عام 743 هـ تـوأم ملتصق
اشتهر في أوائل رمضان أن مولوداً ولد له رأسان وأربع أيد، وأحضر إلى بين
يدي نائب السلطنة، وذهب الناس للنظر إليه في محلة ظاهر باب الفراديس، يقال
لها حكى الوزير، وكنت – أي: ابن كثير - فيمن ذهب إليه في جماعة من الفقهاء
يوم الخميس ثالث الشهر المذكور بعد العصر، فأحضره أبوه - واسم أبيه سعادة -
وهو رجل من أهل الجبل، فنظرت إليه فإذا هما ولدان مستقلان، فكل قد اشتبكت
أفخاذهما بعضهما ببعض، وركب كل واحد منهما ودخل في الآخر والتحمت
فصارت جثة واحدة وهما ميتان، فقالوا أحدهما ذكر الآخر أنثى وهما ميتان حال
رؤيتي إليهما. وقالوا إنه تأخر موت أحدهما عن الآخر بيومين أو نحوهما، وكتب
بذلك محضر جماعة من الشهود.