بعد مارأت نوف مابداخل الظرف لم تتمالك نفسها فاخذت بالجلوس على طرف السرير واقبلت عليها نجلاء بوجه يكاد يقطر دما من احمرا الخجل وبدأن البنات عبير وسديم في التطاول لعلهن يعرفن مابداخل الظرف لكن نجلاء تطلب منهن بأدب الخروج من الغرفة لتبقى مع نوف هنا عبير ترفض الانصياع لطلب نجلاء وتصر على البقاء بالغرفة فتبدأ نجلاء تزيد من حدة نبرة صوتها هذه المره وتبدأ ملامح الغضب تظهر عليها فتخرج عبير من الغرفة متثاقله لتؤصد نجلاء الباب خلفها وترجع لنوف التي ترمق نجلاء بنظرة عتاب وتطلب منها تفسير ماوجدت بالظرف صورة لخالد ورسالة منه تحمل توقيعه بتاريخ قديم أقدم من تاريخ الخطبه وهي الملاحظة التي اثارت حفيظة نوف فبدأت تغدق بالاسئلة تلو الاخرى و هل كانت لكم علاقة قبل الخطبه ... وكيف .... ومتى .. وكيف مثلتي علي انك إنسانه خجولة وعاقله وهذه سواتك .. وكم مرة كنت تقولي المفروض البنت ماتشوف الخطيب الا في يوم الشوفه الشرعيه وين هالكلام .لا وبعد الرساله قبل الخطبه بشهرين .. انا مصدومه يانجلاء مصدومه ترمي الظرف وتنهار باكية ... نجلاء تقف مكلومه والعبرة خانقتها والكلمات لاتطاوعها والتعابير خانتها والريق لايسعفها فلم تجد ماتعبر به الا الجلوس بجانب نوف وضمها على صدرها ومشاركتها البكاء وهي تشير بسببابتها بمايدل على كلمة لا..
في الخارج وبعد مغادرة جميع المعازيم لم يبقى في الموقع الا خالد ووالده مع راشد وخالهم ووالد نجلاء في جلسة حوار حول تحديد موعد العرس وبعض التفاصيل في هذا الشان وفي الزاوية البعيده يجلس ناصر مع عبدالرحمن صديقه القديم ويجمعهم حديث استرجاع للذكريات فيبدأ ناصر ينهال بوابل الاسئلة كعادته وعبدالرحمن يبدأ في السرد : ... اسمع يا أيها المحقق كانون تهكما بناصر ... انت تعرف ياناصر قبل ثلاث سنوات كنت احب نداوى ... اقصد الاخت نداوى .. يضحك ناصر ويبتسم عبدالرحمن ويكمل ....المهم كان حبي لها اكبر موسوعة غرام ألفتها في حياتي كنت ياناصر ما اقدر ( آكل اواشرب )وهي في بالي ... تعلمت عزف العود عشان اكتب اشعار واغني لها ياما كنت ( ألف ..وادور ) في حي الجامعه عشانها تدري ان ارقامها حفظتها اكثر من اسمي .... يقاطعه ناصر الله كبر والبنات الباقيات..( يالزير سالم ) يرد عبدالرحمن الله يهديك ياناصر البنات غير وهذه غير البنات اللي تقول .. كنت اتسلى بهم بس الله يسامحنا ويعفوا عنا لكن ياناصر هذه غير اول شي انا ماعرفتها بالغزل ولا بالمعاكسه مثل ماتعرف عن طريق اخوها ثامر يوم كنت اجيه البيت ... يقاطعه ناصر .. الا على فكره وين ايام ثامر .. يرد عبدالرحمن... يووو صار له قصه اقولها لك بعدين المهم مالك بالطويله بعد ما سافرتوا للرياض( جت امي تبغى تطلبها من اهلها لي ) .. رجعت امي من عندهم مكسورة الخاطر تقول انهم بيقولوا اذا توظف عبدرالرحمن زوجناه وعلمتهم انني انتظر التعيين ولكن لاحياة لمن تنادي وعرفت بعدين انهم حاطين عينهم على ولد احد اصحاب المناصب في جده من طرف ابوها وبعد شهرين كنت ( ماراً بسيارتي من امام بيتها .. الا وتجمع سيارات عنده ) وسألت وعرفت انها خطبتها ... رجعت الى البيت ودخلت الغرفة واقفلت الباب وبكيت ثم بكيت كما تبكي البنت في خدرها واخذت ارقام البنات وقطعتها واخذت صورهن واحرقتها واخذت العود وكسرته وقررت ان اغير حياتي او انهيها... وصرخت من قمة رأسي ( لاحياة لي في ديرة يانداوى وانت فيها مع غيري) ثم ذهبت الى ولد خالي بندر واقترضت منه مبلغا من المال الى حين ميسرة واستأذنت الوالدين وسافرت الى الخارج وفي سوريا تقابلت مع احد الاخوان السوريين كبار السن يدعى مصطفى وعرض علي ان افتح محل حلويات بالسعودية واني ماراح ادفع شي فقط يريد الاسم ووافقت وتم الافتتاح قبل سنه ونصف على طريق النسيم بالرياض وجاء تعييني معلم ورفضت والحين الحمدلله نسيت نداوى واللي جابوا نداوى والله يوفقها ويسعدها ورب ضارة نافعه يقطع حديثهم نداء من والد ناصر مطالبا ناصر بأن ياتي اليه يسـتأذن ناصر في هذا الوقت ويبقى عبدالرحمن متأهبا للمغادره ....
بعدها بيومين في مجمع الراشد مول يالمنطقة الشرقيه
في غرة شعبان كانت الساعة تشير الى الثامنة والنصف مساء و كان مجمع الراشد مول بالخبر يكتض يالمتسوقين من كل الاجناس والاعمار والجنسيات فهناك تجد شلة بنات يلبسون العباءات المغريه وهنا تشاهد شلة شباب يلبسون البناطيل الضيقه ومصففين الشعور ولاينقهم الا حمل شنط المكياج ومابين هذا وذاك مجموعة شباب يلبسون الثياب والغتر ويغرقون انفسهم بانواع العطور الجذابة ويحملون بأيديهم السبح البراقة والجوالات المطورة ورجال ( السيوكرتي ) يقفون في موقف المتفرج ... لم يكن الموقع مناسبا لظهور راشد المهتم بالبرستيج مع نوره التي تكبره بأعوام ولكنها رغبتها فلديها حفل افتتاح احد مراكزها التجميلية بالمجمع وترغب من راشد ان يكون ضيف شرف في الحفل .
في مواقف المجمع أمام اعلام الزينه مقابل البوابة تتوقف سيارة من نوع (همر) سوداء اللون حتى نوافذها وسيارتان خلفها واخرى امامها في موكب يوحي بحضور إحدى الأميرات للمجمع يهرول رجال الامن (السيوكرتي ) الى الموقع لتوفير الحماية اللازمه يقفن البنات الفضوليات والشباب كعادتهن منتظرين خروج من بداخل السياره .....
تفتح الابواب فينزل راشد من الباب الجانبي للسيارة وتنزل نورة سيدة الاعمال من الباب المقابل وهي ترتدي تلك العباءة وكأنها من تصميم (كوكو شانيل ) وفي حركة غريبة من نوره تأخذ بيد راشد ويدخلون للمجمع ونظرات مثل الرصاص تتسلط على شخصية راشد وعلامات استفهام شبابيه و (بناتيه )عن تواجد شاب في ريعان الشباب مع امراءة في بحر الخمسين كما يبدو علي حركاتها بينما يقوم احد رجال الموكب المصاحب لنورة (حيث جرت العاده لديها بالانتنقال بمديرة اعمالها مع بعض الرجال والمصورين الذين يعملون بشركاتها ) بإلباس المشلح الاسود على راشد الذي بدأ في اسدال غترته البيضاء والتصرف على طبيعته المعروفة بخطوات متثاقلة (كواثق الخطوة ).....وعلى احدى مقاعد المركز أمام نفورة اللهب تجلس ربى ورهام وحليمه وهيفا وسمر وحوار يدور بينهن . . شوفن يابنات لايفوتكن هذه شكلها امه ... لالا هذه يمكن اخته ... لالا بيقولوا هذه واحده من هوامير الاسهم وهذا مستشارها ... ماشاء الله عليه الله يخليه لأهله ... ( صدقت يا حافظ ابراهيم حينما قلت .. أنا لا أقول دعوا النساء سوافرا .. بين الرجال يجلن في الأسواق ..) ..تعال وشوف ..!
نوره وهي في طريقها الى مركزها ( موقع حفل الافتتاح ) برفقة راشد لم تستطيع منع نظرات البنات التي شقت سحب البخورمن المباخر التي استقبلوها بها موظفين مركزها لتتسلط على راشد حتى بدأت نار الغيرة تلتهم مابقي من صبرها فتأمر المرافقين بالدخول الى المركز والاستعجال وفي هذه الاثناء يأتي اتصال على جوال راشد من خالد اخوه انه يجب عليه الحظور الى الرياض في اسرع وقت من اجل مساعدته في بعض ترتيبات الزواج حسب اوامر وتوجيهات والدهم..
في مركز( حراس الفضيلة )
تركي منهار القوى بين ايادي الشيوخ بعد ان تم ايقافه لديهم اكثر من يومين فيبدأون في اجراءات التحقيق معه وعن اسلوب الابتزاز الذي ينهجه مع الفتيات وقبل هذا كيف عرف بأمر الفتاتين ولقاءهن مع الشيخ عبدالله ليعترف تركي بظهور شخصية ذات خبث انثوي وتدعى اريام وهي من طالبات الجامعة نفسها التي دأبت على استدراج الفتيات بالسوالف ولقط الاسرار لصالح تركي والحصول على مبالغ من جراء ذلك وان تركي قام بارسالها الى جود لمعرفة ماتنوي فعله وفي موقف ينم عن سوء تصرف وطيب نيه قامت جود بإخبار اريام بالتفاصيل في نفس اليوم بعد ان صافحت اريام جود على وعد بكتم السر ( الا تباً ليداً دست أنامل غدرها بقفاز البياض ) فما كان من اريام الا ان قامت بارسال التفاصيل عبررسالة جوال على تركي .... يستمر التحقيق ...ولنا عوده
في غرفة نوف
تجلس نوف كئيبة وزعلانة ومأخذه على خاطرها من خالد ونجلاء وهي تمسك في يدها بالظرف وفي إنتظار حظور خالد للمنزل من اجل ان تفهم منه ماحصل فطوال المدة الماضية بعد العزومة لم تجد فرصة لمسائلته ومعرفة السبب .. حتى نجلاء لم تستطيع اخبارها بذلك فما كان من نوف الا ان اخذت الظرف معها ويطول انتظارها لأخيها وفي طريق خالد للمنزل وهو يقود سيارته اللكزس واغنية (على دلوعنه تصدح بصوت هادي ومعروف عن خالد حبه للطرب الشامي ) وفي الطريق تأتي رسالة على جواله تربكه كثيرا وقد تغير مسار حياته مع نجلاء وعند فتح الرساله يجدها متضمنة الاتي :.....