[align=center]الغناء ينبت النفاق
الحمد لله الذي لم يحرم شيئا عبثا وإنما يحرم ما فيه ضرر على خلقه وصلى الله على من أبلغنا أمر ربه ونهيه وعلى آله وصحابته أجمعين وبعد:
ينكر كثير من الناس حرمة الغناء ويحتجون أنه لم يكن في عهد حبيبنا صلى الله عليه وسلم ولكن أقول لهم ما قاله عليه السلام " الغناء ينبت النفاق كما ينبت الماء البقل " رواه البيهقي وهو صحيح عن بن مسعود.
وقد بالغ القاضي عياض فزعم الإجماع على كفر مستحله بيد أن فتاوى الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة على التحريم وقد عده غير واحد من أهل العلم كبيرة من الكبائر .
وقال الإمام مالك يصف به شناعة وقبح فعل المغني فقال" إنما يفعله الفساق عندنا" .
وفي هذه الأزمنة امتد أمر الغناء و أدخلت عليه محسنات ..أقصد محرمات كثيرة فملأ المجالس والمحافل وازداد عشاقه فصار تجارة الفساق وأصبح ظاهرة في كثير من البلاد فتجد وللأسف أبناء المسلمين في كل مكان تراهم يرددون الأغنيات قائما وقاعدا وعلى جنب بدلا من أن يكون حياتهم القران .
تحذير من النبي صلى الله عليه وسلم" ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام من أمتي إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة "
هذا وعيد قبل يوم الوعيد لمن { كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد }
فالغناء رقية الزنا و منبت النفاق و شرك الشيطان و خمرة العقل
الغناء ودره في القضاء على الأمة الإسلامية
محمد محمود عبد الخالق
يلعب الغناء في هذه الأيام دورا هاما في القضاء على هذه الأمة سواء شعر أفرادها بذلك أم لم يشعروا ويكفي للاستدلال على ذلك تشجيع الغرب على انتشار الغناء وذيوعه بين أوساط المسلمين ولا سيما الشباب منهم وكذلك ما يفعله أذناب الغرب في بلاد المسلمين الدعاة على أبواب جهنم الذين يهدفون إلى إفساد المسلمين وانتشار الفاحشة بينهم وإلهائهم عن قضاياهم المصيرية وفصل دينهم عن حياتهم وإلى غير ذلك من الأهداف القبيحة التي ترمي إلى الإفساد والتي يستخدمون الغناء كوسيلة لتحقيق ذلك.
إن للغناء أهمية كبرى لدى هؤلاء المفسدين في تلك البلاد فهي أحدى أدواتهم المهمة في تنفيذ مخططاتهم وما يرمون إلى تحقيقه ولذلك رأينا هؤلاء يقيمون محطات متخصصة وقنوات تلفزيونية متخصصة في الغناء تستمر في بثها وإذاعة ما ترمي إليه مدة اليوم بكامله وبذلك تضمن إقبال غالب المسلمين عليها لتغطيتها لجميع الأوقات وللأسف الشديد رأينا هذا الإقبال من أبناء هذه الأمة على تلك المحطات والقنوات الأمر الذي يعد انتكاسة كبيرة , فهذه المحطات والقنوات الغنائية لا تهدف في المقام الأول إلا إلى إيقاظ الفتنة وإشعال الشهوة في النفوس و صرفها عن الإيمان والقرآن وغرس قيم فاسدة وأفكار متدنية في عقول المسلمين وهذا بلا شك أمر في غاية الخطورة يحتاج إلى وقفة من علماء الأمة ومصليحها وإلا ستكون النتائج على غير ما يرام ووقتها سيندم الجميع سواء العصاة أو الطائعين فلقد روي عن أم سلمة رضي الله عنها فيما معناه أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا ظهرت المعاصي في أمتي أوشك الله أن يعمهم بعقاب من عنده فقلت يا رسول الله: أما فيهم يومئذ أناس صالحون, قال: بلى ولكن يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان " وهذا يدل على أن العقاب بسب كثرة المعاصي سيصيب الجميع ولقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم:" أنهلك وفينا الصالحون, قال: نعم إذا كثر الخبث " ولذلك على علماء الأمة وأهل الطاعة أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ويأخذوا بأيدي الناس إلى الله لعلى الله يخفف عنا ذلك العقاب.
ولعلا الكثير من المسلمين ممن يشاهدون تلك الأغاني يظنون أنه لا بأس من سماعها ومشاهدتها فبعضهم يروا فيها وسيلة للخروج من حالات الإحباط التي يعيشونها والبعض الأخر يرى فيها وسيلة لقضاء الوقت وقتله والبعض الأخر يرى فيها تسلية للنفس وإنعاشها والبعض الأخر يسمعها ويشاهدها لأنه يعيش قصة حب مع محبوب له والبعض الأخر يسمعها لأن الآخرين يسمعونها وغير ذلك من الأعذار التي يوردها لك مشاهدي الأغاني ومستمعيها بل إن بعضهم يسمعها ظنا بحلها وأنه لا حرمة فيها وبعضهم يعرف حرمتها ومخالفتها للشرع ومع ذلك يسمعها , وهنا أتساءل ألم يفكر هؤلاء في حكم ما يشاهدونه أو ما يسمعونه وهل يوافق دينهم أم لا ؟ وهل في ذلك طاعة لله أم معصية له سبحانه وتعالى؟ , وهل الغناء ضد القرآن أم أنه لا علاقة بينهما ؟ وهل الغناء حق أم باطل ؟, وهل هو في ميزان الحسنات أم في ميزان السيئات ؟ وغير ذلك من الأسئلة التي من المفترض أن ترد في ذهننا قبل الإقبال على تلك الأغاني فلو أن الواحد أقبل مثلا على أكل طعام ما فإنه يسأل عنه وعن مصدره طالما أنه يشك في صانعه فلماذا إذا نعطي قلوبنا وأنفسنا إلى أناس لا نعرف عنهم خيرا قط ولماذا في أمور الدنيا نسأل ونستفسر وإذا جئنا في أمور الآخرة نأخذ الأمور هكذا دون أي اهتمام.
إنني أنادي من يشاهد ويسمع تلك الأغاني إلى أن يفكر ألف مرة قبل أن يقبل على تلك الأغاني فعلى المسلم ألا يبتغي السعادة لنفسه بمعصية الله فما فعل المسلم منا من معاص ظن أنها ستسعده إلا وانقلبت تلك المعاصي إلى حسرة وندامة في الدنيا والآخرة طالما لم يتب هذا المسلم ويعود إلى ربه ويعلم أن السعادة الحقيقية في طاعة ربه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه, واحذر هؤلاء الذين يفرحون بالمعصية وهم يفعلونها بأن الفرح بفعل المعصية وتمني فعلها أشد وأعظم من فعل المعصية ذاتها , وخوفك أخي المسلم من رؤية الناس لك وأنت تفعل المعصية أشد من فعلها كذلك فإياك أن تكون من هؤلاء الذين يجاهرون خالقهم ومولاهم بالمعصية ويفرحون بفعلها واحرص على ما ينفعك في دنياك وآخرتك فإنما العيش عيش الآخرة والسعادة الحقيقية في رضا الله سبحانه وتعالى.
وأوجه ندائي إلى العلماء بأن يتحدثوا عن ذلك الأمر ويكثروا من الحديث عنه وأن يقتربوا من أفراد هذه الأمة ويكونوا أسوة وقدوة حسنة لهم وأن يبينوا لهم طريق الرشاد والصلاح والنجاح وأن يقوموا بممارسة دورهم الحقيقي وأن يتقربوا أكثر من مجتمعاتهم ويجالسوا الناس ويعملوا على إزالة الحواجز التي بينهم وإلا فإن الأمور ستدهور أكثر فأكثر مما هي عليه الآن ولا شك أن العلماء سيكونون أحد أسباب ذلك التدهور.
ويكفيني في الختام أن أذكر ما قاله أحد علمائنا عندما كان يسأل عن حكم الغناء فكان يقول " حتى لو قلنا بأن الغناء حلال فهل واقع الأمة يحتمل لها أن تغني " وهذا الكلام قد قيل منذ أكثر من عشرين سنة قبل مذابح صبرا وشاتيل وقبل مذبحة جنين وقبل المذابح المستمرة في أرض فلسطين وقبل اجتياح الشيشان وقبل غزو أمريكا لأفغانستان والعراق وقبل التهديدات التي تتلقاها الأمة بكاملها من حين لآخر من أعداءها الذين لا يتوقفون عن معاداتها ومحاربتها بكافة الوسائل وعلى كافة الأصعدة والميادين , فبالله ماذا لو رأى الشيخ حالنا في تلك الأيام ماذا كان سيقول ؟ فلنستيقظ يا أخوة قبل فوات الأوان فلا يعقل أن يذبح ويقتل إخواننا وتهدم المنازل والمساجد وتغتصب النساء المسلمات ونحن نغني ونضحك ونمرح وكأن الأمر لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد وكأن هؤلاء ليسوا مسلمين لهم حقوق وواجبات علينا , فلنحرص من الآن على نصرة ديننا ونصرة المسلمين ولنبذل كل ما نملك في سبيل رفع راية التوحيد خفاقة وإلا فالحساب سيكون عسيرا أمام الله عز وجل طالما لم نعمل على نصرة الإسلام فالله نسأل أن ينصر الإسلام ويعز المسلمين وأن يجعلنا أهلا لنصرته أنه على كل شيء قدير وهو حسبنا ونعم الوكيل .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : -
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على مقال نشر في الملحق لجريدة المدينة الصادر يوم الأربعاء الموافق 30/9/1420هـ بعنوان : ( ونحن نرد على جرمان ) بقلم : أحمد المهندس رئيس تحرير العقارية يتضمن إباحة الغناء والموسيقى والرد على من يرى تحريم ذلك ويحث المهندس على إعادة بث أصوات المغنين والمطربين الميتين تخليداً لذكراهم وإبقاء للفن الذي قاموا بعمله في حياتهم ولئلا يحرم الأحياء من الاستماع بسماع ذلك الفن ورؤيته ، وقال : ليس في القرآن الكريم نص على تحريم الغناء والموسيقى . ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد كان يستمع إلى الغناء والموسيقى ويأمر بهما في الأعياد والمناسبات كالزواج والأفراح ثم قال : وهناك أحاديث ضعيفة يستند إليها البعض في منع الغناء والموسيقى لا يصح أن تنسب للصادق الأمين لتغليب رأي أو منع أمر لا يوافق عليه البعض ، ثم ذكر آراء لبعض العلماء كابن حزم في إباحة الغناء وللرد على هذه الشبهات تقرر اللجنة مايلي :-
أولاً : الأمور الشرعية لا يجوز الخوض فيها إلا من علماء الشريعة المختصين المؤهلين علمياً للبحث والتحقيق ، والكاتب المدعو / أحمد المهندس ليس من طلاب العلم الشرعي فلا يجوز له الخوض فيما ليس من اختصاصه ، ولهذا وقع في كثير من الجهالات ، القول على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بغير علم ، وهذا كسب للإثم ، وتضليل للقراء كما لا يجوز لوسائل الأعلام من الصحف والمجلات وغيرها أن تفسح المجال لمن ليس من أهل العلم الشرعي أن يخوض في الأحكام الشرعية ويكتب في غير اختصاصه حماية للمسلمين في عقائدهم وأخلاقهم .
ثانياً : الميت لا ينفعه بعد موته إلا مادل عليه دليل شرعي ومن ذلك مانص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) وأما المعاصي ، التي عملها في حياته ومات وهو غير تائب منها – ومنها الأغاني – فانه يعذب بها إلا أن يعفو الله عنه بمنه وكرمه . فلا يجوز بعثها وإحياؤها بعد موته لئلا يلحقه إثمها زيادة على إثم فعلها في حياته لأن ضررها يتعدى إلى غيره كما قال عليه الصلاة والسلام : (( ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه إثمها وإثم من عمل بها إلى يوم القيامة )) . وقد أحسن أقاربه في منع إحياء هذه الشرور بعد موت قريبهم .
ثالثاً : وأما قوله : ( ليس في القرآن الكريم نص على تحريم الغناء والموسيقى فهذا من جهله بالقرآن . فإن الله تعالى قال { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين } قال أكثر المفسرين : معنى ( لهو الحديث ) في الآية الغناء . وقال جماعة آخرون : كل صوت من أصوات الملاهي فهو داخل في ذلك كالمزمار والربابة والعود والكمان وما أشبه ذلك وهذا كله يصد عن سبيل الله ويسبب الضلال والإضلال . وثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه الصحابي الجليل أحد علماء الصحابة رضي الله عنهم أنه قال في تفسير الآية : إنه والله الغناء . وقال : إنه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل . وجاء في المعنى أحاديث كثيرة كلها تدل على تحريم الغناء وآلات اللهو والطرب وأنها وسيلة إلى شرور كثيرة وعواقب وخيمة ، وقد بسط العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه : ( إغاثة اللهفان ) الكلام في حكم الأغاني وآلات اللهو .
رابعاً : قد كذب الكاتب على النبي صلى الله عليه وسلم حيث نسب إليه أنه كان يستمع إلى الغناء والموسيقى ويأمر بهما في الأعياد والمناسبات كالزواج والأفراح ، فإن الثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه رخص للنساء خاصة فيما بينهن بضرب الدف والإنشاد المجرد من التطريب وذكر العشق والغرام والموسيقى وآلات اللهو مما تشمل عليه الأغاني الماجنة المعروفة الآن ، وإنما رخص بالإنشاد المجرد عن هذه الأوصاف القبيحة مع ضرب الدف خاصة دون الطبول وآلات المعازف لإعلان النكاح بل صح في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري أنه حرم المعازف بجميع أنواعها وتوعد عليها بأشد الوعيد ، كما في صحيح البخاري وغيره من كتب الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة ـ يأتيهم ـ يعني الفقير لحاجة فيقولن : ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ) والمعازف الغناء وجميع آلاته . فذم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم من يستحلون الحر وهو الزنا ويستحلون لبس الحرير للرجال وشرب الخمور ويستمعون الغناء وآت اللهو . وقرن ذلك مع الزنا والخمر ولبس الرجال للحرير مما يدل على شدة تحريم الغناء وتحريم آلات اللهو .
خامساً : وأما قوله : وهناك أحاديث ضعيفة يستند إليها من منع الغناء والموسيقى ولا يصح أن تنسب للصادق الأمين لتغليب رأي أو منع أمر لا يوافق عليه البعض ـ فهذا من جهله بالسنة فالأدلة التي تحرم الغناء بعضها في القرآن وبعضها في صحيح البخاري كما سبق ذكره وبعضها في غيره من كتب السنة وقد اعتمدها العلماء السابقون واستدلوا بها على تحريم الغناء والموسيقى .
سادساً :ماذكره عن بعض العلماء من رأي في إباحة الغناء فإنه رأي مردود بالأدلة التي تحرم ذلك والعبرة بما قام عليه الدليل لا بما خالفه فكل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالواجب على هذا الكاتب أحمد المهندس أن يتوب إلى الله تعالى مما كتب ، ولايقول على الله وعلى رسوله بغير علم فإن القول على الله بغير علم قرين الشرك في كتاب الله . وفق الله الجميع لمعرفة الحق والعمل به ،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وأله وصحبه .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس / عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ
عضو / عبدالله بن عبدالرحمن الغديان
عضو / بكر بن عبدالله أبو زيد
عضو / صالح بن فوزان الفوزان[/align]