عودة إلى طاولة النقاش يا بنت العم ..
موضوع جذبني اليه يدور حول طلاسم وأسرار كثيرة أحاطت بــ"ذو القرنين"و"يأجوج ومأجوج"و"العين الحمئة" التي جاء ذكرها في سورة الكهف ، واختلافات بين المفسرين حول مكان يأجوج ومأجوج والعين الحمئة ، كل هذه الأسرار أثارت الدكتور حمدي بن حمزة أبو زيد الصريصري الجهني ، فكان قراره الذهاب إلى هذه الأماكن ، والتحقيق منها ، وفك الطلاسم التي دارت حولها وخلال سنوات عجاف من البحث والدراسة والزيارات المتكررة إلى جزر كيريباني والتي توصل إلى انها هي مطلع الشمس ، ورحلاته إلى الصين واستراليا وفيجي استطاع التوصل إلى العديد من النتائج المهمة التي جاءت في كتابه"يأجوج ومأجوج" .
يقول الدكتور أثناء محاورته : استقر تفكيري في النهاية على تركيز البحث في القرآن الكريم والسيرة النبوية المطهرة وبينما كنت أقرأ في سورة الكهف توقفت مليا عند قصة ذي القرنين وبصفة خاصة عند الآيتين الكريمتين التي قال الله فيهما : { فَمَا اْسْتَطَاعُوْا أَنْ يَظْهَرُوْهُ وَمَا اسْتَطَاعُوْا لَهُ نَقْبَا} الآية97
{قَالَ هَذَاْ رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّيْ فَإِذَاْ جَاءَ وَعْدُ رَبِّيْ جَعَلَهُ دَكَّاءْ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّيْ حَقَّا}الآية 98.
وأخذت أمعن النظر والفكر في هاتين الآيتين وأنا في حالة من الانبهار والذهول مما تحتويان عليه من علم وفكر وإبداع لم يستكشف الإنسان أسرارهم إلا منذ أقل من أربعين عاما وأخذت أخاطب نفسي بما وجدت قائلا إن هذه الآيات لعمري هي المنهج المكافىء والمطابق لما عُرف في أوساط الإدارة اليابانية والغربية بمعجزة (نظام الرقابة على الجودة) هذا النظام الذي أبتدعه عالم أمريكي في بداية الستينات الميلادية ثم بلقفه اليابانيون وطوروه وجعلوه من أعظم أسلحتهم في تطوير الإدارة والصناعة والمنافسة مع غيرهم من الدول الصناعية،نعم إن مافعله ذو القرنبن في بناء الردم والمتثمل مضمونه في الآيتين السابقتين إنما هو نظام متقدم في الرقابة على الجودة وكان في هذا الاكتشاف حافزا كبيرا لي في التحول إلى استكشاف قصة ذي القرنين وقصة يأجوج ومأجوج ، وهكذا توقفت مؤقتا عن كتابة كتاب (الإدارة الإسلامية)وبدأت في طرق أكثر أبواب القصص القرآني غموضا وأسرار (قصة ذي القرنين ويأجوج وماجوج).
وفي سبيل الوصول إلى فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج كان لابد من السفر الى أي مكان قد تكون له صلة بهذه القصة وفي هذا الصدد فقد كانت رحلتي الأولى الى شانغهاي في الصين في عام 2000م حيث وفقني الله الى استكشاف وفك أسرار معنى ومضمون عبارة (يأجوج ومأجوج)
أما جزر كيريباتي والتي توصل البحث بالأدلة والبراهين إلى أنها هي مطلع الشمس فقد كان سفري أليها في عام 2001م
و بتوفيق من الله وعونه وبعد جهد كبير وزمن طويل خلص البحث إلى ان ذا القرنين هو إخناتون أحد أشهر ملوك الأسرة الثامنه عشرة الفرعونيه .
ذلك الملك الذي أجمعت كل المصادرالتاريخية الموثقة على انه كان الملك المصري الوحيد في العهود الفرعونيه الذي كان موحدا ومؤمنا بإله واحد وإنه ظل كاتما لإيمانه حتى اعتلى عرش الملك في مصر في حوالي 1370ق م.
وأنه حطم كل الأصنام بعد توليه الملك ، وأنه كان ابن أمتحوتب
الثالث أحد أشهر فراعنة مصر والذي حكم مصر في الفترة الواقعة بين 1408 ق م حتى 1370ق م ، وأن هذا الفرعون هو الفرعون الذي أرسل الله إلى عبادة الله والسماح لبني إسرائيل بالخروج من مصر وأن هذا الفرعون هو الذي تبع النبي موسى وقومه إلى البحر وأغرقه الله هو وجميع جنده .
وقد خلص البحث أيضاً إلى أن إخناتون هو ذلك الرجل المؤمن من آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه كما جاء إيضاحه في سورة غافر ، خلص البحث أيضاً إلى أن إخناتون (ذو القرنين) وموسى عليه السلام قد عاشا في قصر جد إخناتون معاً ، وأن إخناتون كان هو الرجل الذي نصح موسى عليه السلام بالخروج من مصر بعد قتله للمصري ، وأخيراً وليس آخر توصل البحث إلى أن الشعب المصري القديم بصفة عامة وإخناتون بصفة خاصة عامة وإخناتون بصفة خاصة كانوا أكثر الشعوب اهتماماً بالشمس ، وأن الشعب المصري كان يعبد الشمس ولكن إخناتون جاءهم بدعوة تدعوا إلى عبادة رب
الشمس الذي خلق الشمس وغيرها من المخلوقات وأنه سمى معبوده (أتين) أي رب الشمس أو الوهاب كما جاء في بعض المصادر ، وخلاصة القول فإن كل الدلالات والحقائق التاريخية الموثقة تدل على اهتمام إخناتون بكل مايتعلق بالشمس .
فلا غرو إذن أن تتطابق شخصية ذي القرنين مع شخصية إخناتون بكل مايتعلق بالشمس ، فالقرآن الكريم أوضح كما أشرت في سياق الكتاب للمراحل التي مربها البحث حتى تم التوصل إلى الاستنساخ الذي يقول بأن جزر المالديف الواقعة على خط الاستواء هي (مغرب الشمس)وأن هذه الجزر كانت في بدايتها جزراً بركانية تبعث حممها في المحيط ثم أخذت في الهمدان حتى أصبحت جزراً مرجانية،وأشرت في سياق الكتاب بأن ذا القرنين أو إخناتون رأي الشمس تغرب في بحر (عين) من خلال فوهات تلك البراكين التي كان بعضها لايزال ثائراً ، أو بفعل وقوع تلك الجزر على خط الاستواء التي تبقى المياه حوله محتفظة بحرارتها وتكون بالتالي مياهها حامية على مر الزمن.
و يوعز المؤرخين لتاريخ مصر القديمة سقوط الأسرة الثانية عشرة حوالي 1785ق م إلى ضعف الحكومة المركزية في مصر .. الأمر الذي أدى إلى ضعف الدولة وانتشار الفوضى مما أدى إلى تطلع الكثير من كبار الموظفين وقادة الجيش إلى الاستيلاء على الحكم ، ونتيجة لذلك تعددت المؤامرات واندلعت الثورات وكثرت النزاعات وتتابعت الحروب الأهلية واضطراب الأمن ، وظلت هذه الفوضى سائدة حتى الأسرة الرابعة عشرة ، وفي خضم هذه الأحداث كانت هناك مجموعة من القبائل الرعوية التي أطلق عليها اسم (هكسوس)والتي استقدمتها الحكومة المصرية من قارة آسيا لاستخدامهم في مناجم صحراء سيناء في بداية الأمر .
جرى التوسع في استخدامهم في عموم الدولة ، وتشير كتب التاريخ إلى أن أولئك القوم انتهزوا الفوضى السائدة في الدولة وطمعوا
في الاستيلاء على الحكم فكان لهم ماأرادوا حيث سيطروا على شمال مصر واستمروا في الحكم حوالي مئتي عام حيث عرفوا (بالهكسوس)وكانت هزيمتهم وطردهم من مصر على يد الملك أحمس مؤسس الأسرة الثامنة عشر وأحد أجداد إخناتون (ذي القرنين) .
هذا والله أعلم ..