[align=center]ما الذي بعث العالم الإسلامي من نومه قرناً؟
من الذي أيقظه من خمسين سنة تقريباً.
من الذي قال له قم!!!
إنه الإستعمار. نعم إنه قد خلع عليه بابنا، وزعزع دارنا، وسلب منا أشياء ثمينة.
لقد أخذ من حريتنا وسيادتنا وكرامتنا؛ وكتبنا المنسية، وجواهر عروشنا، وأرائكها الناعمة، التي كنا نود أن لو بقينا عليها نائمين!..
ولكن إذا كان هذا الواقع الإستعماري فيجب أن نعترف بأنه أيقظ الشعب الذي استسلم لنوم عميق، بعد الغداء الدسم الذي أكله عندما كان يرفل في نِعَمٍ حضارته. والتاريخ قد عودنا أن كل شعب يستسلم للنوم، فإن يبعث عليه سوطاً يوقظه. على أن الذي نلاحظه في الإسلام روح الإنسانية.
وللإنسانية أن نختار بين هاتين القيادتين في مستقبلها، الذي لا بد فيه من يقظات أخرى لشعوب نائمة، ومن تداول مستمر لتلك القيادة.
فإما أن يكون مستقبلها نوماً تغط فيه إلى الأبد، ولا تستطيع النهوض من مشرق فجر جديد، فتعجز عن تجديد حضارة لا تحمل طابعاً خاصاً من شعب متكبر، يسوم سوء العذاب، من غير ما ضمير يردع، ولا قانون يمنع.
وإما أن تأتي بحضارة تكون للبشر جميعاً: تستخدم مواهبهم المتنوعة، وتطور قواهم المتعددة.
وفي هذين الإحتمالين عقدة عصرنا الحاضر، وإن تلك العقدة بيد (الكبار) فهل هم يريدون حلها لصالح الإنسانية؟.[/align]