أهلاً وسهلاً بالأخ والصديق الكريم / ما مثلي أحد
لطالما رأيتُ لكَ نظرة ثاقبة وعميقة في باب الوجدانيات
ولعمري أنّ هذا دليل صارخ على رسوخ تجربتك الوجدانيّة
يا صديقي النبيل لا خلاف فيما ذكرتَهُ .. بل أتفق معك جملةً وتفصيلا
وحديثي عن الغياب الآنف الذكر كان عن الغياب المفتعل من أحدِ الطرفين
والذي لا يكونُ قدراً لا نستطيع معارضته
فنحنُ في غالب الأحيان نفتعل أسباب الغياب بوعي ودون وعي
ثم حينها نبدأ بالتراجع .. في أوقات ربما يكون التراجع فيها قد فات أوانه
وتراجعنا هذا في حقيقة الأمر و بعد فوات الأوان
يُنبىء عن أننا نتخذ قرارات مصيرية في غاية الأهميّة تؤدي إلى أذيتنا
دون إدراكٍ لعواقب الأمور ومآلاتها
هذا ما كنتُ أتحدث عنه .. وإلا فالغياب أنواع وصور شتّى يصعب حصرها
ولكنّي لا أنكر أبداً أنّ الغياب رغم قسوتهِ ومرارته لا يحملُ في طياته معنىً جماليّاً
فقد يؤدي إلى تعميق تجربتنا الذاتيّة بفهم ذواتنا ومشاعرنا تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين
ولكنّا نرجو أن لا يكون هذا المعنى الجمالي على حساب خسارة ذواتنا أو خسارة من نحب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيظلُّ الغياب في نظري قيمة أصيلة وأداة حقيقية لتعميق الفهم والإدراك
فإمّا أن تقود صاحبها للجنةِ والنعيم وإمّا أن تقودُ هُ لحتفهِ و للجحيم
لا خيار ثالث يا صديقي للأسف !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحيّة عاطرة لروحك العملاقة وللجميع ,,