عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا عدوى ، ولا طيرة والشؤم في ثلاث في المرأة والدار والدابة . أخرجه البخاري.
الـعدوى معناها: أن المرض يتعدى من صاحبه إلى من يقارنه من الأصـــحاء فـيمــرض بــذلك ،
وكانت العرب تعتقد ذلك في أمراض كثيرة منها الجَرَب ، ولذلك سأل الأعرابي عن الإبل الصحيحة
يخالطها البعير الأجرب فتجرب؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (فــمــن أعــدى الأول ؟ ! ) .
ومراده : أن الأول لم يَجْرب بالعدوى بل بقضاء الله وقدره ، فكذلك الثاني وما بعده. أما الـطيـرة
فهي ما يُتشاءم به من الفأل الرديء وهي من أعمال أهل الشرك والكفر. وقد اختلف الـعلمـــاء
في معنى هذا الحديث فروي عن عائشة رضي الله عنها أنها أنكرت هــذا الحــديـث أن يــكون مــن
كلام النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: إنما قال: كان أهل الجاهلية يقـولـون ذلك. خــرجــه الإمـام
أحمد . وقال معمر سمعت من يفسر هذا الــحديث يقول : شؤم المـــرأة: إذا كانت غير ولود ،
وشؤم الفرس: إذا لم يكن يغزى عليه في سبيل الله ، وشؤم الدار: جـــار السوء. والـــتحقــيق أن
يقال في إثبات الشؤم في هذه الثلاث: إن هذه الثلاث أسباب قدر الله تعالى بهــــا الشـــــؤم واليُـــمن
ويقرنه، ولهذا يشرع لمن استعاد زوجة أو أمة أو دابة أن يسأل الله تـعالى مـــن خيـــرها وخــير ما
جلبت عليه ويستعيذ به تعالى من شرها وشر ما جبلت عليه . وكذا ينـبـغـي لـمـــن ســكـــن داراً أن
يفعل ذلك وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم قوماً سكنوا داراً فقل عـــــددهم وقل مــــالـــــهــــم أن
يتركوها ذميمة . فترك ما لا يجد الإنسان فيه بركة من دار أو زوجة أو دابــــــة غــــيـر منهي عنه ،
وكذلك من اتجر في شيء فلم يربح فيه ثلاث مرات فإنه يتحول عنه . روي ذلك عـمـر بن الـــخـــطاب
رضي الله عنه ، فإنه قال : من بورك له في شيء فلا يتغير عنه . فـــفي المــســـــند وســــنن ابن
ماجه عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً : إذا كان لأحدكم رزق في شــــــيء فلا يـــدعه حتى يتغير
له أو يتنكر له ، والله أعلم.