نرى الابنة الدفء , الابنة الانتماء , الابنة المعنى والابنة فخر أبيها
إنها النظرة الجميلة بين الأب وأبنته,كل ذلك في رائعة الروائي
اللبناني أمين معلوف ((القرن الأول بعد بياترس)), وفي ((عمال البحر))
ليفكتور هوجـو داروشات الملهمة والدافع لـ جيليات البطل المعدم
من المال والإنتماء الذي لأجل أن يحظى بها حبيبة وزوجة بذل
المستحيل من الأعمال المعجزة والخارقة , وواجه الصعاب الخيالية
ليجلب محرك السفينة الذي فقده أبوها البحّار في إحدى رحلاته
عالقاً بين صخرتين عظيمتين ..وعلى رغم صعوبة ما واجه حتى
أنه أكل المحار جوعاً وعاد بجسمه متغيراً إلا أنه لم ييأس بل قاوم
الجوع ولازم درب المواصلة لا لشيء سوى لأجل أنثاه وغيرها
الكثير من النماذج التي أقل ما توصف أنها رائعة ,, تعامل المرآة
كرمز بواقعية وباحترام.. تجعلنا نعجب بها , تجعل هناك مبرراً
للبطل أن يعجب بها , تقنعنا بأنها تستحق الكتابة عنها.. جميلة
كأنثى... موجودة كإنسانة.. وفي المقابل نقرأ عن (( مها )) الفتاة
المثقفة الواعية الثرية المدللة التي تسهل لعشيقها الصغير لقاءات
آخر الليل وهي على ذمة رجل آخر!!! أكبر اهتماماتها التسكع بين
المقاهي والأسواق ومغازلة عشيقها الصغير الذي تتركه لتسافر مع
زوجها الثري وليذهب الحب في ستين داهية كما وصفها لنا محمد
علوان في روايته (( سقف الكفاية )) ونقرأ في (( القارورة))
ليوسف المحيميد عن منيرة الساهي طالبة الدراسات العليا المولعة
بالأدب الروسي المثقفة التي تنخدع بسهولة برجل يقلها ذكاء
ومكانة وتقع أسيرة غرامه وكأن وعيها وثقافتها باتت مغيبة في
تبعات انشغالها بثورة جسدها المتأخرة ثلاثين عاماً.....
ونتابع في مسلسل (( درب المحبه )) لليلى الهلالي قصة خلود
الفتاة المجتهدة الذكية التي ما أن تلتحق بالجامعة حتى تفسد
وتنخرط في عالم الإنحراف والمخدرات على غفلة من أم مهملة ....
هذا ما كتبته الزميلة الكاتبة المميزة (( نورة الخراشي )) في إحدى
مقالاتها الرائعة وأنا أضم صوتي لصوتها فرواياتنا ومسلسلاتنا
تغص بالكثير من هذه النماذج التي تتعامل مع الفتاة السعودية داخل
النص بسطحية وبعد عن الواقعية ..... هل كان هؤلاء الكتاب
يريدون أن يقنعونا بأن الفتاة السعودية بمثل عبثية مها أو بمثل
فتاة بضحالة وسذاجة تفكير منيرة الساهي أو أن فتاة ذكية مثل
خلود في خطر محدق مجرد أن تدخل للجامعة وكأن الجو هناك كان
مليء بالانحراف والضياع ...............
أين هم من الحوادث التي تباشر واقع المجتمع السعودي وتلامس
يومياته ومشكلاته.. تقول الكاتبة ((أميرة الزهراني))مشكلة
الروائي السعودي انه يتعاطى مع الفتاة السعودية داخل النص
بالعقلية نفسها للقروي الجاهل التقليدي الذي لم يفتح كتاباً في
حياته ويرى في المرآة استعداداً للخطيئة متى ما سنحت لها
الفرصة ........
وهذا ليس عام على جميع الكتّاب السعوديون.......
أتمنى منهم أن يعاملوا الفتاة السعودية في أدبهم بذات الواقعية
والرقي الذي غالبا ما تعامل به المرآة في العالم العربي والأجنبي....
أريد أن أراها كما نعايشها في حياتنا إمرأة واعية مسئولة ذات أهداف
واهتمامات واقعية تخاف الله وتراعي مبادئها وبيئتها أريد أن أقرأ
عن المشكلات الحقيقة التي تواجهنا .....أريد أن أرى أدباً يعامل
الفتاة السعودية بثقة واحترام لذاتها وفهم عميق لوجودها...
إمرأة لا يتوقع الرجل تحت عباءتها السوداء باروداً هائلاً يشتعل من أدنى تماس ...!!