عن عبدالله بن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة . رواه ابن ماجه .
في الحديث فيه دليل على أنه تستحب التعزية لأهل الميت ودليل على أن تعزية المصاب لها أجر عظيم عند الله عز وجل وأن هذه التعزية من موجبات الكسوة من الله تعالى من حلل كرامته. وأصل العزاء في اللغة: الصبر الحسن، والتعزية: التصبر، وعزّاه: صبّره. فكل ما يجلب للمصاب صبراً يقال له تعزية بأي لفظ كان ويحصل به للمعزي الأجر المذكور في الحديث. وأحسن ما يعزى به ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أسامة بن زيد قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبياً لها أو ابناً لها في الموت فقال للرسول ارجع إليها وأخبرها: أن لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب. الحديث. وهذا لا يختص بالصغير لأن كل شخص يصلح أن يقال له وفيه ذلك . وثمرة التعزية الحث على الصبر الرجوع إلى الله تعالى ليحصل الأجر، فقد ورد في الحديث: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى) والمعنى: إذا وقع الثبات عند أول شيء يهجم على القلب ويكون من مقتضيات الجزع فذلك هو الصبر الكامل الذي يترتب عليه الأجر. والصدمة مأخوذة من الصدم وهو ضرب الشيء الصلب بمثله فاستعير للمصيبة الواردة على القلب. كما يسن لأهل الميت أيضا الاسترجاع؛ وهو قول القائل (إن لله وإنا إليه راجعون). فعن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني من مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها، قالت فلما توفي أبو سلمة قالت: مَنْ خير من أبي سلمة صاحبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت ثم عزم الله لي فقلتها: اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها، قالت فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد ومسلم وابن ماجه . والله أعلم.