بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أســـمــــاء زمــــــــزم
وعن جابر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من جاء هذا البيت حاجاً فطاف به أسبوعاً ثم أتى زمزم ثم شرب من مائها أخرجه الله من ذنوبه كيوم ولدته أمه) أخرجه ابن الجوزي وغيره ، أما أسماؤها فقد روى الفاكهي عن أشياخ مكة أن لها أسماء كثيرة قال فمن أسمائها :
1- زمزم : سميت بها الصوت الماء فيها أو لكثرة مائها ، يقال ماء زمزم أي كثيراً ولزمزمة جبريل وكلامه وبينها وبين الكعبة شرفها الله تعالى ثمان وثلاثون ذراعاً
2- ومنها همزة جبريل قال القرشي لأن جبريل همز بعقبه في موضع زمزم فنبع الماء منها .
3- ومنها هزمه جبريل : سميت به لأنها هزمته في الأرض .
4- وظبية : بالظاء المعجمة والباء الموحدة على مثل واحدة الظبيات سميت به تشبيهاً لها بالظبية وهي الخريطة لجمعها ما فيها قاله ابن الأثير في النهاية .
5- وطيبة : سميت به لانها للطيبيين والطيبات من ولد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قاله السهيلي .
6- وبره وعصمة : سميت بهما لانها فاضت للأبرار وغاضت عن الفجار .
7- مضنونة : سميت به لأنه ضن بها على غير المؤمنين فلا يتضلع منها منافق قاله وهب بن منبه .
8- وشباعه للعيال : سميت به لأنه أهل العيال من الجاهلية كانوا يغدون بعيالهم فينخون عليها فتكون صبوحاً لهم .
9- وعونه : سميت به لكونهم كانوا يجدونها عوناً على عيالهم .
10- وسقيا الله إسماعيل : لكون مكة لم يكن بها ماء لسيدنا إسماعيل فسقا الله بها
11- وبركة : بفتح الراء وما قبلها .
12- وسيده : سميت به لأنها سيدة جميع المياه إلا الماء النابع من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم .
13- ونافعة : سميت به لنفعها للمؤمنين على حوائجهم
14- وبشرى : لأنها إذا تضلع منها المؤمن بنور باطنه بالبشرى من الله سبحانه وتعالى وأمان باطنه من النار للحديث المتقدم
15- وصافية : لصفائها
16- ومعذبه : بسكون العين وكسرها بعدها من العذوبة لأن المؤمن إذا أتضلع منها يستعذبها آي يستحليها كأنها حليب على ما هو ظاهر .
17- وطاهرة : لعدم وضعها في جوف غير المؤمن وعدم وصولها في أيدي الكفرة أو لأن الله طهرها بقوله : ( وسقاهم ربهم شراباً طهوراً ) .
18- وحرميه : أي لوجودها بالحرم .
19- ومروية : لأنها تسرى في جميع أعضاء البدن فيتغذى منها كما يتغذى من الطعام .
20- وسالمة : لأنها لا تقبل الغش .
21- وميمونة : من الميمنة وهي البركة والسنة .
22- ومباركة : لأن ماءها لا ينفد أبداً لو اجتمع عليه الثقلان ولم يترح .
23- وكافية : لأنها تكفي عن الطعام وعن غيره .
24- وعافية : أي لمن يشرب منها فلا يهزل كما تقدم في حديث أبي ذر .
25- وطعام طعم : لما تقدم في الحديث .
26- ومؤنسه : لأن أهل الحرم بها .
27- وشفاء سقم : على ما سبق لأن الإنسان إذا أصيب بمرض بمكة المكرمة فدواؤه ماء زمزم مع نيته الصالحة .
28- وشراب الأبرار : لأن جميع الأكابر من الانبياء والصحابة والأولياء والأقطاب تضلعوا منها وزادت طيباً وشرفاً وبركة بشرب سيد المرسلين وخاتم النبيين ومج الماء من فيه الشريف فيها فهنيأً لمن زمزم باطنه فأستنار ظاهرة من نور شرابها .
29- وتكتم : بوزن تكتب قاله الشيخ أبو عبد الله البعلى في شرح ألفاظ المقنع وتابعه النووى على ذلك والله سبحانه وتعلى أعلم وقد نظم أسماءها بعضهم فقال
لزمزم أسماءٌ أتت فهي برّة وسيدةٌ بشرى وعصمةُ فاعلمِ
ونافعةٌ مضنونة عونةُ الورى ومُرْويةٌ سُقيا وظَبْيَة فافهمِ
وهمزةُ جبريل وهَزْمتُه كذا مباركةٌ أيضاً شفاءُ لأسقُمِ
ومُؤنِسةٌ ميمونةٌ حرميّةٌ وكافيةٌ شبّاعةٌ بتكرُّمِ
ومُغْذية عُدَّت وصافيةٌ غَدَتْ وسالمةٌ أيضاً طعامٌ لأطْعُمِ
شرابٌ لأبرار وعافيةٌ بَدَتْ وطاهرٌ تُكْتَم فأعْظِم بزمزمِ
فأسماؤها بلغت الثلاثين نفعنا الله بها وبشر بها آمين ، وهي من الأماكن التي يستجاب فيها الدعاء على ما يأتي إن شاء الله تعالى ، فعلى العاقل أن يتضلع من مائها متبركاً بها لأنها أفضل من الكوثر على ما هو مقرر في مواضعه وفي شربها منافع لا تحصى
منها : أنها تخرج الغش من الباطن ، وتدر البول ، وتهضم الطعام وتعين على الطاعة ويصح الجسد وتنور البصر وتزيد في الفهم والعلم وتنور القلب ، وتذهب السقم وترقق القلب وتطفئ غضب الرب وشربها من منافعه حزن الشيطان ورضى الرحمن واتباع سنة ولد عدنان ونطق اللسان وتثبت الجنان ويقوى بها الإيمان ولأنها تبل ريقه الشريف كما ورد في الحديث المتقدم من أنه صلى الله عليه وسلم (أتوه بدلو فشرب منه ثم مج فيه وكبوه في زمزم ولها فوائد لا تحصى)
ومن فوائدها أن من طال مرضه وعييت فيه الأطباء حملوه إلى غربتها وهو الماء النازل من البئر في خارج البئر واغتسل مستشفياً فأن الله يشفيه ويعافيه قال بعضهم :
يا سائقاً عن النياقَ وزَمزَما أبشِر فقد نلت المقامَ وزَمزَما
كم كُنتَ تُذكِرنا منازِلَ مكَّةٍ وتقول إنَّ بها المنى والمغنَما
برِّد بماء سقايَةِ العبّاسِ ما كابدتَهُ طولَ الطريقِ منَ الظمأ
وانهَض فهَروِل بين زمزم والصفا وادخل إلى الحجر الكريم مسلماً
ومقامَ إبراهيمَ زُرهُ مبادراً وبحجرِ اسماعيلَ ضلِّ مُعَظّما
وانظُر عروس البيت تجلى حُسنُها للناظرين ولُذ بها مُستَعصِما
فهيَ التي ظَهَرت فضائلُها فَلا تخفى وهَل يَخفى سنا قمَرِ السَما
لم يلقها الإنسان إلا باكياً فرحابها أو ضاحكاً مبتسماً
والنور من أحشائها لا يختفي أبداً وأن جن الظلام واعتما
ومنَ العجائبِ أنها محروسَةٌ والصيدُ فيها لا يزالُ مُحَرَّما
والطيرُ لا يعلو على أركانها إلّا ليُشفى إذ نجا مُتأَلِّما
تختالُ في حُلَلِ السوادِ وبابُها بالنورِ منه مُبَرقَعاً ومُلَثَّما
هيَ كعبةُ المولى الكريمِ وكُلُّ مَن وافى إليها حقُّهُ أن يُكرَما
ما منهُمُو إلا ذليلٌ خاضعٌ باكٍ على زلّاتِهِ مُتَنَدِّما
يا رَبِّ قد وَقَفَت ببابِكَ عُصبَةٌ يرجونَ منكَ تَفَضُّلاً وتكَرُّما
ذا طالبٌ فضلاً وذا متقصدا ممّا جَناهُ مِنَ الذنوبِ وَقَدَّما
وصلى الله علي سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين .
المرجع
كتاب العقد الثمين في فضائل البلد الأمين
للحضراوي
أختار الموضوع وكتبه الاستاذ
مطر بن خلف الثبيتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته