عش رجبا ترى عجبا!!!
قبل أكثر من عقد من الزمن استنسخوا النعجة دوللي, فصار بإمكانك استنساخ نفسك حسب الطلب. واليوم, لم نعد بحاجة للنساء ليلدن أطفالاً لنا.
نعم, فقد طالعتنا وكالات الأنباء مؤخراً بخبر عجيب مفاده أن السيد توماس بيتي, والذي يبلغ من العمر 34 عاماً, وضع مولودةً أنثى في إحدى مستشفيات ولاية أوريجون. أقول, السيد وليس السيدة … فلم تسقط التاء المربوطة سهواً.
يقول الخبر أن السيد بيتي كان إمرأةً واحتفظ بخواصه الإنثوية عند تحوله لرجل, ليأتي المولود نتيجة تخصيب صناعي باستخدام حيوانات منوية من متبرع تم تلقيحها مع بويضات (السيد) بيتي !!. والطريف أن أخينا ندب حظه لأنه لن يستطع إرضاع صغيرته!!. وأفاد للصحفيين بأنه سيكون أباً وأماً لها في الوقت ذاته!!, مما ذكرني بالمقولة الشهيرة لإحدى مسرحيات الفنان الكوميدي الكبير يونس شلبي: أنا مش أبوك يا ابني… أنا أمك…!!.
أبشروا إذاً أخواني من معشر الرجال بأنكم لم تعودوا بحاجةٍ إلى الزواج لتقر أعينكم برؤية زينة الحياة الدنيا تمشي على الأرض. من الآن فصاعداً لم نعد مضطرين لسماع زوجاتنا و هن ينغصن علينا حياتنا و يملأنها نكداً بطلباتهن وشكوكهن التي لا تنتهي. لا حموات بعد اليوم نتمنى قذفهن في أول حفرة في الشارع!!.
ولكن مهلاً, صار لزاماً علينا أن نحمل ونلد ونرضع ونعاني آلام الطمث, وطبعاً نشارك النساء أحاديثهن في اغتياب فلانة من الناس من وراء ظهرها. استعدوا للحمل ثلاث وأربع بل وخمس مرات حسب أوامر أزواجكم. ويا ويلكم إن لم تلدوا مولوداً ذكراً.
ما حصل و يحصل من تجاوزات أخلاقية خطيرة، لا يمت للعلم و التطور الجيني بصلة. بل هو أشبه بخربشات أطفال لا طائل منها. لا أفهم ما هي الرسالة العلمية التي أراد هؤلاء العابثون توجيهها؟. إلى أين يسيرون بنا؟. بدأنا بالاستنساخ وها نحن نمر على إنجاب الذكور, ولا أعلم أين سننتهي.
ما جرى بكل بساطة هو تحدٍ سافر للفطرة السليمة التي خلقها الله في الرجل و المرأة بأن كرمها بخاصية الإنجاب وحبا الرجل صفاتٍ فيزيولوجيةٍ مختلفة تماماً عن المرأة ليكملا بعضهما البعض. فعلاً, عش كثيراً, ترى كثيراً.