|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إشراقات
بعيـداً عن الفتاوى اللي تخص شهر رمضان ..
الاعجاز العددي بالقرآن كثير ماتناقلته المنتديات مثال الاعجاز بالرقم7 والاعجاز برقم 17
والشي وضده من تشابهه عدد ذكره بالقرآن وغيرها من المواضيع .. فما رايكم ياشيخ .؟
|
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن الله عز وجل أنزل كتابه نوراً وهدى للناس..
وقد أعجز فصحاء العرب وبلغاءهم على أن يأتوا بمثله أو بسسورة مثله أو من مثله ..
قال تعالى: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ}
وقال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}
وقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
وقال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من الأنبياء نبي إلا أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة)) متفق عليه
ومن صور إعجاز القرآن حسن تأليفه وفصاحته وبلاغته، وما فيه من صنوف المعاني والبيان ..
وأما ما يتعلق بالأعداد فلم يكن عند أهل العلم من القرون السابقة وخاصة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نراه اليوم من التكلف فيما يسمى بالإعجاز العددي وما يقوم به أصحابه من التدليس والقفز والتنحية والادعاء والكذب ..
إن ما ورد عن أهل العلم السابقين هو من باب الملح والنوادر ونظرة تأملية عابرة ..
ونجد عند ذوي التكلف يعدون الحرف المشدد حرفين وأحيانا حرفاً واحداً ليوافق ما يهوونه من تقريرات واستنباطات مزعومة ..
كذلك ما ولج فيه كثير من المتكلفين من ادعاء معرفة المغيبات بالأعداد وهذا من الكذب والكفر ..
وأقبح منه ما زعمه البهائية في العدد 19 والذي زعموا أنه معجز عظيم الإعجاز وزعموا أن العدد 19 يثبت به صحة كتاب الله أنه من عند الله! إلا آخر آيتين من سورة التوبة!!
فوقعوا في الكفر مرتين!
المرة الأولى: حيث ظنوا أن القرآن محتاج إلى رقم 19 لإثبات صحته، وهل يشك عاقل في ثبوت القرآن وتواتره؟!!!
والمرة الثانية: حيث أنكروا آيتين من كتاب الله بناء على العدد19!!! وهذا كفر مبين..
وكذلك ما يقوم به المتكلفون من جمع أعداد لفظ (الجنة) الواردة في القرآن أو (النار) ، أو الآيات المتشابهة أو الابتداء والختام لإثبات أمر أو نفيه!
وكان قديماً قبل نحو خمسة عشر عاماً قد أطلعني شاب مصري على بحث له يستدل على الآيات والسياقات المتشابهة في القرآن لإثبات أن الذبيح هو إسحاق كما يقوله اليهود! وليس هو إسماعيل كما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وكما عليه أكثر الصحابة رضي الله عنهم وكما عليه المحققون من أهل العلم ..
فلذلك يجب الحذر من هذا المسلك الباطل، والمزلق الخطير الذي قد يوقع صاحبه في الكفر والبدعة والخرافة بما يظن ان القرآن يدل عليه ..
وكتاب الله ينزه عن الأوهام والظنون والخيالات الفاسدة التي يسلكها من يسير في طريقة الإعجاز العددي ..
والله أسأل أن يحفظ المسلمين من كيد اعدائهم، وأن يكفي المسلمين شر كل ذي شر ..
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد