وندبة من قولهم: رجل ندب وامرأة ندبة، إذا كان
سريع النهوض في الأمور. والندب: الأثر في
الوجه وغيره. قال الشاعر:
ملساء ليس بها خال ولا ندب
والجمع ندوب وأنداب. وندبت الميت أندبه ندبا، إذا
رثيته. وانتدب فلان لكذا وكذا، إذا أظهر نفسه
فيه.
ومن شعرائهم وفرسانهم: العباس بن مرداس، أسلم
وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حنينا على
فرسه العبيد، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم
أربع قلائص، فقال العباس:
أتجعل نهبي ونهب العبي ... د بين عيينة والأقرع
فقال النبي صلى الله عليه وسلم اقطعوا عني
لسانه، فأعطوه ثمانين أوقية فضة.
ومن رجالهم الأولين المهاجرين: مجاشع بن
مسعود، وقد قاد الجيوش.
ومنهم: عمرو بن عبسة، قديم الإسلام وكان يقول: أنا ربع الإسلام. لأنه أسلم والمسلمون أربعة.
ومنهم: صفوان بن المعطل، وهو الذي رمي بالإفك. ومعطل: مفعل من التعطيل، عطلت المنزل أعطله تعطيلا. والعطل: تمام الجسم وطوله. رجل حسن العطل. والعطيل: الشمراخ من لقاح النخل، لغة يمانية، وامرأة عاطل: لا حلي عليها.
ومنهم: نبيشة بن حبيب، قاتل ربيعة بن مكدم الكناني، كان فارس بني كنانة. ونبيشة: تصغير نبشة. وكل شيء كشفت عنه التراب فقد نبشته. والأنبوشة، والجمع أنابيش، وهو كل ما اقتلعته من بقلة أو شجرة من أصله. قال الشاعر:
كأن سباعا فيه غرقى عشية ... بأرجائه القصوى أنابيش عنصل
ومنهم: سليم بن عباد، كان حليفا لأبي طالب. وولده اليوم يدعون في آل أبي طالب.
ومنهم: العباس بن أنس الأصم، كان من فرسانهم في الجاهلية، له ذكر في وقائعهم. واشتقاق أنس من الأنس. فلان أنسي وأنس بالضم والفتح، وأنيس بمعنى واحد. وقد سمت العرب أنسا وأنيسا.
وأما مازن بن منصور فليس فيهم أحد يذكر غير عتبة بن غزوان الذي افتتح الأبلة، وكان من المهاجرين الأولين، ومصر البصرة، وكان من خيار المسلمين.
انقضى بنو سليم ومازن ابني منصور، يتبعه ربيعة بن نزار. ولم يبق في قيس خلق مذكور.
هذا كما ورد في الاشتقاق لابن دريد .
أما سليم في الوقت الحاضر فتنقسم إلى فرعين كبيرين ، هما : حبش وفتية .وتتفرع حبش إلى المحاميد والجلاة ووديعة ، وقريش ( حلفاء ) ، والضباعين ,
وتتفرع فتية إلى ربيعة وحليل وراشد وبركة والسوالم .
ومنازل سليم اليوم : وادي ساية وستارة بين مكة والمدينة وما والاهما ، فهي قبيلة متوسطة الحجم بل صغيرة إذا قيست بقبائل حرب وعتيبة .
ومن قال أن ديارهم خيبر ووادي القرى وحرة النار وتيماء فقد وهم ، فتلك ديار قطفان وقضاعة . وكانت لهم حرة الحجاز معظمها ، ولذلك سميت حرة بني سليم .
وفي القرن الخامس الهجري هاجرت بنو سليم إلا أقلهم إلى شمال أفريقيا وكونت لها ديارا واسعة حول برقة قرب حدود مصر ، غير أن هذه الهجرة ليست الأولى لبني سليم ، بل كانت أعداد منها هاجرت في القرن الثاني ، ولهم تاريخ في الفتوحات ، وفي يوم الفتح كان من بني سليم ألف مقاتل ، وكان لهم لواء أحمر ، وقدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم على جميع الألوية ، وكانت بنو سليم مع خالد بن الوليد في سريته إلى بني عامر ، ومن مفاخر بني سليم أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ولادات كثيرة ، وهو القائل : أنا ابن العواتك من سليم . كما أن عمر بن الخطاب كتب إلى مصر والشام والكوفة والبصرة أن ابعثوا إلي من كل بلد بأفضله رجلا ، فبعث أهل البصرة بمجاشع بن مسعود السلمي ، وأهل الكوفة بعتبة بن فرقد السلمي ، وأهل الشام بأبي الأعور السلمي ، وأهل مصر بمعن بن يزيد السلمي .
وتجدر الإشارة أن سليم حلفاء مع خندف ، علما أنهم قبائل قيسية ، حيث يلتقون هم وعتيبة ( هوازن ) في منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن نزار بن معد بن عدنان .
المراجع :
الاشتقاق لابن دريد ، نهاية الأرب للقلقشندي ، لسان العرب لابن منضور ، معجم قبائل العرب ، معجم قبائل الحجاز لعاتق البلادي .
وتقبلوا تحيات أخيكم الأستاذ مطر الثبيتي .