أرسل بعض الشعراء إلى الحسن بن سهيل :
رأيت في النوم اني راكب فرساً ........ ولي وصيفٌ وفي كفي دنانيرُ
فقال قــوم لهم فهمٌ ومـعرفةٌ ........ رأيت خيراً وللأحلام تعــــبير
رؤياك فسرّ غداً عند الأمير نجد ........ في الحلم دراً وفي النوم التباشير
فوقع الأمير في أسفل الكتاب (( أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين )) !!.
ودخل بعض الشعراء على بشر بن مروان فأنشده :
أغفيت عند الصباح نوم مسهدٍ ........ في ساعة ما كنت قبل أنامها
فرأيت انك رعتني بولـــيدة ........ رعبوبة حسنٌ عليّ قـيامها
وببدرةٍ حُمِلت إلي وبغـــلةٍ ........ دهماء مشرقة يصل لجامها
فدعوت ربي ان يثيبك جنة ........ عوضاً يصيبك بردُها وسلامها
فقال بشر ابشر بكل شي إلا البغلة فاني لا املك إلا شهباء ! فقال الشاعر امرأتي طالق ان كنت رأيتها إلا شهباء غير اني غلطت !
ونقل عن ابي العِبر انه كان عنده حمار فمات فرآه في النوم ينشد شعراً يقول فيه انه مات عشقاً ، فسأله المتوكل ما الذي كان من شأنه ؟ فقال : كان يا أمير المؤمنين اعقل من القضاة ، ليس له هفوة ولازلة ! فاعتلّ على حين غفلة ، فمات، فرأيته في النوم فقلت له ، ألم أنتق لك الشعير وابرد لك الماء ، فما سبب موتك ؟ فقال أتذكر إذ وقفت على باب الصيدلاني ؟ قلت نعم ، قال مرت إذ ذاك أتان ( أنثى الحمار) فافتتنت بها ومت ! فقلت وهل قلت شيئاً في ذلك ؟ فقال نعم وانشد :
هام قلبي بأتان ........ عند باب الصيدلاني
تيمتْني يوم رُحنا ........ بثناياها الحسان
وبخدّ ٍ ذي دلالٍ ........ مثل خد الشيقران
فبها متٌ ولو عشـ ـت إذاً طال هواني
فقال له يا أبا معاذ وما الشيقران ؟ فقال هذا كلام تعرفه الحمير ! فاذا رأيتم حماراً فاسألوه ! فضحك المتوكل ضحكً شديداً ، وأمر له بعطاء جزاء بما أبدع في هذا الخيال .[/align]