من هو الشاعر الذي وصف المرأه دون ان يتغزل بها في شعره؟
لست ناقداً او باحثاً لأطرح هذا السؤال الذي قد يستغربه الباحثين في الشعر واغراضه ! والسر في ذلك الأسلوب الفريد من أحد شعراء واعلام الشعر الشعبي
( الشيخ الفارس ناصر الشغار )
والذي لم يطرق الغزل في شعره نهائياً , وخالف قاعدة عموم الشعراء الفرسان الذين غلب على شعرهم هذا الغرض (شعر الغزل) .
إلا ان شاعرنا لم يغفل عن ذكر المرأه في قصائده حتى أنه طلبها ضمن امنياته الخمس في قصيدته المشهوره :
والرابعه عطني من البيض خدرات ** يأمن بها قلبي ليا غبت عنها
وهاتين الصفتين من اجمل ماتنعت بها المرأه الجميله (البيض , الخدرات) ولكنه لم يركز على صفات الجمال في الزوجه وانما على الامان في البيت بعد غيابه
تيمناً بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - ((فاظفر بذات الدين تربت يداك ))
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو، فيقول: اللهم إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى" رواه مسلم.
ويتضح موقفه وعفته من النساء والتغزل بهن في هذا البيت الشهير الذي استشهد به ابوعبدالرحمن بن عقيل الظاهري في كتابه اوزان الشعر النبطي:
كم من هنوفٍ بالهوى راودتني ** والشاهد الله زولها مااستخيله
وهنا وصفها بالهنوف وهي من صفاتها الجميله والشامله .. وطموح كل بنت جميله ان تظفر بمثل هؤلاء الفرسان الشجعان .
وهذا ماحدث مع ابنه الفارس محمد بن ناصر الشغار (ذيب الطراد) الذي استمالته معشوقته زوجته ( بكرة التيه ) ويطلق هذا الوصف على البكرة المدلله في الإبل
التي تعتبر أجمل واغلى الإبل عند صاحبها , وكان موقف الإبن جلياً وحازماً بعد سماع قصيدة والده حيث شرط على زوجته إن ارادت العوده معه أن تقوم بحمل الأثاث
على الزمل دون مساعدة الخدم ولما رأت عزمه نفذت الشرط وعادت مع زوجها الى ديار والدهِ وهذا نص القصيده التي يذكره والده بصفاته ويقول انت الفارس المغوار ومن بيت نجيب كيف تتبع هذه الفتاه:
غدت به اللي كنها بكرة التـــــــــيه = وعزي لمــــــــــن زيـــــــن الوصايف شويره
ذيب الطـــراد إن جــاه حل القضاء فيه = مايسنح المركـــاض يضـــرب عــــويره
خاله وابوه مـشبـحيـنـه بايــــــاديــــــــــه = ولولا شبــــوحه كــان مــاراح ديــرهـ
الدرب له مع كل ريـــعٍ منــقــــــيه = والبـذر مايـــــــخــلـف نــبـــاتـــه بــــذيـــــرهـ
والله يالو هو والـــدٍ لي ماخليـــــــــــــــــه = في والــــــــدي والله مااطيع المشيره
وفي إحدى المواقف أُعجب شاعرنا بموقف المرأه الذي غلب على موقف زوجها حيث ينصحها بتركه بهذه الأبيات :
هجي عن الرديان ( ياعنق الاشبوب )= وإدري ترى الرديـــان حــقرين الأبيـــات
ليا اخطا دروب المرجله كل سبسوب = لاقــــايـــــلٍ عطــــهـــــم ولاقـــــايلٍ هـــــات
وأنـــــــا لقيت الــمـرجــلـــه لي واتـــــــعوب = ولو لا تعوب المرجله كان مــاجات
هنا وصفها بـ(عنق الاشبوب) وغالباً ماتوصف به المرأه مثل (عنق الريم) (عنق المها)
وفي هذا البيت يوضح لنا الشاعر أنه لايهتم بالبنات الحسناوات كبقية الفرسان الذين يتفاخرون بشجاعتهم امامهن ولم يكن ذلك من اهدافه :
ياعنك مانصبي بعند البنــاتــي = نصبي ليا بين لهن راس مرقاب
وعلى النبي اختامها بالصلاتي = وبعــز رب البيـــت ماني بكـذاب
وهذا مايؤكد أنه لم يكتب الغزل بعدما أقسم في البيت الثاني بصدق مايقول , والسبب في ذلك أنه صاحب دين وتقى وقد أعرض عن التغزل بالنساء بعفةٍ وشهامةٍ وعزة نفس
رحمه الله رحمةً وآسعه
__________________