ثقتها بنفسها، كما أنها اكتسبت صداقات عدة مما جعلها فتاة اجتماعية، وبالإضافة إلى كل هذا قرأت الكثير من الكتب العلمية والأدبية والروايات والقصص وغيرها، ولم تكتفي بالقراءة داخل المكتبة، وإنما كانت تستعير بعض الكتب لتقرأها وقت فراغها في منزلها مما جعلها تملك كمية كبيرة من المعلومات والأفكار.
القصص التي ألفتها فاطمة
ألفت فاطمة قصصاً عدة من خيالها، ومنها (الصداقة، الكلبة الوفية، غالية والحيوانات، خالدة والحصان)، وقالت أتمنى أن يكون لي في المستقبل كتاب يجمع جميع قصصي ويكتب عليه تأليف فاطمة الزيادي، وهذا إن دل فإنه يدل على شغفها بالكتابة والطموح العالي لطفلة في مثل سنها.
وأما فاطمة الخضر فتقول: كنت دائماً أحب عمل المطبخ والحلويات لي الوقت لتعلمين ولكن كانت فرحتي كبيرة عندما سجلتني أمي بنادي عالمي الممتع حيث أن كل يوم أتعلم صنع نوع جديد من أنواع الحلوى الشهية.
وأنت أيضاً عزيزي المربي أبحث عن الطرق التي تساعد ابنك في تنمية ما يحب وأعطيه الاهتمام لذلك ولا تدع اشغالك تلهيك عنه.
بعدها وتقول أم أحمد كنت دائماً أتمنى من الله أن يحفظ ابني سوراً من القرآن الكريم وهو في سن مبكر ووجدت أن أفضل طريقة مساعدته على ذلك هي إيجاد المعلم المناسب له فأشركته بنادي مما جعل ابني الآن يحفظ.
منقول..............
...............................................
القيادة الناجحة
وأما أم فيصل وهي أم لثلاثة أولاد ترى أنه لكي يصبح الطفل قائداً ناجحاً في المستقبل لابد أن يتمتع بسمات القيادة ويملك مفاتيحها وهي الثقة بالنفس والحوار مع الآخرين والعمل الجماعي والاستعداد لذلك منذ الصغر وعدم الأنانية وتقدير الكبار والاهتمام بالآخر، وأن يشعر الطفل بأن هناك احتراما لرأيه، وإجابة على تساؤلاته، وأن ننمي لديه التفكير الناقد ويكون لديه القدرة على جمع المعلومات والاختيار بين البدائل.
دور الآباء
ويشاركنا أبو محمد برأيه قائلاً إن الطفل يحتاج لكي ينمو سويا واثقا بنفسه مقدرا لذاته إيجابياً في حياته إلى أب واثق بنفسه، يعرف كيف يتعامل مع المشاكل التي تواجهه دون تضخم أو تقليل من شأنها، قادر على التحكم في أعصابه وانفعالاته، يزن الأمور بعقلانية ويتخذ القرارات المناسبة بعد دراسة الموضوعات جيدا، ويتحمل بعد ذلك نتائجها.. فإذا لم يكن الأب على هذه الصورة فإن أطفاله سيكونون مثله مترددين سلبيين.. غير واثقين بأنفسهم وبقدراتهم وأنصح الآباء الذين يتصفون بالسلبية بضرورة تعلم كيفية التعامل مع المواقف التي تواجههم في حياتهم عن طريق بعض التدريبات التي تساعدهم على الاسترخاء وسرعة البت في القرارات.. فالأب يجب أن يكون إيجابياً لكي يطمئن أطفاله إلى أنهم يستطيعون الاعتماد عليه عند مواجهتهم لأي مشكلة.
وأنت أيضاً عزيزتي الأم لديك دور كبير يجب أن تنميه على أكمل وجه في تربية أولادك.. فهل فكرت أن تعدي طفلك لمنصب قيادي مستقبلاً؟ يجب ألا تتخلي عن تلك الفكرة وضعي في اعتبارك أن أطفال اليوم هم رجال الغد ووزراء ورؤساء المستقبل.
أعد طفلك ليكون قائدا
وفي هذا الصدد يقول الدكتور "حامد زهران" أستاذ الصحة النفسية بعين شمس " إن نمو الطفل وقدرته على القيادة عبارة عن منظومة متكاملة من النمو الجسماني الناتج عن الاهتمام بالصحة، والنمو العقلي كالذكاء والابتكار وحسن التصرف والقدرة على اتخاذ القرار والحكمة في التعامل، والنمو الانفعالي من خلال الاتزان والهدوء والإرادة والثقة بالنفس أما النمو الاجتماعي فيشمل الذكاء الاجتماعي في التعامل مع الآخرين والتعاون وحسن المعاملة والفكاهة والمرح والقدرة على العطاء.
ويضيف: هذا بالإضافة للنمو الفسيولوجي والخلقي والحركي؛ فالطفل في بدايته يتعرف على ذاته والآخرين من حوله، ويحدث بينه وبينهم تفاعل؛ فيقوم بدور القائد والتابع في الوقت ذاته وكل منا أيضاً كذلك " فالطفل تابع لأسرته قائد لأصدقائه".
لذا عليك عزيزتي الأم أن تكتشفي ميول طفلك بنفسك، ودعي تطلعاتك والتخطيط لمستقبل طفلك دائماً، وابحثي فيما قد يبدع فيه طفلك ويميزه عن الآخرين.
طفل هذا العصر
وقد تتساءلين كيف لي أن أفهم ميول واتجاهات طفلي في عصر طغت عليه أفلام الكارتون والألعاب الإلكترونية؟
تقول الدكتورة جيهان العمران أستاذة علم النفس بجامعة البحرين: إن الطفل بدأ يفقد براءته في العصر المعلوماتي الحالي الذي تسيطر عليه الثقافة الإلكترونية دون قيود أو حدود لتنسل بخبث إلى عالمه البريء، وتفرض عليه النضج المبكر، ليصبح رجلاً صغيراً قبل أوانه، فطفل هذا العصر لم يعد يرى بعينه إلا شاشة التلفزيون أو الفيديو بدلاً من أشكال الزهور والحيوانات والنباتات، ولا يسمع بأذنيه سوى الموسيقى الصاخبة بدلاً من أصوات الطبيعة الهادئة، ولا يلمس بيديه إلا لوحة مفاتيح الكمبيوتر بدلاً من اللعب بالرمل والماء التي نعدها من هدايا الطبيعة المجانية لتنمية الإبداع، لذا فنحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة النظر في أساليب تربية الطفل.
طريقة لتنمية ميول طفلك
وإليك عزيزي المربي طريقة سهلة لاكتشاف ميول طفلك وتنميتها في الخطوات التالية:
1- مراقبة الطفل من حيث طريقة كلامه وسلوكه في البيت.
2- محاولة الإجابة على جميع الأسئلة التي يطرحها الطفل ببساطة وسهولة.
3- عدم نهره على أسئلته.
4- محاولة توفير الأدوات التي تساعده على إظهار ميوله كتوفير أدوات الرسم – إذا كان يحب الرسم- أو توفير ملابس التمثيل إذا كان يحب هذا الفن.
5- إشراكه في نادٍ يساعده على تنمية مواهبه وميوله.
6- محاولة عرضه من فترة إلى أخرى على أحد المتخصصين في علم الأطفال لكي يساعده بشكل أكثر على تنمية اتجاهاته.
لا تركز على الأشياء التي لا تحبها في طفلك ولكن ركز على مهاراته وقدراته المتميزة.
شجع لديه هذه القدرات وامدحه عليها كثيراً.
وأخيراً فإن كل طفل بداخله الكثير من الاختلافات، فقد تكون لديه نقاط قوة ونقاط ضعف، وقد يجيد شيئاً ولا يجيد آخر، مثله مثل كل البشر.. فعلينا مساعدته لتنمية قدراته.