[align=right]وبهذا يجب أن يكون كل مسلم سلفي حتى يستقيم ، لأن أصل ذلك المسلم يرجع إلى خير البريّة محمد - صلى الله عليه وسلم – ومن ثمّ أصحابه رضي الله عنهم ، ومن يحيد عن هذا المعنى نسأل الله أن يهديه ويعيده إلى الحق والطريق المستقيم .
ولهذا أصبح لفظ ( السلفيّة ) دليلاً على العمل قدر الإمكان على إتباع طريقة السلف الصالح في تلقي الإسلام ومنهجه وتطبيقه ، وليعلم المسلم المعتز بإتباع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم – أن كلمة ( السلفيّة ) كانت متداولة بين العلماء الفحول من المتقدمين والمـتأخرين ، وكانت وسام شرف وفخر يصفون بها كل من يتبع سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وفهم الصحابة ومنهجهم الربانيّ .
مؤرخ الإسلام الإمام الذهبي يمدح الإمام الدارقطني قائلاً ( لم يدخل الرجل أبداً في علم الكلام ، ولا جدال ولا خاض في ذلك ، بل كان سلفيّاً ) ، ثم يمدح " العقيدة الواسطية " قائلاً ( هي المعتقد السلفي الجيد ) ، والحافظ ابن رجب يمدح " العقيدة الواسطية " قائلاً ( هي العقيدة السنيّة السلفيّة ) .
ومن هنا تعلم أخي المسلم السلفي أن مذهب أهل السنة والجماعة ( السلفيّة ) يشتمل على ثلاثة أسس عظيمة :
1.كتاب الله – القرآن الكريم
2.السنة النبوية قولا وعملا ، وبما حوت وجاء به نبي الله - صلى الله عليه وسلم .
3.نهج الصحابة – رضي الله عنهم – والقرون الثلاثة الأولى ففي الحديث أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) .
وبهذا يتضح جليّاً أن الاتصاف بالسلفيّة ، مدح وثناء ، لكل من اتخذها قدوة ومنهج لأن له فيها سلف صالح ، وهم منبر هذه الأمة بشهادة نبي الله - صلى الله عليه وسلم – وأما الاتصاف بها دون تحقيق ما دلت عليه من الاعتقاد والعمل ظاهراً وباطناً فليس فيه مدح وثناء لأن العبرة في المعاني لا في المصطلحات اللفظية – وهنا أشير أن كل من اتصف بالسلفيّة يجب أن يكون محققاً لِما جاءت به من أحكام وآداب وأخلاق ومعاملات ، مجتهداً في جميع المجالات أن يطبق سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم – ونهج أصحابه رضوان الله عليهم . لكي ينال شرف الانتماء لها والاتصاف بها .
ولعل سائل يسأل : لماذا المنهج السلفي فقط ؟! فندع الجواب لمحدث العصر العلامة محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – إذ يقول ( أصول الدعوة السلفية قائمة على ثلاثة دعائم : القرآن الكريم ، والسنة الصحيحة ، وفهمهما على نهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم . وسبب ضلال الفرق كلها – قديماً وحديثاً – هو عدم التمسك بالداعمة الثالثة ) ويضيف شارحاً لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم " تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة ، كلها في النار إلا ملة واحدة ، قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي " قائلاً ( ولهذا كان من علامة الفرقة الناجية التي صرح النبي صلى الله عليه وسلم بها حينما سئل عنها فقال " ما أنا عليه وأصحابي " [/align]