عاشوراء وشهر الله المحرم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه الكرام ...
هاهي صحيفة عامنا هذا عام 1427هـ قد قاربت ان تطوى ولن تفتح إلا يوم القيامة
فأكثرو من الإستغفار فلقد قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم " طوبى لمن وجد في صحيفته إستغفار اُ كثيرا "
فلا ندري اهي ملىء بالحسنات ام بالسيئات وهل عفى الله عنا ذنوبنا وتقبل اعمالنا الصالحة
ولكننا لا نظن بربنا الا ظنا حسنا فالله أسأل ان يتجاوز عنا سيئاتنا ويتقبل منا اعمالنا ..
أسأل الله تعالى ان يجعل عام 1428 هـ عام سعادة وخير علينا وعلى الأمة الإسلاميه وعام نصر فيه على أعدائنا
امين يارب العالمين
ويبدأ عامنا هذا بشهر الله المحرم المعظم الذي تزيد فيه الذنوب حرمة
وفيه يوم عاشوراء الذي صيامه يكفر السنه التي قبله
فالحمد لله فهذا من فضل الله على هذه الأمة ان جعل لنا مثل هذه الأيام
فضل شهر الله المحرم
أ ـ قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُم.}التوبة/36
ب ـ وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الشهور للصوم بعد صيام رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل" (صحيح مسلم
قال ابن رجب في "لطائف المعارف": "وقد قيل في معنى إضافة هذا الشهر إلى الله عزّ وجل: أنه إشارة إلى تحريمه إلى الله عز وجل، ليس لأحد تبديله، كما كانت الجاهلية يحلونه ويحرمون مكانه صفر، فأشار إلى أنه شهر الله الذي حرمه، فليس لأحد من خلقه تبديل ذلك وتغييره.
ج ـ وقد نقل ابن رجب في "لطائف المعارف" أن عثمان النهدي ذكر عن السلف أنهم "كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم" اهـ.
د ـ وقال ابن رجب: "وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المحرم: شهر الله. وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله، فإن الله تعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته، كما نسب محمداً وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء ـ صلوات الله عليهم وسلامه ــ إلى عبوديته، ونسب إليه بيته وناقته" اهـ.
وـ قال النووي في شرحه لصحيح مسلم (4/8/55) :" قوله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم" تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم، وقد سبق الجواب عن إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من صوم شعبان دون المحرم، وذكرنا فيه جوابين:
أحدهما: لعله إنما علم فضله في آخر حياته.
الثاني: لعله كان يعرض فيه أعذار من سفر أو مرض أو غيرهما" اهـ
فضل يوم عاشوراء :
وردت أوحاديث كثيرة في فضل يوم عاشوراء، أذكر منها:
أـ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ماهذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم. فصامه وأمر بصيامه" (رواه البخاري 1865
ب ـ وفي رواية لمسلم: "هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه" وقوله: "فصامه موسى" زاد مسلم في روايته: "شكراً لله تعالى فنحن نصومه"، وفي رواية للبخاري: "ونحن نصومه تعظيماً له". ورواه الإمام أحمد بزيادة: "وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكراً". وقوله "وأمر بصيامه" في رواية للبخاري أيضاً: "فقال لأصحابه: أنتم أحق بموسى منهم فصوموا".
ج ـ عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صيام يـوم عاشوراء: أحتسب على الله أن يكفر السنـة التي قبله" (رواه مسلم:1976).
د ـ عن عبيد الله بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما وسئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: "ما علمت (أنَّ) رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا شهراً إلا هذا الشهر ــ يعني: رمــضان ـ" (أخرجه البخــاري"4/215 ــ216 ومسلم:1132)
متى هو يوم عاشوراء ؟
قال ابن قدامة في المغني (3/174):"عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم، وهذا قول سعيد بن المسيب والحسن؛ لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم يوم عاشوراء العاشر من المحرم" (رواه الترمذي وقال: حديث صحيح حسن.
وافضله صيام التاسع والعاشر والحادي عشر للإحتياط
ثم التاسع والعاشر وذلك مخالفة لليهودوالنصارى قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ في تعليقه على حديث "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع": "ما همَّ به من صوم التاسع يحتمل معناه أن لا يقتصر عليه، بل يضيفه إلى اليوم العاشر، إما احتياطاً له، وإمَّا مخالفة لليهود والنصارى، وهو الأرجح،"(فتح الباري 4/245).
فمن لم يستطع فالعاشر وهو ادناه مرتبة
المهم انه فضل عظيم لا تتركوا صيامه ولنبدأعامنا الجديد ونفتتحه بأعمال صالحة
من صدقة وبر وصيام وتوبة صادقه من جميع الذنوب ليصلح الله لنا عامنا كله
هذا وأسأل الله ان يرزقنا اعمالا صالحه وان يجعلها لوجهه خالصه
وان يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
وان يعفو عنا سيئاتنا انه هو العفو الغفور
وكل عام ونحن اقرب إلى الله..
كل عام وانتم ومن تحبون بخير وصحه وعافيه .....
دمتم في حفظ الرحمن ورعايته.