![]() |
[font=simplified arabic][size=7][color=#ff0000]فتنة الدجال
[/color][/size]فتنة الدجال أعظم الفتن منذ خلق الله آدم إلى قيام الساعة ، وذلك بسبب ما يخلق الله معه من الخوارق العظيمة التي تبهر العقول ، وتحير الألباب . فقد ورد أن معه جنةً وناراً ، وجنته نار ، وناره جنة ، وأن معه أنهار الماء ، وجبال الخبز ، ويأمر السماء أن تمطر فتمطر ، والأرض أن تُنبت فتُنبت ، وتتبعه كنوز الأرض ، ويقطع الأرض بسرعة عظيمة ، كسرعة الغيث استدبرته الريح ... إلى غير ذلك من الخوارق . [u][color=#000000]وكل ذلك جاءت به الأحاديث الصحيحة :[/color][/u] فمنها ما رواه الإمام مسلم عن حذيفة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [color=#006600][u]( الدجال أعور العين اليسرى ، جفال الشعر ، معه جنة ونار ، فناره جنة ، وجنته نار )[/u][/color] . ولمسلم أيضاً عن حذيفة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [color=#006600][u]( لأنا أعلم بما مع الدجال منه ، معه نهران يجريان ، أحدهما رأي العين ماء أبيض ، والآخر رأي العين نار تأجج ، فإما أدركن أحد ، فليأت النهر الذي يراه ناراً ، وليغمض ، ثم ليطأطيء رأسه ، فيشرب منه ، فإنه ماء بارد )[/u][/color] . وجاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه في ذكر الدجال أن الصحابة قالوا : يا رسول الله ! وما لبثه في الأرض ؟ قال : [color=#006600][u]( أربعون يوماً : يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم )[/u][/color] . قالوا : وما إسراعه في الأرض ؟ قال : [color=#006600][u]( كالغيث إذا استدبرته الريح ، فيأتي على القوم ، فيدعوهم ، فيأمنون به ، ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر ، والأرض فتُنبت ، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذراً ، وأسبغه ضروعاً ، وأمده خواصر ، ثم يأتي القوم ، فيدعوهم ، فيردون عليه قوله ، فينصرف عنهم ، ، فيصبحون ممحِلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ، ويمر بالخربة ، فيقول لها : أخرجي كنوزك ، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ، ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً ، فيضربه بالسيف ، فيقطعه جزلتين رمية الغرض ، ثم يدعوه ، فيقبل ويتهلل وجهه يضحك )[/u][/color] صحيح مسلم . [color=#ff0000][ سارحتهم ] : [/color]السارحة هي الماشية . [color=#ff0000][ ذرا ] : [/color]بضم الذال المعجمة وهي الأعالي والأسنمة . [color=#ff0000][ أسبغة ] : [/color]بالسين المهملة ، أي : أطوله لكثرة اللبن ، وكذا أمده خواصر لكثرة امتلائها من الشبع . [color=#ff0000][ يعاسيب النحل ] :[/color] هي ذكور النحل . وقال القاضي عياض : [ أي جماعتها ، وأصل اليعسوب أمير النحل ، ويسمى كل سيد يعسوباً ، وإذا طار أمير النحل ، اتبعته جماعاتها ] . [color=#006600]وجاء في رواية البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن هذا الرجل الذي يقتله الدجال من خيار الناس ، أو خير الناس ، يخرج إلى الدجال من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقول للدجال : ( أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه . فيقول الدجال : أرأيتم أن قتلت هذا ثم أحييته ، هل تشكون في الأمر ؟ فيقولون : لا . فيقتله ، ثم يحييه ، فيقول [ أي : الرجل ] : والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم ، فيريد الدجال أن يقتله ، فلا يسلَّط عليه ) . [/color] وسبق ذكر رواية ابن ماجه عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه ...[color=#006600] [ وفيها قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال ] : ( إن من فتنته أن يقول للإعرابي : أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك ، أتشهد أني ربك ؟ فيقول : نعم . فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه ، فيقولان : يا بني ! اتبعه ، فإنه ربك ) [/color] نسأل الله العافية ، ونعوذ به من الفتن . [/font] |
[font=decotype thuluth][size=7][color=#ff0000]الوقاية من فتنة الدجال
[/color][/size][/font] [center] أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى ما يعصمها من فتنة المسيح الدجال ، فقد ترك أمته على المحجة البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك ، فلم يدع صلى الله عليه وسلم خيراً إلا دل أمته عليه ، ولا شراً إلا حذرها منه ، ومن جملة ما حذر منه فتنة المسيح الدجال ، لأنها أعظم فتنة تواجهها الأمة إلى قيام الساعة ، وكان كل نبي يُنذر أمته الأعور الدجال ، واختص محمد صلى الله عليه وسلم بزيادة التحذير والإنذار ، وقد بين الله له كثيراً من صفات الدجال ، ليحذر أمته ، فإنه خارج في هذه الأمة لا محالة ، لأنها آخر الأمم ، ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين . [u][color=#000000]وهذه بعض الإرشادات النبوية التي أرشد إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته ، لتنجو من هذه الفتنة العظيمة التي نسأل الله العظيم أن يعافينا ويُعيذنا منها :[/color][/u] [color=#ff0000]1 ـ [/color][color=#000000]التمسك بالإسلام ، والتسلح بسلاح الإيمان ، ومعرفة أسماء الله وصفاته الحسنى التي لا يشاركه فيها أحد ،[/color] فيعلم أن الدجال بشر يأكل ويشرب ، وأن الله تعالى منزه عن ذلك ، وأن الدجال أعور ، والله ليس بأعور ، وأنه لا أحد يرى ربه حتى يموت ، والدجال يراه الناس عند خروجه ، مؤمنهم وكافرهم . [color=#ff0000]2 ـ[/color] [color=#000000]التعوذ من فتنة الدجال ،[/color] وخاصة في الصلاة ، وقد وردت بذلك [color=#990000][u]الأحاديث الصحيحة :[/u][/color] فمنها ما رواه الشيخان والنسائي عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة : [color=#006600][u]( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ... الحديث )[/u][/color] . وروى البخاري عن مصعب قال : كان سعد يأمر بخمس ويذكرهن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بهن ... ( منها : ) [color=#006600][u]( وأعوذ بك من فتنة الدنيا [ يعني : الدجال ] )[/u][/color] . [color=#000000]وفي إطلاق الدنيا على الدجال إشارة إلى أن فتنة الدجال أعظم الفتن الواقعة في الدنيا .[/color] وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [color=#006600][u]( إذا تشهد أحدكم ، فليستعذ با الله من أربع ، يقول : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن شر فتنة المسيح الدجال )[/u][/color] . وكان الإمام طاوس يأمر ابنه بإعادة الصلاة إذا لم يقرأ بهذا الدعاء في صلاته . وهذا دليل على حرص السلف على تعليم أبنائهم هذا الدعاء العظيم . [color=darkorange]قال السفاريني :[/color] [color=#000000][ مما ينبغي لكل عالم أن يبث أحاديث الدجال بين الأولاد والنساء والرجال ... وقد ورد أن من علامات خروجه نسيان ذكره على المنابر ] .[/color]إلى أن قال : [ ولا سيما في زماننا هذا الذي أشرأبت فيه الفتن ، وكثرت فيه المحن ، واندرست فيه معالم السنن ، وصارت السنن فيه كالبدع ، والبدعة شرعُ يُتبع ، ولا حول ولا قوة إلا با الله العلي العظيم ] . [color=#ff0000]3 ـ [/color][color=#000000]حفظ آيات من سورة الكهف ، [/color]فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة فواتح سورة الكهف على الدجال ، وفي بعض الروايات خواتيمها ، وذلك بقراءة عشر آيات من أولها أو آخرها . ومن الأحاديث الواردة في ذلك ما رواه مسلم من حديث النواس بن سمعان الطويل ... ( وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : ) [color=#006600][u]( من أدركه منكم ، فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف )[/u][/color] . وروى مسلم أيضاً عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [color=#006600][u]( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ، عُصم من الدجال )[/u][/color] . أي : من فتنته . قال مسلم : [color=#000000][ قال شعبة : من آخر الكهف ، وقال همام : من أول الكهف ] .[/color] قال النووي : [color=#000000][ سبب ذلك ما في أولها من العجائب والآيات ، فمن تدبرها لم يُفتن بالدجال ، وكذلك آخرها قوله تعالى : [color=blue]" أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا .. "[/color] [ الكهف : 102 ] ] .[/color] وهذا من خصوصيات سورة الكهف ، فقد جاءت الأحاديث بالحث على قراءتها ، وخاصة في يوم الجمعة . روى الحاكم عن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [color=#006600][u]( إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة ، أضاء له من النور ما بين الجمعتين )[/u][/color] . ولا شك أن سورة الكهف لها شأن عظيم ، ففيها من الآيات الباهرات ، كقصة أصحاب الكهف ، وقصة موسى مع الخضر ، وقصة ذي القرنين ، وبناءه للسد العظيم حائلاً دون يأجوج ومأجوج ، وإثبات البعث والنشور والنفخ في الصور ، وبيان الأخسرين أعمالاً وهم الذين يحسبون أنهم على الهدى وهم على الضلالة والعمى . فينبغي لكل مسلم أن يحرص على قراءة هذه السورة ، وحفظها ، وترديدها ، وخاصة في خير يومٍ طلعت عليه الشمس ، وهو يوم الجمعة . [color=#ff0000]4 ـ[/color] [color=#000000]الفرار من الدجال ، والابتعاد منه ،[/color] والأفضل سكنى مكة والمدينة ، فقد سبق أن الدجال لا يدخل الحرمين ، فينبغي للمسلم إذا خرج الدجال أن يبتعد منه ، وذلك لما معه من الشبهات والخوارق العظيمة التي يُجريها الله على يديه فتنة للناس ، فإنه يأتيه الرجل وهو يظن في نفسه الإيمان والثبات ، فيتبع الدجال ، نسأل الله أن يُعيذنا من فتنته وجميع المسلمين . روى الإمام أحمد وأبو داود والحاكم عن أبي الدهماء قال : سمعت عُمران بن حصين يُحدث ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [color=#006600][u]( من سمع بالدجال فلينأ عنه ، فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن ، فيتبعه مما يبعث به من الشبهات ، أو لما يبعث به من الشبهات )[/u][/color] . [/center] |
[font=decotype thuluth][size=7][color=#ff0000]هلاك الدجال
[/color][/size][/font][b][color=#000000][font=simplified arabic]يكون هلاك الدجال على يدي المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة ، وذلك أن الدجال يظهر على الأرض كلها إلا مكة والمدينة ، ويكثر أتباعه ، وتعم فتنته ، ولا ينجو منها إلا قلة من المؤمنين ، وعند ذلك ينزل عيسى بن مريم عليه السلام على المنارة الشرقية بدمشق ، ويلتف حوله عباد الله المؤمنون ، فيسير بهم قاصداً المسيح الدجال ، ويكون الدجال عند نزول عيسى متوجهاً نحو بيت المقدس ، فيلحق به عيسى عند باب ( لد ) ، فإذا رآه الدجال ، ذاب كما يذوب الملح ، فيقول له عيسى عليه السلام : [color=#006600][u]( إن لي فيك ضربة لن تفوتني )[/u][/color] . فيتداركه عيسى ، فيقتله بحربته ، وينهزم أتباعه ، فيتبعهم المؤمنون ، فيقتلونهم ، حتى يقول الشجر والحجر : يا مسلم ! يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي ، تعال فاقتله ، إلا الغرقد ، فإنه من شجر اليهود . [u][color=#990000]وإليكم بعض الأحاديث الواردة في هلاك الدجال وأتباعه :[/color][/u] روى مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [color=#006600][u]( يخرج الدجال في أمتي ... [ فذكر الحديث وفيه : ] فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود ، فيطلبه ، فيهلكه )[/u][/color] . وروى الإمام أحمد والترمذي عن مجمع بن جارية الأنصاري رضي الله عنه ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [color=#006600][u]( يقتل ابن مريم الدجال بباب لُد )[/u][/color] . وروى مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنه حديثاً طويلاً عن الدجال ... [ وفيه قصة نزول عيسى وقتله للدجال ، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : ] [color=#006600][u]( فلا يحل لكافرٍ يجد ريح نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه ، حتى يدركه بباب لد ، فيقتله )[/u][/color] . وروى الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [color=#006600][u]( يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم ... [ فذكر الحديث ، وفيه : ] ثم ينزل عيسى بن مريم ، فينادي من السَّحَر ، فيقول : أيها الناس ! ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث . فيقولون : هذا رجل جني . فينطلقون ، فإذا هم بعيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم ، فتقام الصلاة ، فيقال له : تقدم يا روح الله ! فيقول : ليتقدم إمامكم ، فليصل بكم ، فإذا صلى صلاة الصبح ، خرجوا إليه . قال : فحين يرى الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء ، فيمشي إليه ، فيقتله ، حتى إن الشجر والحجر ينادي : يا روح الله ! هذا يهودي ، فلا يترك ممن كان يتبعه أحداً إلا قتله )[/u][/color] . [color=#ff0000][ ينماث ] : [/color]ماث الشيء ميثاً ، أي : مرسه . وماث الملح في الماء ، أي : أذابه . وبقتله ـ لعنه الله ـ تنتهي فتنته العظيمة ، ويُنجي الله الذين آمنوا من شره وشر أتباعه على يدي روح الله وكلمته عيسى بن مريم عليه السلام ، وأتباعه المؤمنين ، ولله الحمد والمنة .[/font] [/color][/b] |
[font=decotype thuluth][size=7][color=#ff0000]هلاك الدجال
[/color][/size][/font][b][font=simplified arabic][color=#000000]يكون هلاك الدجال على يدي المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة ، وذلك أن الدجال يظهر على الأرض كلها إلا مكة والمدينة ، ويكثر أتباعه ، وتعم فتنته ، ولا ينجو منها إلا قلة من المؤمنين ، وعند ذلك ينزل عيسى بن مريم عليه السلام على المنارة الشرقية بدمشق ، ويلتف حوله عباد الله المؤمنون ، فيسير بهم قاصداً المسيح الدجال ، ويكون الدجال عند نزول عيسى متوجهاً نحو بيت المقدس ، فيلحق به عيسى عند باب ( لد ) ، فإذا رآه الدجال ، ذاب كما يذوب الملح ، فيقول له عيسى عليه السلام : [color=#006600][u]( إن لي فيك ضربة لن تفوتني )[/u][/color] . فيتداركه عيسى ، فيقتله بحربته ، وينهزم أتباعه ، فيتبعهم المؤمنون ، فيقتلونهم ، حتى يقول الشجر والحجر : يا مسلم ! يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي ، تعال فاقتله ، إلا الغرقد ، فإنه من شجر اليهود .[/color][/font][/b][color=#000000] [font=simplified arabic][b][u][color=#990000]وإليكم بعض الأحاديث الواردة في هلاك الدجال وأتباعه :[/color][/u][/b] [b]روى مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [color=#006600][u]( يخرج الدجال في أمتي ... [ فذكر الحديث وفيه : ] فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود ، فيطلبه ، فيهلكه )[/u][/color] .[/b] [b]وروى الإمام أحمد والترمذي عن مجمع بن جارية الأنصاري رضي الله عنه ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [color=#006600][u]( يقتل ابن مريم الدجال بباب لُد )[/u][/color] .[/b] [b]وروى مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنه حديثاً طويلاً عن الدجال ... [ وفيه قصة نزول عيسى وقتله للدجال ، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : ] [color=#006600][u]( فلا يحل لكافرٍ يجد ريح نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه ، حتى يدركه بباب لد ، فيقتله )[/u][/color] .[/b] [b]وروى الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [color=#006600][u]( يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم ... [ فذكر الحديث ، وفيه : ] ثم ينزل عيسى بن مريم ، فينادي من السَّحَر ، فيقول : أيها الناس ! ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث . فيقولون : هذا رجل جني . فينطلقون ، فإذا هم بعيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم ، فتقام الصلاة ، فيقال له : تقدم يا روح الله ! فيقول : ليتقدم إمامكم ، فليصل بكم ، فإذا صلى صلاة الصبح ، خرجوا إليه . قال : فحين يرى الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء ، فيمشي إليه ، فيقتله ، حتى إن الشجر والحجر ينادي : يا روح الله ! هذا يهودي ، فلا يترك ممن كان يتبعه أحداً إلا قتله )[/u][/color] .[/b] [b][color=#ff0000][ ينماث ] : [/color]ماث الشيء ميثاً ، أي : مرسه . وماث الملح في الماء ، أي : أذابه .[/b] [b]وبقتله ـ لعنه الله ـ تنتهي فتنته العظيمة ، ويُنجي الله الذين آمنوا من شره وشر أتباعه على يدي روح الله وكلمته عيسى بن مريم عليه السلام ، وأتباعه المؤمنين ، ولله الحمد والمنة .[/b][/font] [/color] |
[font=decotype thuluth][size=7][color=#ff0000]نزول عيسى عليه السلام
[/color][/size][/font][font=simplified arabic]قبل أن نتحدث عن نزول عيسى بن مريم عليه السلام يحسن بنا أن نتعرف على صفته التي وردت بها النصوص الشرعية .. [color=darkred][u]صفة عيسى عليه السلام :[/u][/color] صفته التي جاءت بها الروايات أنه رجل ، مربوع القامة ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، أحمر ، جعد ، عريض الصدر ، سبط الشعر ، كأنما خرج من ديماس - أي حمام - له لمة قد رجّلها تملأ ما بين منكبيه . [/font][size=7][color=#ff0000][font=decotype thuluth]صفة نزوله عليه السلام [/font][/color][/size] [font=simplified arabic]بعد خروج الدجال ، وإفساده في الأرض ، يبعث الله عيسى عليه السلام ، فينزل إلى الأرض ، ويكون نزوله عند المنارة البيضاء شرقي دمشق الشام ، وعليه مهرودتان ، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفعه تحدّر منه جمان كاللؤلؤ ، ولا يحل لكافرٍ يجد ريح نَفَسه إلا مات ، ونفَسَه ينتهي حيث ينتهي طرفه . [color=#990000][ مهرودتان ] :[/color] لابس مهرودتين ، أي ثوبين مصبوغين بورس ثم زعفران . ويكون نزوله على الطائفة المنصورة ، التي تقاتل على الحق ، وتكون مجتمعة لقتال الدجال ، فينزل وقت إقامة الصلاة ، يصلي خلف أمير تلك الطائفة . قال ابن كثير : [color=#660000][ هذا هو الأشهر في موضع نزوله أنه على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق ، وقد رأيت في بعض الكتب أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي جامع دمشق ، فلعل هذا هو المحفوظ .. وليس بدمشق منارة تعرف بالشرقية سوى التي إلى جانب الجامع الأموي بدمشق من شرقية ، وهذا هو الأنسب والأليق ، لأنه ينزل وقد أقيمت الصلاة ، فيقول له إمام المسلمين : يا روح الله ! تقدَّم . فيقول : تقدَّم أنت ، فإنه أُقيمت لك . وفي رواية : بعضكم على بعض أمراء ، تكرمة الله هذه الأمة ][/color] . وذكر ابن كثير أنه في زمنه سنة إحدى وأربعين وسبع مئة جدّد المسلمون منارة من حجارة بيض ، وكان بناؤها من أموال النصارى الذي حرقوا المنارة التي كانت مكانها ، ولعل هذا يكون من دلائل النبوة الظاهرة ، حيث قيّض الله بناء هذه المنارة من أموال النصارى ، لينزل عيسى بن مريم عليها ، فيقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، ولا يقبل منهم جزية ، ولكن من أسلم وإلا قُتل ، وكذلك غيرهم من الكفار . ففي حديث النواس بن سمعان الطويل في ذكر خروج الدجال ثم نزول عيسى عليه السلام قال صلى الله عليه وسلم : [u][color=#006600]( إذا بعث الله المسيح ابن مريم ، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ، بين مهرودتين ، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفعه تحدَّر منه جمان كاللؤلؤ ، فلا يحل لكافرٍ يجد ريح نفَسَه إلا مات ، ونفَسَه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه ـ أي : يطلب الدجال ـ حتى يدركه بباب لد ، فيقتله ، ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه ، فيمسح وجوههم ، ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة ) [/color][/u]صحيح مسلم .[/font] |
[font=decotype thuluth][size=7][color=#ff0000]الحكمة في نزول عيسى عليه السلام دون غيره
[/color][/size][/font][font=simplified arabic][size=4]تلمّس بعض العلماء الحكمة في نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان دون غيره من الأنبياء ، ولهم في ذلك [u][color=#ff0000]عدة أقوال :[/color][/u] [color=#990000]1 ـ[/color] الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوا عيسى عليه السلام فبيّن الله تعالى كذبهم ، وأنه الذي يقتلهم ويقتل رئيسهم الدجال ، كما سبق في ذلك في الكلام على قتال اليهود . ورجح الحافظ ابن حجر هذا القول على غيره . [color=#990000]2 ـ[/color] إن عيسى عليه السلام وجد في الإنجيل فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى :[color=#000099] " وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ "[/color] [ الفتح : 29 ] ، فدعا الله أن يجعله منهم ، فاستجاب الله دعاءه ، وأبقاه حتى ينزل آخر الزمان مجدداً لأمر الإسلام . قال الإمام مالك رحمه الله :[color=#000000] [ بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة الذين فتحوا الشام يقولون : والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا ] .[/color] وقال ابن كثير : [color=#000000][ وصدقوا في ذلك ، فإن هذه الأمة معظمة في الكتب المتقدمة والأخبار المتداولة ] .[/color] وقد ترجم الإمام الذهبي لعيسى عليه السلام في كتابه " تجريد أسماء الصحابة " ، فقال : [color=#000000][ عيسى بن مريم عليه السلام : صحابي ، ونبي ، فإنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء ، وسلّم عليه ، فهو آخر الصحابة موتاً ] . [/color] [color=#990000]3 ـ [/color]إن نزول عيسى عليه السلام من السماء ، لدنو أجله ، ليُدفن في الأرض ، إذ ليس لمخلوقٍ من التراب أن يموت في غيرها ، فيوافق نزوله خروج الدجال ، فيقتله عيسى عليه السلام . [color=#990000]4 ـ[/color] إنه ينزل مكذباً للنصارى ، فيظهر زيفهم في دعواهم الأباطيل ، ويُهلك الله الملل كلها في زمنه إلا الإسلام ، فإنه يكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية . [color=#990000]5 ـ [/color]إن خصوصيته بهذه الأمور المذكورة لقول النبي صلى الله عليه وسلم :[u][color=#006633] ( أنا أولى الناس بعيسى بن مريم ، ليس بيني وبينه نبي )[/color][/u] رواه البخاري . فرسول الله صلى الله عليه وسلم أخص الناس به ، وأقربهم إليه ، فإن عيسى بشَّر بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي من بعده ، ودعا الخلق إلى تصديقه والإيمان به ، كما في قوله تعالى : [color=#000099]" وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ "[/color] [ الصف : 6 ] . وفي الحديث : [color=#006633]( قالوا : يا رسول الله أخبرنا عن نفسك ؟ قال : نعم ، أنا دعوة أبي إبراهيم بشرى أخي عيسى ) .[/color][/size][/font] |
[font=decotype thuluth][size=7][color=#ff0000]بماذا يحكم عيسى عليه السلام ؟
[/color][/size][/font][font=simplified arabic]يحكم عيسى عليه السلام بالشريعة المحمدية ، ويكون من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، فإنه لا ينزل بشرع جديد ، لأن دين الإسلام خاتم الأديان ، وباقٍ إلى قيام الساعة ، لا ينسخ ، فيكون عيسى عليه السلام حاكماً من حكام هذه الأمة ، ومجدداً لأمر الإسلام ، إذ لا نبي بعد محمدٍ صلى الله عليه وسلم . روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [color=#006633][u]( كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم وإمامُكم منكم ؟! )[/u][/color] . فقلتُ ـ القائل الوليد بن مسلم ـ لابن أبي ذئب : إن الأوزاعي حدثنا عن الزهري عن نافع عن أبي هريرة : ( وإمامُكم منكم ) . قال ابن أبي ذئب : تدري ما أمّكم منكم ؟ قلت : تخبرني ؟ قال : فأمَّكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم . [ صحيح مسلم ] . وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :[u][color=#006633] ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين إلى يوم القيامة )[/color][/u] . قال : [u][color=#006633]( فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم ، فيقول أميرهم : تعال صلِّ بنا . فيقول : لا ، إن بعضكم على بعض أمراء ، تكرمة الله هذه الأمة )[/color][/u] [ صحيح مسلم ] . [color=#ff0000]قال القرطبي :[/color] [ ذهب قوم إلى أنه بنزول عيسى عليه السلام يرتفع التكليف ، لئلا يكون رسولاً إلى أهل ذلك الزمان ، يأمرهم عن الله تعالى ، وهذا ( يعني : كونه رسولاً بعد محمد ) أمر مردود بقوله تعالى : [color=#003399]" وخاتم النبيين " [/color][ الأحزاب : 40 ] ، وقوله عليه الصلاة والسلام : [u][color=#006633]( لا نبي بعدي )[/color][/u] [ صحيح مسلم ] ، وقوله : [u][color=#006633]( وأنا العاقب )[/color][/u] [ صحيح البخاري ، يريد آخر الأنبياء وخاتمهم . وإذا كان ذلك ، فلا يجوز أن يُتوهم أن عيسى ينزل نبياً بشريعة متجددة غير شريعة محمد نبينا صلى الله عليه وسلم ، بل إذا نزل ، فإنه يكون يومئذٍ من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، كما أخبر صلى الله عليه وسلم ، حيث قال لعمر : [u][color=#006633]( لو كان موسى حياً ، ما وسعه إلا اتباعي )[/color][/u] [ مسند الإمام أحمد ] . فينزل وقد عُلم بأمر الله تعالى له في السماء قبل أن ينزل ما يحتاج إليه من علم هذه الشريعة للحكم به بين الناس ، والعمل به في نفسه ، فيجتمع المؤمنون عند ذلك إليه ، ويحكمونه على أنفسهم ... ولأن تعطيل الحكم غير جائز ، وأيضاً ، فإن بقاء الدنيا إنما يكون بمقتضى التكليف إلى أن لا يقال في الأرض : الله ، الله ) [ التذكرة ص 677 ـ ص 678 ] . والذي يدل على بقاء التكليف بعد نزول عيسى عليه السلام صلاته مع المسلمين ، وحجه ، وجهاده للكفار . فأما صلاته ، فقد سبق في الأحاديث ذكر ذلك . وكذلك قتاله للكفار وأتباع الدجال . وأما حجه ، ففي صحيح مسلم عن حنظلة الأسلمي ، قال : سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يحدِّث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :[u][color=#006633] ( والذي نفسي بيده ، ليهُلن ابن مريم بفج الروحاء حاجاً أو معتمراً ، أو ليثنِّينِّهما )[/color][/u] . أي يجمع بين الحج والعمرة . [color=#ff0000][ فج الروحاء ] :[/color][color=#333333] موضع بين مكة والمدينة ، سلكه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر وإلى مكة عام الفتح ، وفي الحج .[/color] وأما وضع عيسى للجزية عن الكفار ـ مع أنها مشروعة في الإسلام قبل نزوله عليه السلام ـ فليس هذا نسخاً لحكم الجزية جاء به عيسى شرعاً جديداً ، فإن مشروعية أخذ الجزية مقيد بنزول عيسى عليه السلام بإخبار نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو المبيِّن للنسخ بقوله لنا : [u][color=#006633]( والله لينزلن ابن مريم حكماً عدلاً ، فليكسِّرن الصليب ، وليقتلن الخنزير ، وليضعن الجزية )[/color][/u] [ صحيح مسلم ] .[/font] |
[font=decotype thuluth][size=7][color=#ff0000]انتشار الأمن وظهور البركات في عهده عليه السلام
[/color][/size][/font][font=simplified arabic]وزمن عيسى عليه السلام زمن أمن وسلام ورخاء ، يرسل الله فيه المطر الغزير ، وتخرج الأرض ثمرتها وبركتها ، ويفيض المال ، وتذهب الشحناء والتباغض والتحاسد . فقد جاء في حديث النواس بن سمعان الطويل في ذكر الدجال ونزول عيسى وخروج يأجوج ومأجوج في زمن عيسى عليه السلام ودعائه عليهم وهلاكهم ، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : [u][color=#006633]( ثم يرسل الله مطراً لا يُكِنُّ منه بيت مدر ولا وبر ، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك ، وردي بركتك ، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ، ويستظلون بقحفها ، ويبارك في الرسل ، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس ، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس ) [/color][/u][ صحيح مسلم ] . [color=#ff0000][ الزلفة ] :[/color] روي بفتح الزاي واللام والقاف وروي بالفاء ، وكلها صحيحة ، ومعناه كالمرآة شبه الأرض بها لصفائها ونظافتها . وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[u][color=#006633] ( والأنبياء إخوة لعلات ، أمهاتهم شتى ، ودينهم واحد ، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم ، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي ، وإنه نازل ... فيهلك الله في زمانه المسيح الدجال ، وتقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل ، والنمار مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم )[/color][/u] [ رواه أحمد ] . [color=#ff0000][ لعلات ] :[/color] بفتح العين المهملة ، وتشديد اللام ، وأولاد العلات : الذين أمهاتهم مختلفة وأبوهم واحد ، أي : أن إيمان الأنبياء واحد وشرائعهم مختلفة . وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [u][color=#006633]( والله لينزلن عيسى بن مريم حكماً عادلاً .... وليضعن الجزية ، ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها ، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد ، وليدعون إلى المال ، فلا يقبله أحد ) [/color][/u][ صحيح مسلم ] . [color=#990000]قال النووي :[/color] [color=#663333][ ومعناه أن يزهد الناس فيها ـ أي : الإبل ـ ولا يرغب في اقتنائها ، لكثرة الأموال ، وقلة الآمال ، وعدم الحاجة ، والعلم بقرب القيامة . وإنما ذكرت القلاص ، لكونها أشرف الإبل ، التي هي أنفس الأموال عند العرب ، وهو شبيه بمعنى قول الله عز وجل : [color=#000066]" وإذا العشار عطلت "[/color] [ التكوير : 4 ] ، ومعنى : ( لا يسعى عليها ) : لا يٌعتنى بها ][/color] . وذهب القاضي عياض إلى أن المعنى : أي : لا تُطلب زكاتها إذ لا يوجد من يقبلها . وأنكر هذا القول النووي .[/font] |
[font=decotype thuluth][size=7][color=#ff0000]مدة بقائه بعد نزوله ثم وفاته
[/color][/size][/font][font=simplified arabic]وأما مدة بقاء عيسى عليه السلام في الأرض بعد نزوله ، فقد جاء في بعض الروايات أن يمكث سبع سنين ، وفي بعضها أربعين سنة . ففي رواية الإمام مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : [color=#006633]( فيبعث الله عيسى بن مريم ... ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ، ثم يرسل الله ريحاً باردة من قِبل الشام ، فلا يبقى على وجه الأرض أحدُ في قلبه مثقال ذرة من خيرٍ أو إيمانٍ إلا قبضته )[/color] [ صحيح مسلم ] . وفي رواية الإمام أحمد وأبي داوود :[color=#006633] ( فيمكث في الأرض أربعين سنة ، ثم يُتوفى ، ويصلي عليه المسلمون )[/color] [ مسند الإمام أحمد ] . وكلا هاتين الروايتين صحيحة ، وهذا مشكل ، إلا أن تُحمل رواية السبع سنين على مدة إقامته بعد نزوله ، ويكون ذلك مضافاً إلى مُكثه في الأرض قبل رفعه إلى السماء ، وكان عمره إذ ذاك ثلاثاً وثلاثين سنة على المشهور . والله أعلم . [/font] |
[font=comic sans ms][size=7][color=#ff0000]يأجوج ومأجوج
[/color][/size][/font][color=darkred][color=black][size=4][font=simplified arabic]أصلهم : قبل الحديث عن خروج يأجوج ومأجوج أرى من المناسب أن نتعرف على أصلهم ، وماذا يعني لفظ ( يأجوج ) و ( مأجوج ) ؟[/font][/size][/color][/color] [size=4][font=simplified arabic][color=black]يأجوج ومأجوج اسمان أعجميان ، وقيل عربيان .[/color][/font][/size] [font=simplified arabic][size=4][color=black]وعلى هذا يكون اشتقاقهما من أجَّت النار أجيجاً : إذا التهبت .[/color][/size][/font] [font=simplified arabic][size=4][color=black]أو من الأُجاج : وهو الماء الشديد الملوحة ، المحرق من ملوحته .[/color][/size][/font] [font=simplified arabic][size=4][color=black][color=sienna]وقيل عن الأجّ :[/color] وهو سرعة العدو .[/color][/size][/font] [font=simplified arabic][size=4][color=black][color=sienna]وقيل :[/color] مأجوج من ماج ، إذا اضطرب .[/color][/size][/font] [font=simplified arabic][size=4][color=black]وهما على وزن يفعول في ( يأجوج ) ومفعول في ( مأجوج ) ، أو على وزن فاعول فيهما .[/color][/size][/font] [font=simplified arabic][size=4][color=black]هذا إذا كان الاسمان عربيين ، أما إذا كانا أعجميين ، فليس لهما اشتقاق ، لأن الأعجمية لا تُشتق من العربية .[/color][/size][/font] [font=simplified arabic][size=4][color=black]وقرأ الجمهور ( ياجوج ) و ( ماجوج ) ، بدون همز ، فتكون الألفان زائدتين ، وأصلهما ( يجج ) ، و ( مجج ) .[/color][/size][/font] [font=simplified arabic][size=4][color=black]وأما قراءة عاصم ، فهي الهمزة الساكنة فيهما .[/color][/size][/font] [font=simplified arabic][size=4][color=black]وكل ما ذُكر في اشتقاقهما مناسب لحالهم ، ويؤيد الاشتقاق من ( ماج ) بمعنى اضطرب قوله تعالى : [color=blue]" وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ " [/color][ الكهف : 99 ] ، وذلك عند خروجهم من السد .[/color][/size][/font] [font=simplified arabic][size=4][color=black]وأصل يأجوج ومأجوج من البشر ، من ذرية آدم وحواء ..[/color][/size][/font] [font=simplified arabic][size=4][color=black][color=darkred]وقد قال بعض العلماء :[/color] إنهم من ذرية آدم لا من حواء ، وذلك أن آدم احتلم ، فاختلط منيه بالتراب ، فخلق الله من ذلك يأجوج ومأجوج .[/color][/size][/font] [font=simplified arabic][size=4][color=black]وهذا مما لا دليل عليه ، ولم يرد عمّن يجب قبول قوله .[/color][/size][/font] [font=simplified arabic][size=4][color=black][color=darkred]قال ابن حجر :[/color] [color=dimgray]( ولم نر هذا عند أحدٍ من السلف ، إلا عن كعب الأحبار ، ويردّه الحديث المرفوع : أنهم من ذرية نوح ، ونوح من ذرية حواء قطعاً ) .[/color][/color][/size][/font] [font=simplified arabic][size=4][color=black]ويأجوج ومأجوج من ذرية يافث أبي الترك ، ويافث من ولد نوح عليه السلام .[/color][/size][/font] [font=simplified arabic][size=4][color=black]والذي يدل على أنهم من ذرية آدم عليه السلام ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [color=green]( يقول الله تعالى : يا آدم ! فيقول : لبيك وسعديك ، والخير في يديك . فيقول : أخرج بعث النار . قال : وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين . فعنده يشيب الصغير ، وتضع كل ذات حملٍ حملها ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد )[/color] قالوا : وأيُنا ذلك الواحد ؟ قال :[color=green] ( أبشروا ، فإن منكم رجلاً ومن يأجوج ومأجوج ألف )[/color] .[/color][/size][/font] [font=simplified arabic][size=4][color=black]وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :[color=green] ( أن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ، وأنهم لو أُرسلوا إلى الناس ، لأفسدوا عليهم معايشهم ، ولن يموت منهم أحد ، إلا ترك من ذريته ألفاً فصاعداً ) .[/color][/color][/size][/font] |
| جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 07:05 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها