بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صَلَاحُ أَوَّلِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالزُّهْدِ وَاليَقِينِ، وَيَهْلكُ آخِرِهَا بِالْبُخْلِ وَالأَمَلِ)). رواه أحمد وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة: 3427
قال المنَّاوي -رحمه الله- في فيض القدير (4/ 301) حديث رقم: 5112:
والمراد غلبة البخل والأمل في آخر الزمان يكون من الأسباب المؤدية للهلاك؛ بكثرة الجمع، والحرص، وحب الاستئثار بالمال المؤدي إلى الفتن والحروب والقتل وغير ذلك ذكره بعضهم.
وقال الطيبي: أراد باليقين تيقن أنَّ الله هو الرزاق المتكفل للأرزاق ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾ [هود: 6] فمن تيقن هذه في الدنيا لم يبخل؛ لأن البخيل إنما يمسك المال لطول الأمل وعدم التيقن.
إلى أن قال:
قيل: إن قصر الأمل حقيقة الزهد، وليس كذلك؛ بل هو سبب؛ لأن من قصر أمله زهد، ويتولد من طول الأمل الكسل عن الطاعة، والتسويف بالتوبة، والرغبة في الدنيا ونسيان الآخرة، وقسوة القلب؛ لأن رقته وصفاء نمائه يقع بتذكر الموت والقبر والثواب والعقاب وأحوال القيامة.
ومن قصر أمله قل همه وتنور قلبه؛ لأنه إذا استحضر الموت اجتهد في الطاعة، ورضي بما قل.