[align=center]( هذه الرسالة قامت بإرسالها بنت من جامعة الإمام محمد بن سعود إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله )
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الرجل الذي يعتبر أي سيده في هذا البلد..... هي ابنته وأخته
اليك أيها الوالد.. عبد الله بن عبد العزيز... حفظه الله
أكتب لك هذه الرسالة
كتبتها الآن .......وقد نسيت السياسة ....والمقام السامي ...والناس.... والمجتمع ...وكل شيء
وتذكرت فقط ......مقامكم الأبوي
أكتب لك هذه الرسالة وأنا أبكي ....وأبكي ........وأبكي
ولست أبكي وحدي ....
ولئن بكيت حبراً .....فلقد بكى السواد الأعظم من بنات بلدي دمعاً وحزنا..
والدنا..
إن الشر يتربص بنا.. ونحن بناتك يا سيدي..نشتكي حالنا إلى الله ثم إليك
فأنت ولي أمرنا..
و إننا نرجوا من عطفك عطفا.. ومن حنانك حنانا..
أرفع إليك شكواي.. ليقرأها عطفك الأبوي..
محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ...أتته ابنته فاطمة تشكو إليه حالها ...استمع
لها والتفت لأمرها ...وقال بكل حنان : (ما ألفيتيه عندنا )
لم تشغله السياسة ولا أمور الدولة والمعارك عن سماع ابنته
رغم أن نبينا كان يحمل هم أمة بكاملها ...ويؤسس دولة ...ويحارب خصوم ...كان هو القاضي
والحاكم ..والمربي معاً سيدي ولي العهد :
ابنتك تبكي .. وتطلب منك العون..
أتخيلك تخاف علي .. وتقول بشفقة الأب.. " أفاااا.. عسى ما شر..؟"
"الشر ما يجيك يا طويل العمر"
فأنت رجل ... الشر سيأتي إلينا نحن النساء..
وسينفتح باب عظيم للفساد.. ويبدأ من القيادة ....ولا يعلم إلا الله ...كيف ستكون النهاية
إن الذي يجعلني أشكو لك حالنا .....ذلك الذي يحدث من حولنا
وسائل الإعلام .....تمهد للقيادة والناس من حولنا يجزمون على أن أمر القيادة ...حاصل لا محالة
وإن ما يطمئننا ....أن القرار بيد الله ثم بيدك .....
طمئنا يا ولي أمرنا ......قل لنا بأن هذا لن يحدث
سيدي.. لو سألت أكثرية بنات هذا البلد عن رغبتهن في قيادة السيارة.. لحمدت الله أن بلادنا فيها
الكثير من البنات العاقلات اللاتي يخفن على أنفسهن وعلى بيوتهن.. وأزواجهن .. واولادهن..
ولو سألت أكثرية رجال هذا البلد لرفضن هذا الأمر.. إما ديناً وخوفاً على نسائهم أو نخوة عربية..
وغيرة وحمية..
الخطر يا سيدي.. من ثلاث فئات.. نواجهها نحن في دولتنا..
الأولى :
تلك الفئة التي تشددت في معاملتها للمرأة وقست عليها واحتقرتها ...وهضمت حقها الذي شرعها
لها دينها... حتى شوهت بفعلها ديننا وتعاليمه السمحة ....كل شيء في المرأة عندهم:
عورة ..صوتها عورة ...فكرها عورة....حتى اسمها عورة ...
الثانية :
أشد خطرا ...وأمضى سلاحا ...يساعدها وينشر أفكارها الإعلام فئة من
النساء ..ينادين .بالقيادة ...فئة ..انخدعت بالتفلت الغربي ......وظنت أن هذه الأمور حضارة هذه
الفئة تحصر الحضارة في السيارة
وتنسى أن للحضارة وجها آخر .....حضارة القيم والمباديء
اعتادت على رؤية مظاهر التبرج والسفور ...والانحلال ....
وهذه االفئة ...عجزت عن فهم نصوص الشرع...... لوت أعناق النصوص كي يتحقق لها رغبتها فقصر
فهمهن عن تخيل النتائج والمستقبل.
وتريد لنا أن نمارس ....مثلها هذا العجز
وهذه الفئة ...لا تريد القيادة فقط بل إنها .........تطمح بالكثير ..وتريد الكثير
الفئة الثالثة :
فئة الذكور ...المثقفين ...الواعين ...الذين يفترض بهم أن ينفعوا البلد بعلمهم
لكنهم لحقوا شهواتهم ...واستعبدتهم رغبات ذكورتهم
فبدلا من أن يسافروا لإشباع رغباتهم ...أرادوا أن يمارسوها هنا ومع بنات بلدهم
إن كل هذه الفئات ......تجرنا للخلف وتعيدنا للوراء
وتجبرنا على أن نجرب أخطاء الآخرين ونكرر إخفاقاتهم
إننا هنا يا سيدي
لا نعبد صنما ...ولا بقرا ...ولا بوذا
إننا نعبد ربا واحدا ...........إلها حكيما خبيرا
أعلم منا بشؤوننا وما يضرنا وما ينفعنا ....
بربك ياولي العهد
هل نصدق كلامهم أم نصدق كلام وتوجيهات ديننا؟؟؟؟
...الذي يحثنا على البقاء في منازلنا ورعاية بيوتنا ....وحسن تبعلنا لأزواجنا ...وهل نحن بحاجة إلى
شريعة أخرى ؟؟؟ أو ...تجارب الفاشلين ...المنحرفين
هل علينا أن نبدأ من حيث بدأ الآخرون !!!!
كيف والله قد أكمل الدين ...وتركنا نبينا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك
سيدي الوالد :
لقد ...نزل القرآن .......مليء بقصص القرون الأولى والأمم السابقة ...لنأخذ منها العظة والعبرة دعنا
لا ننظر للبعيدين عنا ...ولنأخذ العظة ممن حولنا
فهذه قطر ....سقط الحجاب بعد خمسة أشهر من القيادة ............والكويت زادت فيها نسب
استقدام السائقين أكثر من ذي قبل
إن الدول الغربية والتي عاشت الفساد والانحلال وجرائم التحرش الجنسي ..هي اليوم تطالب
بإعادة المرأة إلى بيتها ...وتنادي بمنع الإختلاط في المدارس بين الذكور والإناث
سيدي الوالد :
إن المطالبين بالقيادة لن يخسروا شيئا إن لم يقودوها ...لكننا سنخسر لو قدناها
و إن آخر إدعاءاتهم
"أن القيادة فيها منافع "
نعم ...حتى الخمر والميسر فيهما منافع للناس
ومن الغباء والتخلف أن نفكر في الأقليه ونضحي بالأغلبية
ولقد ركز هؤلاء على المرأة وصوروها مظلومة لأنها لم يسمح لها بقيادة السيارة ...وياليتهم إن كانوا
حقا يحبونها ...ينصفونها ويحررونها من ظلم الرجال من حولها
ولقد نسي هؤلاء أننا نحن النساء ..لا زلنا وسنزل حماة لهذا الدين والوطن .....إن بقاءنا في بيوتنا
نرعى أطفالنا ..وأزواجنا ...عصمة للرجال من فتنتنا ... إننا في بيوتنا ....نحمي رجالكم ..أبناؤكم
وأزواجكم
...ونحمي قبل كل شي .........أنفسنا و عقيدتنا
سيدي الوالد :
أننا في هذا البلد لنا خصوصية خاصة .....إننا في بلد فيه بيت الله ....حتى الكعبة فيه تستتر
إننا قدوة لكل نساء الأرض
إنهم ينقمون منا لقوة شخصيتنا واعتدادنا بأنفسنا ...واننا لم نذب في الفساد الذي عم العالم من
حولنا كما ذابوا هم ..ويحسدوننا على ثباتنا في زمن التحولات والتغيرات ..التي لم يملك أحدا مثل
شجاعتنا ليقاومها
يريدوننا أن نسقط كما سقطوا هم ...ونسوا أن السعودية لا يمكن أن تكون إلا سعودية
فسروا صمتنا... ضعفاً ...وثباتنا على قيمنا ....تخلفاً ....و....فهمنا ....انغلاقاً
لا بارك الله فيهم ولا في حضارة ...تكون معها نهايتنا ...وسقوطنا ...وانهيار الفضيلة والأسرة ..بل
والأمة بأكملها
الإسلام كرمنا ...منذ الأزل ...والمرأة تبقى في هودجها معززة ...مكرمة ...يمسك بخطام ناقتها
السائس
عاملنا الإسلام مثل الملوك وعلية القوم
لم اشاهد ...الملكة ..تقود السيارة ...لا في الماضي ولا في الحاضر ..لم أشاهد الملكة رانيا ولا
هيلاري كلينتون ...ولا ديانا ....ولا أحد من هؤلاء اللاتي هن قدوة لهن ........قدن السيارة
إننا يا سيدي إذا أردنا رؤية المستتقبل لا بد ...أن نكبر الصورة
فساد كبير سيحل بالبلد ..إختلاط ...وهتك أعراض ..وإغتصاب ..ولقطاء ....وخيانات زوجية ..وأمراض
جنسية ...وضياع أسر ...وووووو
وحينها...... إن شاعت الفاحشة فلا عزاء لنا .........ولننتظر عقوبة من السماء تعمنا .فاسدنا الذي
ارتكب الرذيلة ..وصالحنا الذي شارك بالسكوت على الفساد..
إن هذه الجرائم وهذه الكلمات قد تكون غريبة على مجتمعنا ومستهجنة الآن ,,,,ولكن صدقوني إننا
سنعتد عليها ..مثلما اعتدنا على كلمات (مداهمة ..وسكود ...وصافرة
الإنذار..تفجير ..إرهاب ....وووو)
كل هذه الكلمات لم نتخيل أن نسمعها ولم تكن في قاموس السعوديين ذات يوم
سيدي الوالد :
إن القيادة لم تكن شرفاً يشرفنا ...حتى نطالب به
بل ...أننا أكثر وأول من سيخسر ....وأول ما سنخسره ...أنوثتنا
ستصبح المرأة رجلا وسيبحث رجالنا ...عن المرأة ...لأن أي رجل لا يريد أن يتزوج رجلا آخر
سيدي الوالد:
إن بلادنا ....تواجه حملة شعواء ...واتخذت من المرأة سبيلا سهلا لتحقيق أحلامها مئات
السنين ..وهم يخططون ...لكنهم ...في كل مرة يفشلون أمام قوة عقيدتنا ....وتلاحم صفوفنا
إن اليهود والنصارى ...لا يستطيعون ضررنا ...لقد أخبرنا الله أنهم (لا يضرونكم إلا أذى )
إن الضرر الحقيقي ....................من صهاينتنا
المشكلة في أبناء جلدتنا ...الذين يتكلمون بلغتنا ... ألسنتهم تقطر عسلا ...وعيونهم تبكي علينا
بدموع التمساح .....يعرفون أسرارنا وعاداتنا وتقاليدنا ...و لديهم قدرة على استدرار عواطفنا
إنهم روبيضة القرن الواحد والعشرين ......يتحدثون في أمور ليست من شأنهم
إن في كلامهم ....شي من السحر ...يحتاج منا لرقية الإيمان
لهم جلود ألين من جلود الضأن ...وفي داخلها ذئاب
يسوقون لنا الحجج بمنطقية مسمومة ...هم العدو ....فأحذرهم
ابتلاهم الله بنعمة البيان وجمال الأسلوب .. إنما يملي لهم ليزدادوا إثما ً
ولقد امتحننا الله بهم.. وبجميل اسلوبهم .....لينظر لنا ...هل سننخدع ؟؟!!! إننا يا سيدي ... .لا
نرفض القيادة كونها قيادة
إننا نرفض............................... نتائج القيادة
ولئن كانت الدولة تواجه مشكلة التكفير والتفجير .............كان لزاما عليهم أن يطلوا بأفكارهم
الآن ....إنهم يستغلون ظروف الدولة الخارجية والداخلية ليزيدوها ضعفا ويفرقوا أمرها ويقوضوا
بنيانها.....هاهم يعودون ....في الوقت الحرج حتى يوجهوا ضربة موجعة للداخل
وهي .... (نشر الفساد الأخلاقي والإجتماعي والاقتصادي ) وإني أحمد الله عز وجل أن الرجال الذين
وقفوا في وجه هذه الفتنة قبل ثلاث عشرة سنه ...هم نفسهم من سيتصدى لها الآن بإذن
الله ...الأمير نايف والأمير سلمان حفظهما الله
والحمد لله أن الرجال ....لا يغيرون مواقفهم ولا كلماتهم
إن ما يثلج صدري ....هو ما قاله الأمير نايف في مؤتمر مكة عقب المظاهرة (المشؤومة ) فوصف
عمل هؤلاء النسوة بأنه (العمل الغبي ) وقال أن المتورطات تربين خارج السعودية ثم قرأ فتوى
الشيخ ابن باز- رحمه الله- (إن قيادة المرأة السيارة تتعارض مع التقاليد الإسلامية التي يتبعها
المواطنون السعوديون )
سيدي
إن انفتح هذا الباب ...ستواجه الدولة خطرا أعظم من خطر الإرهاب
إنه إرهاب إجتماعي ... ( الفساد ) ....الذي .ينخر في أصل المجتمع ...ويحارب جوهر الفضيلة
إن قدنا يا والدنا السيارة فنحن أول من سيتعذب ويتعب
ولسوف نذل ونهان .....ولسوف نقوم بأدوار الرجال
ارحمونا .....وارحم ضعفنا..وارحموا ضعف أمهاتنا واللاتي لن تخاف الواحدة منهن على بناتها من
الحوادث بقدر ماتخاف على عرضها وشرفها ....
ثم إننا يا سيدي لا نستطيع أن نتحمل كل شي ..البيت والوظيفة والأولاد والسيارة وأغراض
المنزل..وسنلهث ترهق وجوهنا ذلة الاحتياجات
أبا متعب .. إننا نأمل منكم أن تنظروا في أحوال بناتكم
إننا يا أبا متعب أمانة في اعناقكم .....وإن الله ساءلكم عنا يوم القيامة
منقول للفائده[/align]