[align=center]
ستينية تتزوج أخيراً بعد "عضل" والدها لها 40 عاماً
( العربية )
شهدت قاعة المحكمة الكبرى في مدينة جدة السعودية واحدة من أغرب الزيجات التي عرفتها المملكة، بزواج مواطن في الثمانين من العمر من "آنسة" سعودية في الستين من العمر، تمكنت من الزواج أخيراً، بعد عضل والدها لها 40 عاماً.
وقالت "العروس" لصحيفة "الوطن" السعودية التي نقلت الخبر الثلاثاء 1-7-2008، إنها أجبرت على البقاء دون زواج هذه الفترة الطويلة، لإصرار والدها على تزويجها، وشقيقاتها الثلاث الأصغر (56 و48 و44 عاماً)، من رجال من نفس القبيلة. ولفتت إلى أن "انفراج" أزمتها بدأ مع وفاة الوالد قبل 26 عاماً، لكنه لم يكتمل إلا بوفاة الأعمام، لتتمكن الأسرة من استقبال العرسان من خارج القبيلة.
وأشارت "العروس" إلى أن أول عريس تقدم لها كان قبل 40 عاماً، لكن عضل والدها لها وأعمامها لها ولشقيقاتها أجبرها على تأجيل فرحتها لأكثر من 59 عاماً. وأكدت وجود الكثيرات من بنات أقاربها بلا زواج لنفس السبب، مشيرة إلى أن والدها لم يسمح لها ولأخواتها بالذهاب إلى المدرسة، وقام باستجلاب معلماات لتدريسهن في البيت وتعليمهن القرآن الكريم.
وأضافت "حسب العادات والتقاليد، كنا نعاني من تشدد في حياتنا وأمضينا الجزء الأكبر من شبابنا في بيتنا. وبعد وفاة والدي منذ 26 عاما رأينا انفراجا في الحياة وبوفاة أعمامي استطاعت الأسرة بمعاونة الأشقاء استقبال عرسان من خارج القبيلة". وذكرت أن المتقدمين لها كانوا غير مناسبين، إلى أن جاءت الفرحة وتقدم لها زوجها الحالي عن طريق إحدى صديقاتها. ورغم رفضها الأولي، بعدما صرفت النظر عن الزواج، إلى أن أقنعتها بنات العريس بوالدهن الأرمل معددات محاسنه.
وأكدت أن شقيقها الأوسط ساعدها على الموافقة والقبول بالزوج، حيث حدد موعدا معه للرؤية الشرعية، ليتم عقد النكاح خلال أسبوع. وتكفلت الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج بجدة بتقديم الدعم والمساندة للعروسين موفرة قاعة الاحتفال وفستان الفرح وكوافيرة للعروس وهدايا قيمة للزوجين، ومساعدتهما في تأثيث المنزل.
وفيما دعت العروس إلى تحريم عضل الفتيات أو حجبهن ومنع تزويجهن إلا من أفراد القبيلة، لما في ذلك من ظلم نفسي وبدني للفتاة, حذر مدير فرع لجنة إصلاح ذات البين بالعاصمة المقدسة وأستاذ الدعوة بجامعة أم القرى الدكتور عبد الرحمن الخريصي من توابع العضل وآثاره على المجتمع، مشددا على ضرورة تدخل المحاكم الشرعية ووجود أطر توعوية للقضاء على هذه الظاهرة. ووصف بعض الأعراف القبلية من تشدد العائلة لتزويج الفتاة من ابن عمها أو أحد أقاربها بالظلم البين، متعجبا من السماح للشاب بالزواج من خارج القبيلة.
واعتبر الخريصي هذه الحالة من أغرب الحالات التي لم يمر مثلها، لافتا إلى مثل هذه الزيجة قد تفوت كثيرا من المصالح الزوجية، مثل فرصتها في الإنجاب والذي سعت الشريعة إلى تحقيقه من خلال الزواج. وطالب الجهات الرسمية وولاة الأمر بالتحرك السريع لإيقاف العضل والذي يعد نوعا من أنواع الحجر.
[/align]