~ بسم الله الرحمن الرحيم ~
قال ابن عباس: المزاح بما يحسن مباح، وقد مزح رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقل إلا حقاً(1).
قال الخليل بن أحمد: الناس في سجن ما لم يمازحوا.
مزح الشعبي يوماً، فقيل له: يا أبا عمرو أفتمزح؟ قال: إن لم يكن هذا متنا من الغم، فداء داخل، وهواء خارج.
كان محمد بن سيرين يداعب ويضحك حتى يسيل لعابه، فإذا أردته على شيء من دينه كانت الثريا أقرب إليك من ذلك.
كان يقال: لكل شيء بدء، وبدء العداوة المزاح.
قال سعيد بن العاص: لا تمازح الشريف فيحقد، ولا الدنيء فيجترئ عليك(2).
قال أبو هفان:
مازح صديقك ما أحب مزاحا،،، وتوق منه في المزاح جماحا
فلربما مزح الصديق بمزحة،،، كانت لباب عداوة مفتاحا
وقال ابن وكيع:
لا تمزحن فإن مزحت فلا يكن مزحاً تضاف به إلى سوء الأدب،، واحذر ممازحة تعود عداوة إن المزاح على مقدمة الغضب(3).
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من كثر ضحكه استخف به وذهب بهاؤه.
قال أبو موسى بن الحسن بن عبد الصمد بن علي بن المعتصم:
الكبر ذل والتواضع رفعة والمزح والضحك الكثير سقوط
والحرص ذل والقناعة عزة واليأس من صنع الإله قنوط .
وقال آخر:
فإياك إياك المزاح فإنه يجرّي عليك الطفل والدنس النذلا
ويذهب ماء الوجه بعد بهائه ويورثه من بعد عزته ذلاً(4)
وسأل رجلٌ عمر بن قيس عن الحصاة يجدها الإنسان في ثوبه أو خفه أو جبهته من حصى المسجد، فقال: «ارم بها»، قال الرجل: زعموا أنها تصيح حتى تردَّ إلى المسجد، فقال: دعها تصيح حتى ينشق حلقها، فقال الرجل: سبحان الله! ولها حَلْقٌ؟ قال: فمن أين تصيح؟(5).
وعن أيوب قال: سمعتُ رجلاً قال لعكرمة: فلان قذفني في النوم، قال: اضرب ظِلَّهُ ثمانين(6).
وعن الأعمش قال: أتى رجلٌ الشعبي، فقال: ما اسم امرأة إبليس؟ قال: ذاك عُرْسٌ ما شهدته(7).
وجاء رجلٌ إلى أبي حنيفة فقال له: إذا نزعتُ ثيابي، ودخلتُ النهر أغتسل؛ فإلى القبلة أتوجَّه أم إلى غيرها؟، فقال له: الأفضل أن يكون وجهك إلى جهة ثيابك لئلا تسرق(8).
منقول
([1]) بهجة المجالس (2/567).
([2]) بهجة المجالس (2/569).
([3]) بهجة المجالس (2/570).
([4]) بهجة المجالس (2/571).
([5]) العقد الفريد (2/19).
([6]) سير أعلام النبلاء (5/19).
([7]) سير أعلام النبلاء (4/312).
([8]) المرح في المزاح (ص 43).