العودة   منتديات عتيبه > الأدب والثقافة > نُونْ وَ مَا يَسْطُرُون

نُونْ وَ مَا يَسْطُرُون فصحى, حر, خواطر, نثر, قصة,أمثال وحكم, مقالة

 
كاتب الموضوع احمد العتيبي-1 مشاركات 6 المشاهدات 425  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 01-29-2008, 01:19 PM   #1
معلومات العضو
عضو مميز

رقم العضوية : 5077
تاريخ التسجيل: Oct 2006
مجموع المشاركات : 923
قوة التقييم : 21
احمد العتيبي-1 will become famous soon enoughاحمد العتيبي-1 will become famous soon enough
مَتَى يَأْتِي الْجَيْشُ الْعَرَبِيُّ ؟

[align=center]

مَتَى يَأْتِي الْجَيْشُ الْعَرَبِيُّ ؟

شعر

السمّاح عبد الله



إِهْدَاءَةْ

إلى الجيش العربيّ

س . ع






[frame="7 70"] [align=center]قال الجندي للجنديّ: لقد طال غياب الجيش العربيّ
،وحفَّتنا الأخطار من الجهة اليمنى ومن الجهة اليسرى
، ومن البحر المتقلب ومن الجو المتذبذب
، قُطع جسدُ الأبناءِ أمام الآباءِ
، وبُقر البطنُ الحاملُ قبل استكمال اللحمِ على عظم أجنتنا
، هُتّكت الأعراضُ أمام الأعين
، صُلّبنا فوق الجدران
، فقل لي بالله عليك : لماذا لم يأت الجيش العربيّ ، إلى الآن ؟

*****
، فقال له : لا تقلق
، سيجيء الجيش العربيّ الباسلُ في موعده
، قال الجنديُّ : متى موعده ؟
، قال له : إن هي إلا ساعات أو أيام أو سنوات
، وتراه كما عوّدنا في التاريخ المكتوبِ
، وفي التاريخ المرويّ وفي ساحات الحرب
، يصول كثيرا ويجول كثيرا
، يردم بحرًا ويغبّر جوا ويعبِّد دربا
، ويحدد تاريخ بداية كونٍ ويحدد تاريخ نهاية كونٍ
، ويعلم أجناد الدنيا كيف تكون الحرب

*****

،فقال الجنديُّ :فهلا أخبرت أخاك بأنباء الجيش العربيّ
، فإني والله مشوقٌ أن أستمع إلى أمجادِ الأجدادِ
، فقال له : خاض الجيش العربيّ حروبا
، حتى قد والله اشتعلتْ تحت أصابع رجليه رمالُ البطحاءِ
، وقد والله احترقتْ تحت حوافرِ خيل الجندِ
، رءوسُ علوج الأوغاد الجبناءِ
، نعم
، إي والله
، لقد خاض الجيش العربيّ حروبا شيّبتِ الوِلْدَانَ
، وسوّدت السحبَ الماشيةَ محملةً بالماءِ
، وسجَّلها التاريخُ على صفحته بسطورٍ من نورٍ
، ومدادٍ من دم الأجدادِ
، وكانت آخرَها حربُ العنزةِ
، ملحمةُ المجد الدوّارةُ في الآفاقِ
، ومفخرةُ العربِ الخالدةُ وعزهمُ الباقي

*****

، قال الجنديّ : وما حرب العنزة ِ؟
، قال له :
، يا لكَ من غرٍ لا تعرف تاريخك
، في حرب العنزةِ أيامُ العربِ المشهورةُ
، وسجلهمُ العامرُ بالمجدِ
، الحافلُ بخصالِ العزةِ والشرفِ العالي
، قال الجنديُّ : بربّك قُصَّ عليّ القصةَ
، حتى نعرفَ نحن الخلف الطالح أنـباء السلف الصالحِ
، ونعلمها للأبناء وللأحفادِ
، لكي نتعظَ ونعتبر ونمشي خلف خطاهم
،قال له: في تلك الحرب
، انقسم الجيش العربيُّ الأسديُّ المغوارُ الصنديدُ إلى قسمين
، فقسمٌ منحازٌ لبني بكرٍ والقسمُ الآخرُ منحازٌ لبني حلزةَ
، ذلك أن بني بكرٍ أكلتْ عنزتُهم من زرعة حلزةَ
، حينئذٍ قامت قومتهم
،إذ كيف تجرأتِ العنزةُ ذات القرنين الملتفَّين
، وذات العينين الحولاوين
، وذات الذيل المتسخِ ومدتْ رقبتها المُعْوَجّةَ للزرع الحلزيّ
، المنذور لحلزةَ بقوافلها وبهائمها
، والضّيفان السيارةِ في صحراء منازلها
، فتجمّعتِ الأفواجُ الغاضبةُ وخرجتْ لفضاء الصحراءِ
، ملوّحةً بهلاهيل الخِرَقِ
، وعيدانِ النيرانِ المحترقةِ وجريد النخلِ
، وهتفتْ في مدخل خيمة رأس القومِ
، منددةً بالعدوان الغاشمِ ومطالبةً بالثأر الحاسمِ
، حتى رجّت أصواتهمُ الهادِرَةُ خِباءَ الشيخِ المُتَرَفِّعِ
، في ساعة خلوته مع نسوتِهِ الأربع
، هالات النور شريفاتِ بيوتاتِ المجدِ العالي
، وربيباتِ قبائل وردٍ والضرغامَ وشبلٍ والليث
، شموسِ مضارب أفجاجِ البيداءِ
، الممتلئاتِ إذا ما دخلت إحداهن من البوابةِ تستغرق يومين
، فيومٌ للصدرِ ويومٌ للأردافِ
،ومع ما ملكت يمناهُ سواء بالإرثِ المنقول إليه
، عن والده - طيّب مولاهُ ثراهُ - أو عن
، حقٍ معلومٍ يأتيه إثر الغزواتِ الدوّارةِ في آفاقِ البيدِ
، جواريه وسراريه
، فمنهنَّ السوداواتُ ويصلحن رضيعاتٍ للأطفالِ
،ومنهنَّ الصفراواتُ ويصلحن ليقضين خصوصيات الزوجاتِ الأربعِ
، وحوائجهن السريةَ في كتمانٍ وأمانٍ
، والشقراواتُ ذوات الفخذ الرابي والنهدِ الصابي والعينِ المكحولةِ
، كحلا ربانيا لخصوصيات الزوجِ إذا انتصف الليلُ الأسودُ وسرتْ
، رعدته الفوارةُ في أحشاءِ الجسدِ الفحلِ وطفرتْ تطلب حاجتها
، من مشتهيات الله الممنوحةِ للخلصاءِ
، ومنهنَّ الدعجاواتُ لسهر الليلاتِ
، ومنهنَّ الدكناواتُ لضرب الأوتارِ
، ومنهنَّ الفرعاواتُ الحفَّاظاتُ لأنسابِ بطون البيداءِ
، الضَّاربةِ إلى قحطان أو عدنانٍ
،والصاعدةِ إلى آدمَ مُذْ هبطت قدماه إلى الأرضِ الخربانةِ ليُعَمّرَها
، الحفَّاظاتُ تواريخَ رجالات الأحداث الكبرى والأيام المعلومة
،والمجهولة من أيام العرب العاربةِ ومن أيام العرب المستعربةِ

*****

، فقال الجنديُّ :
، وهل ثمة فرقٌ بين العرب العاربة وبين العربِ المستعربةِ؟
، فقال له : ليس العربُ العاربةُ كمثلِ العربِ المستعربةِ
، تماما كالفرق الواضح والبيّنِ بين الرجل المدعو ( عُمَر )
، والرجل المدعو ( عَمْرو )

*****

، قال الجنديُّ : فأكملْ قصتك الشائقةَ
، فقد والله اشتقت لأن أستمعَ وأستمتع بالأحداثِ
، وأتتبعَ سِيَرَ العظماءِ
، فقال : ومنهنَّ الخمسينياتُ ويصلحن لتدبير شئون البيت
، الممتليء رجالا ونساء وصغارا وغلالا وخيولا
، هذا غير الروميّاتِ وغير القسطنطينياتِ وغير التركيّاتِ
،وقد حسب له بعضهمُ تسعين ومائتين وبعضهمُ عدّ له ألفا
،أيا كان الرقمُ فإن النسوةَ رزقٌ ومتاعٌ حلله الله تعالى لذوي القدرةِ
، من أمثال كبير الحلزيينَ
، فقال الجنديّ:وماذا فعل كبيرُ الحلزيين
، إزاءَ جموعِ قبيلته الغاضبةِ الهاتفةِ مطالبةً بالثأرِ ؟
، فقال له : نهض رئيسُ القومِ وأبعد عنه نسوته وأزاح جواريه
، وألقى بالأطباقِ الممتلئة مرقا وثريدا
، كسّر كاساتِ الخمرِ ومزّق أوتارَ العيدانِ وقال لهنَّ :
، اذهبن لمخدعكنّ فهذا فرقانٌ ما بين الهزلِ وما بين الجد
، الليلةَ لا لهو فإنّ الجد يحطّ على عتباتِ الدُّورِ
، الليلة لا خمر فإن الأمر يدقٌ البابَ
،وأقسم قُدَّام الزوجاتِ وقدام جواريهِ :
، من هذي الليلة لن يحوي ثوبي هذا امرأة من زوجاتي قطّ
،ولن تلتف يداي على نهديْ جاريةٍ أو فخذيْ ضاربةٍ بالأوتارِ
، وذكرهن ببيت الشعر المتوارث عبر الأجيال



، وأردف أن البيت الشعريَّ وإن كان مؤلفه عمرُ القرشيُّ
، الفاتن للنسوةِ والمفتونِ بهن
،العلمُ العالي في تاريخ العشق وصاحبُ أشهر جولات
، فوق مخادعهن
، ومع هذا لما جدّ الجدُّ أعاد النسوةَ لسرائرهن
، وركّبَ فوق الأفراسِ الفرسانَ وأطلقهم في بيداء الميدان

*****

، فقال الجنديُّ : ورأسِ أبيكَ الغالي كمّل قصتك الشائقة
، فقال الجنديُّ : وخرج رئيسُ القوم إلى الثوارِ
، العطشانين إلى الثارِ التوّاقين لمحو العارِ
، فأحكم ربط عمامته وتجشأ
، حيّى حميةَ حلزةَ وامتدح النخوةَ لما تأتي في موضعها
، وارتجل الأبيات الشعريةَ تصفُ مفاخرَ حِلْزةَ والحلزيين
،وتذكر أنسابهمُ الصاعدةَ إلى حام ابن الربَّانِ الأكبرِ نوحٍ
، واضعِ أول حجرٍ في البيتِ الحلزيّ
، وحين رأى شررَ النيرانِ يطقطقُ في بؤبؤ أعينهم
،حين تأكد أن الكلمات سَرَت ْفي أجسادهمُ سريانَ الدمّ
، أشار بسبّابته
، وهو يحدد خارطةَ الموقعةِ وخطتَه المرسومةَ للحرب
، فهتف الثوّارُ : نموت نموت وتحيا حِلْزَةُ
، تحيا حلزةُ ونموت نموتُ
،فقال رئيسُ القوم ِ:نعم تحيا حلزةُ حتى لو متنا عن آخرنـا
، ردّ عليه الثوّارُ : نعم حتى لو متنا عن آخرنـا
، حينئذٍ أصدر أمرا يقضي بطلاق نساء بني بكرٍ
، ممن تحت رجال بني حلزةَ
،وأشار إلى الرُّسُلِ بأنْ يستبقوا الريحَ إلى حلفائهمُ في البيداءِ :
،بطونِ بني كلبٍ وبني أنف الناقةِ وبني ضبعٍ
، وبني مجشوش الرقبةِ وبني مشجوج الرأسِ

*****

،فقال الجنديُّ وهل ثمة فرقٌ بين المجشوش وبين المشجوج ؟
،فقال له:ارجع للسان العربِ ومختار الصحّاحِ لتدركَ أن لغتنا
،العربيةَلم تترك شاردةً أو واردةً إلا وأحاطتها بالتأويل الشارحِ
،والشرح التأويليّ لكي لا تترك شأفةَ شكٍ يتسلل منها أعداءُ
،اللغةِ وأعداءُ الدينِ - أبادهمُ الله – إلى اللغة العربيةِ
، ولكي تقفل كل الأبواب المفتوحة قدّام ذوي الأغراضِ
،المدسوسين حوالينا النقَّارين على أشجار حضارتنا كالفئرانِ
،السامّةِ تبغي تقويضَ البيت العربيّ العامرِ

[/align]
[/frame]
[/align]

احمد العتيبي-1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها