أختي الغالية وكاتبتنا المرموقة : بنت عتيبة
شهادة اعجاب اسجلها بحروف من ذهب لما تحمليه من ثقافة وحسن اختيار لأطروحاتك المميزة دائماً وأبداً .. واسمحي لي أن أدلو بدلوي في هذا الموضوع الهام للغاية وأشارك من سبقني فيه :
يقول الله تعالى في سورة (الانفطار) :
" يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ، الذي خلقك فسواك فعدلك "
حيث يلفت عز وجل إلى أن مقتضى توالي النعم الإلهية هو الشكر والطاعة ، فيما يقابلها العبد بالتمرد والإعراض والمعصية .. فذكر تعالى الربوبية واتبعها صفة الكريم الذي خلق فسوى فعدل الخلقة تقريعاً وتأنيباً من الله للإنسان على انخداعه وسيره وفق تسويلات النفس الأمارة و الشيطان .
ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر) أو كما قال عليه الصلاة والسلام ..
فهل بعد هذا الوعيد بمن كان في قلبه هذا الجزء الصغير جداً من الكِبر أو الغرور مقدار هذه الذرة الصغيرة والتي لا تكاد ترى بالعين المجردة (ناهيك عمن يحمل الكثير) أن يتمادى في أنانيته الطاغية وإعجابه المفرط بالنفس إلى حد التعالي الذي هو في الأساس من صفات الخالق عزو جل !! وهل سيشعر هذا المغرور بالعظمة ويتوهم بالكمال ؟
كما وأن هناك جانباً يسمى بالثقة بالنفس وهو الأمر الذي يسعى الكثير إليه لما له من إيجابيات في بناء الشخصية ، لكنه سرعان ما يقود إلى الغرور متى ما زادت هذه الثقة عن معدلها الطبيعي فينبغي عدم الإفراط والتفريط ومحاولة الوسطية في كافة الأمور تجنباً للوقوع في المحذور .
خلاصة القول (مع آسفي على الإطالة) :
تذكر جيداً يامن انخدعت بنفسك وأصبت بهذا المرض الفتاك أن ابليس قد طرد من السماء بسبب الكبر والغرور فقال " أأسجد لمن خلقت طينا " فاستحق من الله الغضب والطرد .
فهل ستحتمل أنت غضب الله وعذابه ؟