عندما يتحدث كبار السن عن ماضيهم , وحياتهم السالفة
فإنهم يرسمون لنا صورة رائعة في القيم الأخلاقية
وكأنهم المجتمع المثالي , فيحدثوننا عن الشجاعة والكرم
والمروءة و العفة والطهارة , وحديثهم عن مصاحبة السباع
في الصحاري الخالية , يصاحب السبع تارة ً ويصارعه تارةً
أخرى , يحدثوننا أن بيوتهم لاأبواب لها تستقبل كل الضيوف
في حفاوة بالغة , وكرم أصيل يندر وجوده هذه الأيام , فيقول :
أنه يقدم كل ماعنده لضيفه , مع قلة ذات اليـــد 00
يرسم لنا صورة الطهارة والعفة عندما يصاحبُ بنت من بنات
القطين في وقت الصدر حتى وقت الورود الذي يستمر لأكثر
من ثلاثة أيام 0 دون أن { يلد } النظر فيها 0 اوحتي يعرف
لون ماترتديه من جلابيب , وإن هذا ديدنهم جميعاً دون استثناء
وكيف أنهم يتقاتلون على الماء والكلا , والناقة والجمل
, لكن لايلبثون أن يقدمون مافي بيوتهم فداء أودية
لمن كان ينازعهم 0 ترى هل كانو يروون لنا الجانب المضيء
فقط والجانب المظلم لا يعرض على شاشات عرضهم المسرحي
أمامنا , يقولون كنّا وكنّا , أم أنهم فعلاً كانوا مجتمعاً مثالياً
لاتأتي الخطيئة منهم , وما الذي غيّر هذا الجيل عن سابقه
أم أنّ كلَّ جيل يحاول أن يثبت أنه افضل من الجيل الذي بعده