[align=center]د. المحرج يرد على د. ابن دهيش
هل يكذب التاريخ؟
في مقال سابق له ردّ د. أحمد المزيد على مقال (من أعلام أسرة آل دهيش) لحمود المزيني الذي نسب فيه دهيش مرات للعم دهيش بن عبدالله الشمري بن مؤسس المجمعة عام 820هـ وقد رد د. المزيد عليه بردود منها: ما أجمعت عليه كتب التاريخ والأنساب من انقطاع آل دهيش بن عبدالله الشمري، وممن نص على ذلك ابن لعبون والمؤرخ ابن عيسى في موضعين من تاريخه ووافقهم حمد الجاسر في (جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد), لم يخالفهم أحد من المؤرخين، وهذا هو المتواتر عند أهل المجمعة وعند أسر آل عبدالله الشمري.
كما لا يوجد في أي كتاب من كتب التاريخ والأنساب في نجد نسبة دهيش مرات لأسرة دهيش بن عبدالله الشمري.
هذا وقد طالعتنا جريدة الجزيرة في عددها الصادر (13093) يوم الأحد 2-8- 1429هـ بمقالة مطولة للأستاذ الدكتور عبداللطيف بن عبدالله بن دهيش يرد فيها على د. المزيد غير أنه لم يستطع أن ينقض إجماع كتب التاريخ والأنساب على انقطاع آل دهيش بن عبدالله الشمري، ولم يستدل على انتسابه وأسرته دهيش مرات لأسرة دهيش بن عبدالله الشمري لا بتواتر ولا باستفاضة عند الأسرة المنتسب لها ولا بصك إرث ولا بأملاك ولا بوثيقة قديمة ثابتة تدل على هذا الانتساب ولا حتى بنقل من كتب التاريخ والأنساب.
ولما لم يستطع الرد على أقوال مؤرخي الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة في نصهم على انقطاع ذرية دهيش الشمري ونصهم على قتلهم عام 1098هـ التي قتل أغلبهم فيها وكان آخر ذكر لهم في كتب التاريخ عام 1137هـ نقول لما لم يستطع ذلك كله راح أ. د. عبداللطيف يصب جام غضبه على مؤرخي الدولة السعودية فبتر كلام المؤرخ ابن منقور (ت 1125هـ) وتقوَّل على ابن لعبون (ت 1260هـ) ما لم يقله وشكك في قوله الفاخري (ت 1277هـ) وكذَب وجهَّل المؤرخ إبراهيم بن صالح بن عيسى (ت 1343هـ) الذي كلفه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بكتابة ذيل على تاريخ ابن بشر وتقوَّل على المؤرخ ابن بسام (ت 1346هـ).
وإنني حينئذ أسأل أ. د. عبداللطيف بن دهيش: إذا انتقصنا من مؤرخينا، فمن أين نأخذ تاريخ وطننا المملكة العربية السعودية؟!
وسنجمل الرد عليه في ثلاث نقاط:
أولاً: الرد على ما استدل به لإثبات انتسابه لدهيش الشمري المنحصرة في ثلاثة كتب مصدرها أخيه د. عبدالملك بن عبدالله بن دهيش:
1 - نقله عن الكتاب الذي ترجم فيه د. عبدالملك بن دهيش لوالده ولنفسه وسماه (نسب آل دهيش مع تراجم لبعض المعاصرين منهم).
2 - وترجمة والده الشيخ عبدالله بن دهيش التي كتبها د. عبدالملك لمحمد بن عثمان القاضي المعاصر مؤلف كتاب (روضة الناظرين) وأوردها بنصها حيث قال القاضي في روضة الناظرين: (يقول ابنه فضيلة الشيخ عبدالملك في ترجمته لأبيه التي وافاني بها أن مواطن أسرته آل دهيش مدينة المجمعة، وأنهم ينتمون إلى شمر وقد انتقلوا من المجمعة إلى حرمة ثم إلى مرات) إذن هذا كلام د. عبدالملك وليس كلام القاضي.
3 - وقد نقل عبدالعزيز الحقيل في كتابه (المجمعة وحرمة) نص ترجمة عبدالله بن دهيش الموجودة في روضة الناظرين والتي سبق الرد عليها.
أما استدلاله بمقالة راشد الغفيلي في جريدة الجزيرة فليس فيها نسبة دهيش مرات لدهش الشمري، وإنا لنعجب من أستاذ دكتور في التاريخ يستدل على إثبات نسبه بمقالة معاصرة ليس فيها ما يدل على ذلك الانتساب.
وأما استدلاله بكتاب تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق للسام: فقد تقوَّل أ. د. عبداللطيف بن دهيش على الشيخ عبدالله البسام فذكر عنه أنه يقول في تحفة المشتاق ما نصه: (عندما قام حمد بن علي بن سيف بقتل أفراد آل دهيش وثار على القاتل ثلة منهم وتغلبوا عليهم ورحلوا إلى حرمة من المجمعة ثم إلى مرات عام 1194هـ).
فيرد عليه: بأن هذا افتراء وتزوير واختلاق من أ. د. عبداللطيف بن دهيش على الشيخ البسام ولا وجود لهذا النص في كتاب (تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق) للبسام وانظر أحداث عام 1098هـ في تحفة المشتاق ص (141 - 142)، وأحداث عام 1194هـ في ص (220 - 223).
ولما كان انتسابه في الأصل ادعاءً باطلاً فلا غرابة أن يحوي استدلالات باطلة لا أساس لها من الصحة!.
وأما استدلاله بكتاب المنتخب ذكر أنساب قبائل العرب للمغيري (ت 1364هـ) فقد ذكر دهيش مرات عرضا فقال: وعاون الجبري هذا آل دهيش ص (267) ومع ذلك لم ينسبهم لدهيش الشمري مع أن كتابه من كتب الأنساب، والمغيري من أهل مرات وذو معرفة بأنساب أهل مرات وهذا هو الذكر الوحيد لدهيش مرات في كتب التاريخ والأنساب.
الرد على كتاب (نسب آل دهيش مع تراجم لبعض معاصرينا منهم للدكتور عبدالملك بن دهيش:
لمّا كان هذا الكتاب هو المرجع الأساس في دعوى انتساب دهيش مرات للعم دهيش الشمري وهو ما يؤكده د. عبداللطيف في مقالته (فيه الكثير من التفصيل وتأكيد أنساب أسرة آل دهيش إلى جدهم عبدالله الشمري) سأقسم الرد إلى قمسين:
أولاً: ردود عامة على كتاب نسب آل دهيش:
1 - حداثة ادعاء أسرة دهيش مرات انتسابهم لدهيش بن عبدالله الشمري:
أ - أن الأستاذ الدكتور عبداللطيف بن دهيش في مقالته هذه المنشورة عام 1429هـ، يُعد أول من رد على من نصوا على انقطاع ذرية آل دهيش بن عبدالله الشمري، وهم:
- ابن لعبون (ت 1260هـ) أي رد عليه بعد وفاته بـ169 عاماً.
- وابن عيسى (ت 1343هـ) أي بعد وفاته بـ86 عاماً.
ب - إن تأليف عبدالملك بن دهيش لكتابه نسب آل دهيش كان عام 1406هـ أي بعد وفاة والده رحمه الله، ومما يؤكد ما أورده عبدالملك عن والده الشيخ عبدالله في نسب آل دهيش ص (74) من نفيه لانتساب عبدالمحسن الدهيش من أهل الزبير لأسرته ولم يقبل منه تشابه الأسماء، ومع ذلك لم يذكر الشيخ عبدالله بن دهيش انتساب أسرته لدهيش بن عبدالله الشمري.
ج - مرور أكثر من قرنين ونصف على انقطاع آل دهيش بن عبدالله الشمري، وطوال هذه الفترة لم يُعرف لأسرة دهيش مرات في المجمعة أي ذكرٍ، خصوصاً في الاحتفالات التي تُقام بمناسبة زيارة ملوك وأمراء آل سعود للمجمعة، والتي لا تبقى أسرة في داخل المجمعة أو خارجها إلا وتتشرف بالمشاركة في هذه الاحتفالات، ولم نسمع لأسرة دهيش مرات أي ذكر في ذلك.
د - وأن خبر انتسابهم لدهيش الشمري، لم ينتشر إلا بعد أن بدأوا بترميم مسجد حويزة (يحيى بن دهيش الشمري في بلدة المجمعة).
2 - دهيش مرات موطنهم مرات، وأملاكهم ووثائقهم المذكورة في كتاب نسب آل دهيش تدل على ذلك.
ولم نجد في كتاب الدكتور عبدالملك بن دهيش الذي ادعى فيه الانتساب لدهيش بن عبدالله الشمري أي دليل على هذه النسبة، لا من تواتر، ولا صك إرث، ولا وثائق، ولا أملاك، ولا نقل من كتب التاريخ والأنساب، ولا الموطن كذلك، فهم من (مرات) وآل دهيش الشمري من المجمعة، ولا يعد تشابه الأسماء مبرراً للانتساب.
3 - أجمعت أسر آل عبدالله الشمري، وهم: (آل سويد، وآل سيف، وآل مزيد، وآل محرج، وآل حمادا وآل جبر، وآل فايز، وآل مفيز، وآل مجحد) على أن ذرية عمهم دهيش بن عبدالله الشمري قد انقطعوا ولم يبق منهم أحد، كما أجمعوا على نفي انتساب دهيش مرات إلى آل عبدالله الشمري في وثيقة وقعت عليها جميع أسر آل عبدالله الشمري.
ثانياً: بعض الردود التفصيلة على كتاب نسب آل دهيش:
الكتاب من صفحة 10-13 ينقل ما ذكره المؤرخون عن آل دهيش بن عبدالله الشمري وهذا لا يخص دهيش مرات وليس له علاقة بهم.
ومن صفحة 15-17 يذكر أخبار دهيش مرات.
ومن صفحة 17 نهاية الكتاب، يترجم لوالده ولنفسه ولإخوانه.
ص 13: قال د. عبدالملك بن دهيش: (واستمروا على هذا الصلح يتقاسمون مصالح البلد حتى عام 1098هـ حيث ذكر الفاخري في كتابه (الأخبار النجدية) أنه في هذا العام تغلب آل سيف على بني عمهم آل دهيش بعد قتال دام زمن علي بن سليمان بن دهيش، وزمن محمد بن علي بن سيف، وزمن حمد بن علي بن سيف الذي كانت الغلبة لآل سيف في زمنه).
قبل الرد على ما قاله عبدالملك ننقل ما ذكره الفاخري، قال رحمه الله في أحداث عام 1098هـ: (وفيها قتل حمد بن عبدالله في حوطة سدير، وتولى القعيسا، ثم حمد بن علي رئيس المجمعة، وقتل آل دهيش، وآل دهيش بن عبدالله الشمري من رؤساء بلدة المجمعة، ينازعون بني عمهم آل سيف بن عبدالله الشمري الرئاسة، ثم علي بن سليمان ومحمد بن علي(1)، فنجد الفاخري نص على قتلة آل دهيش، وليس كما ذكر د. عبدالملك، وكذلك لم ينسب علي بن سليمان لدهيش ولا محمد بن علي لسيف.
فهذه النسبة باطلة لا أصل لها ابتدعها د. عبدالملك بن دهيش، ولم يسبق إليها أحد من المؤرخين إذ لا وجود لها في أي كتاب من كتب تاريخ وأنساب الجزيرة العربية، لا ابن منقور ولا ابن لعبون ولا الفاخري ولا غيرهم.
بل نجد (ابن منقور) المتوفى عام 1125هـ في حوطة سدير، المعاصر لهذه الأحداث، يقول: (قتل حمد بن علي راعي المجمعة، ثم آل دهيش في المجمعة بعده، ثم علي بن سليمان بعدهم، ثم علي بن محمد عندنا).
وهدف د. عبدالملك بن دهيش من هذه النسبة الباطلة أن يسلسل شجرة نسب دهيش مرات ليوصلهم لدهيش بن عبدالله الشمري، وهذا ما فعله في ص (65) فقال في ذكر شجرة أسرته: (علي بن سليمان بن دهيش بن عبدالله الشمري) وهذا تسلسل باطل كما سبق.
وكذلك نسبته محمد بن علي لسيف الشمري نسبة باطلة لا أصل لها، فأبناء علي بن سيف هم حمد وعثمان كما نص ابن لعبون فقال في تاريخه: (وأما علي بن سيف فهو أبو حمد بن علي المشهور وعثمان) وليس من أبنائه محمد.
ص 14: قال د. عبدالملك بن دهيش: (وبقي آل دهيش في بلدة حرمة لدى أصهارهم آل مدلج في مناوشات وقتال مع أبناء عمهم آل سيف حتى سنة 1194هـ حيث أتى جيش أهل العارض في عهده الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود وضبطوا المجمعة وأخذوا حمد بن عثمان بن حمد بن علي آل سيف، وذهبوا به إلى الدرعية، وارتحل آل دهيش إلى مرات، حيث لم يجدوا بداً بعد طول هذه الحروب من الرحيل من المجمعة وحرمة إلى مكان آخر يجدون فيه الطمأنينة والاستقرار، فارتحلوا إلى مرات واستقروا بها).
وهذا القول غير صحيح، لأن المجمعة دخلت في الدولة السعودية الأولى عام 1191هـ وليس عام 1194هـ، كما ذكر د. عبدالملك بن دهيش، (انظر تاريخ ابن بشر 1-125 وتاريخ ابن غنام ص 148)، ونسأل د. عبدالملك: مع من كان يتقاتل آل دهيش حتى عام 1194هـ؟!.
ونسأل كذلك: لماذا يرتحلون لمرات طلباً للطمأنينة والاستقرار، ولا يذهبون للمجمعة بلدهم التي كانت تعيش أمناً واستقراراً في عهد الدولة السعودية الأولى من عام 1191هـ لم تعشه من قرون؟!
ثم إن قتلة آل دهيش كانت عام 1098هـ كما نص على ذلك ابن منقور وابن لعبون والفاخري، والتي قُتل فيها أغلب آل دهيش بن عبدالله الشمري، وآخر حرب بين آل سيف وآل دهيش ومعهم أهل حرمة كانت عام 1137هـ كما في تحفة المشتاق للبسام (ص 178) وهذا آخر ذكر لذرية دهيش بن عبدالله الشمري في كتاب التاريخ، وكذلك فهم قد انقطعوا كما هو متواتر عند أهل المجمعة، ونص عليه ابن لعبون وابن عيسى ووافقهم حمد الجاسر.
ص 65: شجرة النسب الثانية:
وذكر فيها (دخيل الله بن دهيش بن عبدالله بن دهيش بن علي بن سليمان بن دهيش بن عبدالله الشمري).
ونلاحظ هنا:
1 - أن أعلى الشجرة دهيش بن عبدالله الشمري، جدنا المذكور في كتاب التاريخ الذي يدعي دهيش مرات الانتساب إليه.
2 - إما نسبة علي بن سليمان لدهيش بن عبدالله الشمري، فنسبة باطلة، لم يذكرها إلا د. عبدالملك، كما سبق بيانه.
3 - أما عبدالله بن دهيش فهو ووالده دهيش، لا وجود لهما، فلا ذكر لهما لا في كتب التاريخ والأنساب ولا الوثائق التي أوردها عبدالملك في كتابه.
4 - أما دخيل الله بن دهيش فما أورده عبدالملك من وثائق في مرات تدل على ثبوته، وأنه أعلى اسم ثابت لأسرة دهيش مرات. ولكن لا يثبت له نسب لدهيش بن عبدالله الشمري.
وبذلك يتضح أن كتاب نسب أسرة آل دهيش لا يوجد فيه ما يدل على بقاء أحد من ذرية آل دهيش بن عبدالله الشمري، ولا على صحة انتساب دهيش مرات له، لا من تواتر ولا صك إرث، ولا وثائق، ولا ذكر في كتب التاريخ والأنساب.
ثانياً: انتقاص أ. د. عبداللطيف بن دهيش من مؤرخي الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة وتقوله عليهم:
1- بتره لقول المؤرخ ابن منقور (ت 1125هـ):
يقول أ. د. عبداللطيف في مقالته: (يقول المؤرخ أحمد بن منقور: (وقتل حمد بن علي راعي المجمعة، ثم آل دهيش في المجمعة) وهنا لم يقل قتل آل دهيش، بل قال كان القتل لشخص بعينه وهو حمد بن علي).
ويرد عليه: بأنه بَتَرَ ولم يكمل قول ابن منقور حيث قال: (ثم آل دهيش في المجمعة بعده) (ص51) فإضافة كلمة (بعده) التي بترها. عبداللطيف ترد على تحريفه لمعنى كلام ابن منقور.
فهل هذا البتر لقول صاحب أقدم كتاب مطبوع في تاريخ نجد من الأمانة العلمية؟!
2- تقوُلُهُ على ابن لعبون (ت 1260هـ).
قال أ. د. عبداللطيف بن دهيش: (إن ابن لعبون يقول عن الأسر التي انقرضت: (انقرضت)... أما آل دهيش فقد قال: (انقطعوا)، مما يفيد أن هناك فرقاً في معنى العبارتين).
ويرد عليه: بأن هذا تقول على ابن لعبون؛ ذلك أن ابن لعبون لم يفرق ولم يصرح بأن ذلك منهجه، ثم إنه لا يخفى على كل ذي علم بالعربية أن (انقرضوا) و(انقطعوا) بمعنى واحد.
وابن لعبون من أفضل المؤرخين للمجمعة وحرمة؛ لأنه منها وقد نص على من بقي ممن خرج من آل عبدالله الشمري من المجمعة فقال (99-101): (أما حمد فهو أبو سويد، وذريته في الشقة المعروفة من قرى القصيم).
ثم ذكر إبراهيم بن سيف وولده عبدالله وحفيده إبراهيم فقال: (وله عقب في المدينة المنورة) كما أنه من آل مدلج أصهار وأنساب آل دهيش بن عبدالله الشمري.
3- التشكيك في قول المؤرخ الفاخري (ت 1277هـ):
قال أ. د. عبداللطيف: (وقال المؤرخ الفاخري: (وقتل حمد بن علي راعي المجمعة، وقتل آل دهيش...)، وهذا نقل عن ابن منقور، ولكنه زاد عليه (وقتل آل دهيش)، فمن أين جاء بكلمة (قتل)؟)
ويرد عليه: بأن قول د. عبداللطيف بن دهيش (ولكنه زاد عليه (وقتل آل دهيش) فمن أين جاء بكلمة (قتل) تشكيك في المؤرخ الفاخري والجواب يعلمه د. عبداللطيف فالفاخري نقلها عن ابن منقور وعن ابن لعبون في تاريخه المطبوع ضمن خزانة التواريخ النجدية (1-136).
4- تكذيبه وتجهيله للشيخ المؤرخ إبراهيم بن صالح بن عيسى (ت1343هـ):
قال المؤرخ ابن عيسى: (سألت أهل المجمعة عن عبدالله الشمري الذي بنى المجمعة وعمرها وغرسها، فقالوا: من الويبار، من عبدة، من شمر، وأخبروني أن له ثلاثة أولاد: دهيش وسيف وحمد، وأن آل دهيش بن عبدالله الشمري انقطعوا ما يعلمون منهم اليوم أحدا) (ج1-ص115-358).
وقد علق الكاتب عبداللطيف على قول ابن عيسى قائلاً: (يظهر من ذلك سؤاله لنفر من أهل المجمعة دون غيرهم من بلدان أخرى.. ويظهر أن الذين سألهم هم أبناء عمومتهم من ذرية عبدالله الشمري الذين سبق أن أسهموا في قتالهم).
ويرد عليه: بأن هذا تكذيب وتجهيل للمؤرخ ابن عيسى وأنه غير صادق في قوله سألت أهل المجمعة.
ثم استطرد يقول عن ابن عيسى: (إن المؤرخ ابن عيسى ذكر في بعض المسائل التاريخية مجموعة من الأخبار التي تثبت عدم تثبته من حقيقة ما يرويه).
ويرد عليه: بأن هذا اتهام للمؤرخ ابن عيسى بعدم تثبته فيما يكتبه، واتهام له بالجهل والغفلة؛ لأنه نص على انقطاع آل دهيش بن عبدالله الشمري، وما كان يظن أنه سيأتي أستاذ دكتور في التاريخ في جامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية يكذب ويجهل الشيخ المؤرخ ابن عيسى الذي حظي بثقة مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - طيب الله ثراه -، فكلفه بكتابة ذيل على تاريخ ابن بشر، طبع بعنوان (عقد الدرر فيما وقع في نجد من الحوادث في أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر)، فمن أَمِنَه مؤسس المملكة العربية السعودية على كتابة تاريخ دولة، أفلا نأمنُه على ما كتبه عن أسرة من آلاف الأسر في المملكة العربية السعودية.
ورحم الله الشيخ عبدالله البسّام حين بيّن مكانة المؤرخ الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى قائلاً: (لا أعرف أحداً من علماء نجد خدم تاريخ نجد مثله وتعب في تقييد أخباره وتسجيل حوادثه وضبط أنسابه حتى عُد - بلا مراء - مرجعاً فيه) (علماء نجد 1- 326-327).
5- تقوُلهُ على المؤرخ عبدالله بن محمد البسّام (ت1346هـ) صاحب كتاب (تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق) وقد سبق بيان افتراء أ. د. عبداللطيف بن دهيش على البسام والرد عليه.
6- إخفاؤه لمنهج الشيخ حمد الجاسر:
فقد قال أ. د. عبداللطيف بن دهيش: (إن الشيخ حمد الجاسر رحمه الله نقل قول ابن لعبون عند تطرقه إلى ذرية عبدالله الشمري، ولم يعلق على ذلك لا بأنهم موجودون ولا بأنهم منقرضون، من هنا فإنه لا دليل يؤخذ منه بهذا الشأن).
ويرد عليه: بأنه أخفى منهج حمد الجاسر في كتابه (جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد) الذي ذكره د. المزيد في مقاله السابق ولم يستطع د. عبداللطيف ذكره فضلاً عن أن يرد عليه، قال د. المزيد: (وقد نقل علامة الجزيرة حمد الجاسر في كتابه (جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد) قول ابن لعبون السابق، موافقاً له (1-389)، ولذلك نجده قد ترجم للأسر التي نسبها ابن لعبون للجد عبدالله الشمري مؤسس المجمعة وهي آل سيف (1-386) وآل مزيد (2-756) وآل محرج (2- 724)، وآل حمادا (1-159)، وآل جبر (1-90) وآل فايز (2-369) وآل مفيز (2- 796) وآل مجحد (2-721) وآل سويد (1-359) ولم يذكر آل دهيش بن عبدالله الشمري؛ لأنهم عنده قد انقطعوا وليسوا من الأسر الباقية في نجد قبل القرن الرابع عشر الهجري.
قال حمد الجاسر في مقدمة كتابه: (إنني عَنيت بالأسر المتحضرة ممن كانت مستوطنة في الحضر قبل القرن الرابع عشر الهجري) (1-4).
وقد كانت مجلة العرب تفتح أبوابها للقراء والمهتمين للتعليق والإضافة على كتاب (جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد) ولم نجد أحداً من دهيش مرات لا عبدالملك ولا عبداللطيف المعاصرين لحمد الجاسر كتب مضيفاً أو مستدركاً.
ثالثاً: اتهام وتقول أ. د. عبداللطيف بن دهيش على د. أحمد المزيد:
1- تقوله على د. أحمد المزيد:
قال أ. د. عبداللطيف بن دهيش: (إن استشهاد د. أحمد المزيد على أن آل دهيش لم يبق منهم أحد استناداً إلى ما قاله ابن منقور والفاخري فهو قول مردود).
ويرد عليه: هذا تقول على د. المزيد فقد قال في مقالته: (الوقفة الأولى: إن آل دهيش بن عبدالله الشمري قد انقطعوا كما هو الثابت في كتب التاريخ والأنساب ونذكر منها) ثم ذكر قول ابن لعبون وقول ابن عيسى، وموافقة حمد الجاسر لهما.
أما ما نقله د. المزيد عن ابن منقور والفاخري في نصهم على قتلة آل دهيش الشمري، فقد ذكر في معرض رده على كتاب نسب أسرة آل دهيش الذي جمعه وأعده د. عبدالملك بن دهيش.
2- بتره لكلام الدكتور المزيد:
قال أ. د. عبداللطيف: (أما قوله بعدم ذكر آل دهيش في الكتب التي قال الكاتب أحمد المزيد أنها بين يديه، فنحن نرد عليه أن يذكر تلك الكتب).
يرد عليه: أن أ. د. عبداللطيف بن دهيش بتر كلام د. المزيد حيث قال: (بين يدي الآن كتب التاريخ والأنساب في نجد، ولا يوجد في كتاب منها نسبة آل دهيش مرات إلى أسرة دهيش بن عبدالله الشمري).
فكلام د. المزيد جاء معمماً لكتب تاريخ وأنساب نجد، مما لا يحتاج لذكر اسم كتاب، وبَتَر د. عبداللطيف كلام د. المزيد لأنه لم يستطع مواجهة هذا التحدي ولم يذكر كتاباً واحداً فيه ذكر لانتساب دهيش مرات لدهيش الشمري.
3- اتهامه د. المزيد بالغضب عن عمل الخير:
قال أ. د. عبداللطيف بن دهيش: (أما قيامنا بإعادة بناء مسجد أحد أجداد الأسرة وهو مسجد يحيى بن دهيش رحمه الله فهو عمل نريد به وجه الله، فلماذا يغضب د. أحمد المزيد من عمل الخير؟).
ويرد عليه: بأن هذا اتهام ل د. أحمد المزيد بالغضب من عمل الخير، فالدكتور المزيد شكر ترميم المسجد ولم يغضب منه فقد قال في مقالته: (أما ترميم آل دهيش لمسجد حويزة المسمى يحيى بن دهيش فعمل مشكور، لكنه لا يثبت انتساباً لأسرة دهيش بن عبدالله الشمري).
د. حمد بن ناصر المحرج
باحث أكاديمي وأستاذ جامعي
رابط جريدة الجزيرة
http://www.al-jazirah.com/227504/rv1d.htm
آل عبدالله الشمري ينفون انتساب دهيش مرات لهم
http://ksa999.maktoobblog.com/[/align]