أن اختيار شريك الحياة المثالي يعتمد بالدرجة الأولى على رائحته أكثر من شكله أو ثروته. هذا ما أكده الباحثون في جامعة كارديف في مقاطعة ويلز البريطانية.
وتعتبر الرائحة هي أحد الخصائص الأساسية في اللاوعي لاختيار شريك الحياة، فلكل إنسان رائحة فريدة ومميزة تعرف بفصيلة الرائحة ، تشبه تلك المميزة لآلية الدفاع الطبيعية في الجسم المسؤولة عن مقاومة الأمراض التي تسمي فصيلة المناعة حسب موقع البوابة .
حيث أن الأشخاص ينجذبون إلى الآخرين الذين يختلفون معهم في فصيلة المناعة وفي تركيبتهم الوراثية، وهذا يعني أن المتعارضين ينجذبون لبعضهم أكثر. وفسر الباحثون أن الكلاب تستخدم ظاهرة فصيلة الرائحة لتمييز الأشخاص، ولكن الإثباتات الجديدة تشير إلي أن البشر لا يميزون بين الأفراد من خلال رائحة الجسم فقط، بل يختارون شركاء حياتهم اعتمادا عليها، حيث يعتقد أن لها تأثيرا مباشرا على المناطق الأولية في الدماغ المرتبطة بالمزاج والعواطف والذاكرة، وتعمل على تنشيط المناطق الدماغية عن دون وعي مسبق.
وأفاد هؤلاء أن الرائحة تثير الذكريات وتنشط أحاسيس السرور أو القرف عند الإنسان أو تغير من حالته المزاجية، وبالتالي فهي تعمل كمؤشر أو إنذار للمرض. ولكن الدرجة العالية من التماثل في الأنماط المناعية قد يؤدي إلى زيادة فرص الإجهاض، إضافة إلى أن عدد الأزواج المتماثلين في الأنماط المناعية أقل كثيرا مما هو متوقع. وتعتبر عملية التقبيل التي تدل على الحب، تقرب الأنف إلى أجزاء الجلد المفرزة لتلك المواد التي تتسرب إلى الوجه والجفون وحول الجبين. وخلص الباحثون حسب القدس العربي ، إلى أن رائحة الشخص هي العامل الوحيد الذي يلعب دورا في انتقاء شريك الحياة المثالي، لأنها تحدد إمكانية تكوين علاقة عاطفية معه أم لا. هذا ومن جانب أخر ، يبدو أن الروائح الطبيعية هي الأقرب إلى غريزة الرجل والمرأة حيث أعلنت شركة يابانية لمستحضرات التجميل أنها اكتشفت مكونات نباتية تمنع تفسخ الرطوبة الناجمة عن التعرق البشري الذي يسبب صدور رائحة غير محببة للنساء من أجساد الرجال .
وذكرت شركة "ليون" بأن مادة مستخلصة من فاكهة المشمش تعمل على إزالة تلك الرائحة الناجمة عن بكتيريا طبيعية على سطح الجلد مصدرها تحلل وتأكسد العرق والدهون الجلدية، وتوصلت الشركة إلى هذا الإكتشاف، بعد تجربة 126 نوعا من النباتات . ولكن هل هذا هو المطلوب إذ يبدو أن النظافة ليست من الأولويات المفضلة للنساء العصبيات فيما يتعلق بالرجال.. فقد أظهرت دراسة جديدة نشرتها مجلة "علوم النفس والأعصاب والغدد الصماء" أن السيدات العصبيات أو من يعانين من التوتر أو متلازم ما قبل الطمث يفضلن الارتباط برجال شَعورين ولا يستحمون إلا نادراً!! واكتشف الباحثون، أن هؤلاء السيدات يجدن في الرجل غير النظيف شعورا بالأمان والسعادة بسبب وجود فيرمون ذكري معين في بشرته يساعد في تخفيف العصبية وحدة المزاج والتوتر وغيرها من المشاعر السلبية التي تصيبهن.
تؤكد دراسة سابقة أفادت بأن رائحة الذكور قد تكون مفيدة جدا إذا ما اشتمتها المرأة. حيث أن الفيرومون الموجود في عرق الرجال قد يكون له اثر فعال على النساء جسديا ونفسيا. فقد أشارت الدراسة أن تعرض انف المرأة لرائحة العرق الذكري والذي يحتوي على الفيرومون يؤدي إلى تحسن جذري في مزاج المرأة ويساعد في إطلاق هرمونات في جسد المرأة تؤدي إلى تنظيم الدورة الشهرية عندها. فقد تم اخذ بعض الإفرازات من تحت إبط الرجال وتم وضعه على شفاه النساء المشاركات في الدراسة من غير علمهن عن المادة الموضوعة.
أفادت جميع النساء بعد ستة ساعات انهن يشعرن بتحسن واسترخاء اكبر بالإضافة إلى شعورهن بتوتر اقل. كذلك أن التعرض لرائحة عرق الرجال المحتوي على الفيرومون يؤدي إلى اختلاف في مستوى تدفق الدم و إلى ازدياد في إفراز هرمون يسمى (luteinizing hormone) هذا الهرمون يفرزه جسم المرأة بوفرة قبل الاباضة. يعطف الباحثين حاليا على دراسة هذه الظاهرة بتعمق اكبر لمحاولة معرفة أسباب هذه التغيرات النفسية و الهرمونية التي تحدث للمرأة عندما قيامها بشم رائحة عرق الذكور. حيث يضيف العلماء انه بمجرد معرفة الآلية التي تعمل بها هذه الفيرومونات سيكون بإمكان العلماء استخلاص هذه المادة بحيث يتم تصنيع مستحضر لزيادة الشعور بالاسترخاء و لمعالجة الأمراض النسائية الناتجة عن اختلال العادة الشهرية عند النساء.