وعالِم سبب في الهزيمه..!!
وهم علماء السوء ....
وهم نذير شؤم على الأمة والبشرية جمعاء ..
قال تعالى عن أمثالهم (وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وماهو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وماهو من عند الله ويحلفون على الكذب وهم يعلمون )
وقال تعالى: { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون }
وقال تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيينه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون )
وقد ذم الله تعالى الأمم السابقة حين اتبعوا علماء السوء فقال تعالى(إتخذوا احبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) فعن عدى بن حاتم -رضى الله عنه- انه سمع النبى -صلى الله عليه وسلم - يقراْ هذه الايه "اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله " فقلت له انا لسنا نعبدهم (وقد كان نصرانيا قبل الاسلام). قال : اْليس يحرمون ما احل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه ؟ فقلت: بلى. قال :فتلك عبادتهم".
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه" ويدخل في ذلك العلماء والأفراد إلا من رحم الله ..
..وإذا خان العلماء ما آتاهم الله تعالى من أمانة وعلم سقطوا من عين الله وخلقة..
قال تعالى (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين* ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون )
ُذكر في تفسير ابن كثير في هذه الآية أن المقصود بها هو عالم من علماء الشريعة كان في زمن موسى أو يوشع بن نون عليهم السلام . فلما غزا المؤمنين المشركين في بابل وفلسطين خاف ملكهم ودعى هذا العالم واسمه ( بلعام ) ..فأعطاه العطايا وأقطعه الإقطاعات .. وطلب منه أن يقف في صفه ضد المؤمنين ..فوافق ورضي لنفسه مثل السوء وهو يعلم أن الله وملائكته مع المؤمنين .. فلما علم أن لاأحد يستطيع أن يهزم جيش المؤمنين لأن الملائكة تقاتل معهم ..أشار على الملك بأن هذا الجيش مسافر وهم بعيدون عن أهلهم وزوجاتهم فلو ارسلتم إليهم الفتيات ليبيعوا لهم الطعام ومن ثم يتقربون ليوقعوهم في الزنا فيذهب عنهم تأيد الله ..فكان ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
وقد قال الله تعالى في أمثال علماء السوء ( كمثل الحمار يحمل أسفارا ) ..
فقد نجد أن الرجل يحفظ القرآن وكتب الاحاديث الصحاح وغيرها ويعلم كيفية استخراج الأحكام بمعرفة علم الاصول واللغة والمصطلح والعلل والناسخ والمنسوخ وعلم الرجال والسير والتاريخ وغيرها مما يتطلبه استخراج احكام الشريعة والفتوى ولكنه لا يعبد الله تعالى..!! فقد يكون ممن يعبد هواه كما قال تعالى (أرأيت من إتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً ) أو قد يكون ممن يعبد البشر فيكون همه إرضاء وزير أو أمير اوقبيلة وليس إرضاء الله تعالى ..قال سبحانه (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواءٍ بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضاً أربابً من دون الله) وقد بوّب الامام محمد بن عبدالوهاب في كتاب التوحيد ذلك فقال: (باب : {من الشرك} طاعة الامراء والعلماء في تحريم ماأحل الله وتحليل ما حرم الله)..
.. أو قد يكون ممن يعبد الدرهم والدينار فالحلال والحرام عنده حيث مادار الدرهم والدينار وقد قال صلى الله عليه وسلم (تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم ) أو قد يكون ممن يعبد الشهوة أو المنصب أو الجاه أو ممن قال عنهم صلى الله عليه وسلم ( يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل ) ..فهؤلاء الذين لم ينفعهم حفظ الآيات ولم يستنيروا بنور الوحي بل تركوه وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون قال تعالى عنهم (فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث) وقال تعالى(كمثل الحمار يحمل أسفارا)
..فتجد الواحد منهم لا يستحي وهو في العقد الثامن أو التاسع من عمره أن يفتي بحوار وإخاء الأديان وهذا القول يعلمه أطفال المسلمين قبل كبارهم والنساء في البوادي أنه ناقض من نواقض لا إله إلا الله (فكيف نآخي من يكفرون بالقرآن ويُكِذبّون محمد صلى الله عليه وسلم ويقولون عن عيسى عليه السلام أنه ولد زنى )..ألا يعلم أن الله تعالى قال فيهم ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ) وأن الله تعالى قال (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون) وقال تعالى(إن تمسسّكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم مصيبة يفرحوا بها) وقال تعالى (وإذا لقوكم قالوا آمنّا وإذا خلو عظوّا عليكم الأنامل من الغيظ ) وقال تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
إذن فلنحفظ هذه القاعدة جيدا :
- علماء ربانيون استضاءوا بنور الوحيين ومعين الرسالة علماً وعملاً فهم منارات الهدى ومصابيح الدجى للبشرية جمعاء ..
- علماء سوء لم يزيدهم حفظ الآيات والحجج إلا ضلالا على ضلالهم فهم نذير شؤم على أمتهم والبشرية بل وحتى الجمادت..قال تعالى في أمثالهم لما جائهم العذاب (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين)
وفي الأثر (أن القبور اشتكت إلى الله من نتن رائحة الكفار، فأوحى الله إليها أن بطون علماء السوء أشد نتناً من رائحتك)
ومن رحمة الله تعالى بعباده أنه يفضح هؤلاء للأمة بأحداث ووقائع لا لبس فيها ولاريب.. يعرفها الصغير قبل الكبير ..فإذا رأيتم أو سمعتم عن عالم ديدنه معصية الله بالفواحش أو بتحليل ما حرم الله أو بالطعن في المجاهدين مثل ( بلعام )والوقوف ضدهم (وهذه من أعظم صفاتهم) أو يرقص في الحفلات أو يدعوا لتقارب وإخاء الأديان وغيرها .. فإن لدينا قاعدة بيّنها لنا عمر رضي الله عنه حيث قال: ( إنّ أناساً كانوا يُؤخذون في عهد رسول الله بالوحي وإنّ الوحي قد انقطع,فمن أظهر لنا خيراً أحببناه وقربناه ,ومن أظهر شرّاً أبعدناه وأبغضناه)
..ويستخدم أعداء الأسلام هؤلاء العلماء في حربهم على الأمة كما حدث في زمن موسى عليه السلام ..فكلما أراد الأحرار من أبناء الأمة وأصحاب الهمم الأبيّة نفض الغبار الذي تغشانا ورفع الضيم والعار الذي نزل بنا ..أغرقوهم بالفتاوى التخديرية.. وعقدوا على نواصيهم ثلاثا عليكم ليل طويل فارقدوا...
وما يكون لهؤلاء بمشيئة الله أن يصدوا أمّة حرة أبيّة عن مرادها وقد لاح في الأفق فجر عزها ومجدها وبشائر نصرها..
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون )
.................................................. .................................
- إضافاتكم وملاحظاتكم مهمة وشكرا...